الأمير فيليب.. الدوق العصري سند الملكة
بعد 73 عامًا من "القوة والدعم"، كما اعتادت أن تصف الملكة إليزابيث الثانية مدة زواجها، فارق الأمير فيليب الحياة عن عمر 99 عامًا.
ونكست الأعلام على المباني التاريخية إلى نصف الساري مع إعلان فترة الحداد، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وكانت صحة دوق إدنبره تتدهور ببطء منذ فترة، وأعلن تنحيه عن الارتباطات الملكية في مايو/أيار عام 2017، مازحًا بأنه لم يعد قادرًا على الوقوف. وظهر آخر مرة العام الماضي خلال عرض لمشاة البحرية الملكية في ساحة قصر بكنجهام.
ومنذ ذلك الوقت، نادرًا ما يشاهد بالأماكن العامة، ويمضي معظم وقته بقصر ساندرينجهام في نورفولد، رغم الانتقال، ليكون معها بقصر وندسور خلال فترات الإغلاق على مدار جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث احتفل الزوجان بعيد زواجهما الـ73 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
واحتفل الأمير فيليب بعيد مولده الـ99 في يونيو/حزيران الماضي بقلعة وندسور.
وأمضى دوق إدنبره 4 ليالي بمستشفى الملك إدوارد السابع في لندن قبل الكريسماس عام 2019؛ من أجل المتابعة والعلاج على خلفية "حالة مرضية موجودة مسبقًا".
وعلى الرغم من إجرائه جراحة بالورك في أبريل/نيسان عام 2018، حضر الأمير فيليب، بعد شهر من ذلك، زفاف الأمير هاري وميجان ماركل، وشوهد يجلس بجوار الملكة.
حياة حافلة
رغم أن الأمير فيليب عاش بهدوء بعيدًا عن الأنظار، فإنه تصدر عناوين الأخبار عندما تعرض لحادث سيارة في يناير/كانون الثاني 2019. واحتاجت سيدتان العلاج في المستشفى بعدما أثرت أشعة الشمس على ما يبدو على قدرته على الرؤية عندما خرج من ممر بقصر ساندرينجهام.
وكان هناك رضيع عمره تسعة أشهر بالسيارة الأخيرة، لكنه لم يتعرض للإصابة. وقررت النيابة العامة الملكية عدم مقاضاته بعدما تنازل طواعية لاحقًا عن رخصة القيادة.
الأمير فيليب، الذي ولد بجزيرة كورفو اليونانية، ووصف نفسه ذات مرة بـ"أمير بلقان الفاقد للمصداقية ولا يتمتع بأي استحقاق أو ميزة"، لعب دورًا رئيسيًا في تطوير النظام الملكي الحديث في بريطانيا، وهو الرجل العصري المحب للعلوم والتكنولوجيا والمؤمن بدورهما في تحسين وتطوير المجتمعات.
ورغم أنه لم يحصل رسميًا على لقب زوج الملكة الحاكمة، عاش حياة تعج بأداء الواجبات الملكية بلا هوادة، متخليًا عن مهنته الواعدة في صفوف البحرية التي اعتقد البعض أنه كان يمكنه أن يصل فيها لأعلى الرتب، "من أجل دور يتطلب منه المشي خلف زوجته بعدة أقدام"، بحسب "الجارديان".
وبما أنه اتخذ قراره، انغمس في الحياة الوطنية بتفان، ليضطلع بدور عام فريد. وكان العضو الأكثر نشاطًا بالعائلة الملكية، مع مذكرات تحتشد بالارتباطات على مدار عدة عقود.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الدوق كان صريحًا لدرجة العدائية، وقد زعم أنه ابتدع كلمة "دونتوبيدالوجي"، وهو موهبة "وضع قدم الشخص في فمه".
وعلى الرغم من مزاجيته السيئة، كان أيضًا يتمتع بالسحر والجاذبية والذكاء، بل أظهر فضولًا حقيقيًا خلال زياراته الرسمية لدرجة شعور مضيفيه بالإطراء.
وفي حين استبعد دستوريًا من مجالات رئيسية للحياة العملية للملكة – إذ لم يكن له دور دستوري بخلاف دور المستشار الخاص ولم ير أي أوراق رسمية – شرع في تحديث النظام الملكي الذي خشي أن ينتهي به المطاف كقطعة بمتحف.
وكان يتمتع باهتمام خاص بالدين والحفاظ على الطبيعة، حتى إنه أصبح رئيس الصندوق العالمي للحياة البرية عام 1961، كما كان لديه شغف تجاه الصناعة والعلوم.
ومع أن الرجل الطموح واجه العديد من العقبات في بداية زواجه من الملكة، إلا أنه نجح في التغلب على التحيز ضده، إذا كان بعض رجال البلاط يعتبرونه غريبًا، وشرع في خلق دور أصبح فيه ركيزة حياة القصر.
وفي وصف اعتمادها عليه، قالت الملكة خلال خطاب للاحتفال بزفافهما الذهبي عام 1997: "هو شخص لا يتقبل المجاملات بسهولة. لكنه، ببساطة، كان مصدر قوتي ودعامتي طوال هذه السنوات، وأنا، وكل عائلته، وهذه (الدولة)، والعديد من الدول الأخرى، ندين له بدين أكبر مما سنعرفه على الإطلاق".
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز