صنعت رجلا استثنائيا.. طفولة الأمير فيليب "الصعبة"
عاش الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية زواجا سعيدا دام فترة طويلة، لكن طفولة الدوق لم تكن على قدر سعادة سنواته بجانب الملكة.
ووفق صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، فإن حياة الأمير فيليب التي استمرت 99 عامًا، كانت فريدة واستثنائية، في ظل امتيازات هائلة مصحوبة بشعور ثابت بالمسؤولية، في ظل مرافقته لزوجته الملكة.
ووقف فيليب بجانب الملكة لعقود، ودعمها خلال المهام الرسمية والأزمات الشخصية والعائلية، في حياة غلفتها السعادة.
في المقابل، كانت طفولة فيليب حالكة ومخيفة في كثير من الأحيان، حيث اضطر للاعتناء بنفسه في عمر مبكر جدًا.
وولد الأمير الراحل بجزيرة كورفو في العاشر من يونيو/حزيران عام 1921، كرابع طفل للأميرة أليس من باتنبيرج، والأمير أندرو، أمير اليونان والدنمارك، وكان مسجلًا باسم "فيليبوس" في السجلات الرسمية.
وكان والداه لديهما بالفعل ثلاث فتيات، لكن نظرا لكونه الصبي الأول في العائلة، أصبح السادس في ترتيب خلافة عرش اليونان.
وفي وقت كان من المفترض فيه أن يمضي الطفل سنواته الأولى في الاستمتاع واللهو، وقعت أسرته في قلب الاضطرابات التي ضربت أوروبا خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وكان والد فيليب يخدم في الجيش عندما غزت تركيا اليونان عام 1922، لكن واجه اتهاكات بالخيانة ونفي خارج البلاد بعد عصيانه للأوامر خلال المعركة.
وهرب والد فيليب إلى باريس بالقارب، وحمل ابنه الصغير معه، لكن باريس لم تكن طوق النجاة، إذ تعرضت الأسرة هناك للانهيار تدريجيًا.
وعانت والدة فيليب، الأميرة أليس، حفيدة الملكة فيكتوريا، من نوع من الذهان "مرض عقلي" عام 1931، وحُجزت قسرًا بمصحة نفسية سويسرية بعدما تعرضت لانهيار عصبي، ثم انتقل والده بعد ذلك إلى جنوبي فرنسا ليكون مع عشيقته.
وتزوجت شقيقات فيليب من رجال ألمان خلال تسعة أشهر، لتغادرن المنزل وتتركن فيليب بمفرده عندما كان بعمر 10 أعوام فقط.
ومن صيف عام 1932 حتى ربيع عام 1937، لم ير أو يسمع أي أخبار من والدته، ولم يتلق منها حتى بطاقة تهنئة بعيد الميلاد، إذ أصبحت راهبة في وقت لاحق على المعاناة النفسية.
وبعد عام، وأثناء مقابلة صحفية، وجه إليه المحاور سؤال حول اللغة التي يتحدث بها في المنزل، فقال: "ما الذي تعنيه بـ(بالمنزل)؟".
لكن جاء الخلاص في صورة أقارب بريطانيين. إذ بدأ شقيق والدته الأكبر جورجي الاعتناء به على مدار السبعة أعوام اللاحقة.
وبعد وفاة جورجي، انتقل فيليب إلى عمه الآخر اللورد لويس مونتباتن.
وذهب فيليب إلى مدرسة داخلية صعبة على أطراف بحر الشمال في اسكتلندا، وهي نفس المدرسة التي أرسل إليها نجله الأمير تشارلز بعد ذلك.
وأثناء وجوده هناك، لقت شقيقته المفضلة سيسيل وزوجها جورج وطفليهما مصرعهم خلال حادث تحطم طائرة في بلجيكا، في وقت كانت فيه شقيقته حاملا في طفلها الثالث.
ووقعت مهمة إخباره بهذا الأمر على عاتق مدير مدرسته كورت هان. لكن الأمير الصغير لم ينهر، وقال مدير المدرسة عن تلك اللحظة: "كان حزنه حزن رجل".
وسافر فيليب، الذي كان بعمر 16 عاما وقتها، لجنازة شقيقته في ألمانيا. التي جرت في عام 1937، أي وقت حكم أدولف هتلر.
وبعد عام، غادر فيليب المدرسة، وبدأ الدراسة بالأكاديمية البحرية الملكية في دارتموث بنصيحة من الوصي عليه لورد مونتباتن، وهناك التقى الأميرة إليزابيث عندما كانت بعمر 13 عاما، لتغرم به ويتزوجا وهي بعمر 21 عاما.
وكان قصر بكنجهام أعلن وفاة الأمير فيليب، دوق إدنبرة، عن 99 عاما، في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز