أزمة في سجون بريطانيا.. «الإعصار» يتراجع ويفسح الطريق للشغب
أثارت أزمة التوظيف وارتفاع عدد النزلاء في السجون البريطانية مخاوف من نقص عدد قوات السجون المدربين على التعامل مع أعمال الشغب.
وكشفت صحيفة "الإندبندنت" في تقرير حصري، أن عدد الجنود المدربين على التعامل مع أعمال الشغب، الذين يعرفون باسم " فرق الإعصار"، انخفض بمقدار الثلث.
وأشار التقرير إلى أن الجنود، وهم جزء من 50 مجموعة مسلحة بالهراوات والدروع، انتشرت في السجون بكثافة العام الماضي، حيث يواجه نظام السجون تصاعدًا في أعمال العنف والفوضى وسط أزمة التوظيف والاكتظاظ.
ويتزامن تراجع أعداد جنود هذه القوة مع ارتفاع وتيرة العنف في السجون. ويعترف وزراء في الحكومة، بوجود عدد أقل، نحو 700 من ضباط السجون، مقارنة بعام 2018، عندما كان 2310 موجودين للتعامل مع أخطر اضطرابات السجون.
وقالت الصحيفة إن الأرقام "المثيرة للقلق"، الناجمة عن ارتفاع عدد هؤلاء الضباط الذين تركوا الخدمة، أثارت المخاوف من أن تصبح السجون عرضة بشكل متزايد للعنف وعدم الاستقرار وسيطرة العصابات.
وذكرت تقارير أن وزير العدل أليكس تشالك حذّر رئيس الوزراء ريشي سوناك من أن "أزمة الاكتظاظ قد تؤدي قريبًا إلى موجة من أعمال الشغب".
ونشرت فرق الإعصار 13 مرة في السجون في العام الماضي وحده، وهو أعلى معدل لها منذ عام 2018 على الأقل، مقارنة بأربع مرات فقط في عام 2021. وكان أكثر من نصف استدعاءات فرقة الإعصار خلال العامين الماضيين لمؤسسات المجرمين الشباب وسجون النساء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام أن الاعتداءات على السجناء والموظفين ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال العام حتى سبتمبر/ أيلول، مع أكثر من 25 ألف حادثة في عام واحد. وارتفع العنف في سجون النساء إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، متجاوزًا سجون الرجال لأول مرة.
وقالت وزيرة العدل في حكومة الظل، شبانة محمود، لصحيفة الإندبندنت: "لا عجب أن تظهر هذه الأرقام الجديدة انخفاضًا كبيرًا في عدد الضباط المتخصصين الذين يمكن نشرهم للتعامل مع المواقف الخطيرة والصعبة في جميع أنحاء سجوننا - بما في ذلك أعمال الشغب".
وأضافت شبانة: "هذه علامة أخرى على حجم الأزمة في سجوننا، وفشل الحكومة في أخذها على محمل الجد".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة السجون تسعى إلى تدريب المزيد من ضباط قوة "الإعصار" الجدد أكثر من أي وقت مضى. لكن تبقى المشكلة دائمًا، أن معدلات الاحتفاظ بهم منخفضة بشكل مثير للقلق بفعل عدم حصول الضباط المتخصصين والمدربين جيدًا على أي مدفوعات إضافية حقيقية مقابل وضع أنفسهم تحت الضغط ومواجهة مجرمين خطيرين عنيفين، وفقاً لتوم ويتلي، رئيس رابطة محافظي السجون.
ورغم إعلان وزير العدل عن إجراءات صارمة للإفراج عن السجناء قبل الموعد المقرر بما يصل إلى 60 يومًا، بعد اقتراب السجون بشكل خطير من نفاد المساحة، إلا أنه حذّر داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) من أن الأزمة قد تؤدي قريبًا إلى أعمال شغب.
وخلصت الصحيفة إلى أنه: "عندما حدثت أعمال الشغب في سترانجوايز عام 1990، كان هناك 43 ألف سجين آنذاك، وكانوا يتحدثون عن الاكتظاظ في ذلك الوقت كأحد الأسباب، لذا يبدو أننا لم نتعلم شيئًا؛ لأنه بعد مرور 40 عامًا، لدينا الآن 88 ألف سجين وعدد ضباط أقل بكثير من المطلوب".