شبكات سرية ومتطوعون.. كيف تصل الأسلحة والمساعدات لكييف؟
من الحدود البولندية، تنطلق الشاحنات بشكل يومي إلى مستودع في مدينة لفيف ومنه إلى مدن مثل كييف وسومي وخاركيف، لنقل الأسلحة.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تشارك شبكات سرية في عمليات نقل المساعدات، تضم مواطنين أوكران من كل قطاع من مجالات الحياة، بدءًا من الجنود المتمرسين في المعارك للأشخاص العاملين في مجال التصوير السينمائي ومنسقي الأغاني ومصممي الديكور واستراتيجيات التسويق.
عقب وصول الشاحنات عبر مسارات غير ممهدة، يقوم المتطوعون بتفريغ الإمدادات العسكرية التي تتنوع ما بين وجبات الطعام، ومناظير الرؤية الليلية، وأجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وطائرات مسيرة ومعدات عسكرية أخرى.
ويدير فلاديسلاف سالوف، (34 عامًا) الذي كان يعمل قبل انطلاق العملية الروسية، مصورًا سينمائيًا لاستوديو سينمائي في كييف، واحدة من هذه الشبكات، التي تقوم بنقل المعدات التي تتدفق الآن عبر قنوات غير رسمية وسرية لدعم الجيش الأوكراني.
ويقدر طاقم سالوف أنه تلقى أكثر من مليون دولار من الإمدادات وأدوات القتال المتطورة لنقلها للجيش الأوكراني.
وتقول واشنطن بوست، إن الانتصارات الأوكرانية في شمال ووسط البلاد مؤخرا، أسهمت في تدفق الإمدادات إلى كييف؛ العاصمة ومركز الإمداد الرئيسي.
وتحولت المنظمات غير الربحية التي أرسلت الإمدادات الطبية الأساسية والضروريات، مثل الحفاضات والمياه إلى الجبهة في الأيام الأولى من الحرب، إلى نقل الأدوية والإمدادات الطبية والمعدات العسكرية المتخصصة التي يصعب العثور عليها.
وبين هذه المنظمات، مجموعة تضم أناسا من البنوك والكازينوهات وكليات الصيدلة وتكنولوجيا المعلومات، شكلوا في الأيام الأولى للحرب، قوات تكنولوجيا المعلومات، إذ يعمل أكثر من 200 شخص في ذراع تكنولوجيا المعلومات الرسمي الأوكراني في حرب معلومات مع روسيا.
وقامت هذه المجموعة بنشر إعلانات رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا، وافقت عليها القوات المسلحة الأوكرانية، تدعو المتطوعين للانضمام إلى الفيلق الأجنبي التابع للجيش.
وبعد استنفاد معظم حساباتهم المصرفية، ناشدت المجموعة أثرياء أوروبا للتبرع لأوكرانيا، لتنهال عليهم التبرعات.
وعندما أثبتت قوات تكنولوجيا المعلومات موثوقيتها في تسليم خوذات ودروع باليستية للوحدات العسكرية، بدأ الجنود في طلب الأسلحة التي كان الحصول عليها أكثر صعوبة، مثل بنادق القناصة.
وتمكنت قوة تكنولوجيا المعلومات الآن من الحصول على خوذات عسكرية من إسرائيل، وطائرات مسيرة من إنجلترا، ونظارات واقية للرؤية الحرارية من فرنسا، ومكتشفات مدى الليزر من كندا، وصواريخ ستارلينكس من هولندا، وطابعات ثلاثية الأبعاد وسترات واقية من بولندا ووجبات من الولايات المتحدة.
كما تمكنت هذه الوحدة من الحصول على 10 طائرات مسيرة بقيمة 80 ألف دولار، لنقلها إلى وحدات الخطوط الأمامية الأخرى التي تحتاجها بشدة.
وقام منتج سينمائي أوكراني مقيم في لندن بنقل الطائرات بدون طيار إلى شمال إنجلترا ونظم شبكة من الأصدقاء لنقلهم بالعبّارة إلى هولندا، ثم عبر ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك إلى بولندا.
وبعد التوقف في لفيف لتغيير المركبات، استمرت الرحلة عبر ضواحي كييف التي تعرضت للقصف، حيث تم توزيعها على 10 مواقع في الشمال والشرق والجنوب الشرقي لأوكرانيا.