الروائي الفرنسي نيكولا ماتيو يفوز بجائزة الجونكور 2018
"أولادهم من بعدهم" رواية أشبه بالسيرة الذاتية عن عالم المراهقة في حقبة التسعينيات، وتتبع حياة شخصيات تعيش في وادٍ منعزل في منطقة لورين.
فاز الروائي نيكولا ماتيو (40 عاما) عن روايته "أولادهم من بعدهم" بجائزة جونكور لعام 2018، أعلى وأرقى جائزة أدبية فرانكفونية.
تدور أحداث الرواية في سياق أشبه بالسيرة الذاتية، حيث يصف ماتيو عالم مراهقته في التسعينيات، ويتتبع حياة شخصيات تعيش في وادٍ منعزل في منطقة لورين، كاشفا التفاصيل الحميمة لشباب يقتلون الضجر بالكحول والاستماع إلى أسطوانات "نيرفانا"، حالمين بـ"الخروج من الجحيم".
الرواية الفائزة (لو زانفان أبري أو) تندرج تحت فئة الروايات الملحمية وتتضمن إطارا سياسيا واجتماعيا، حيث تدور حول أفكار وأحلام الشباب في سن المراهقة. وتطرح تساؤلات مثل هل يصنع الشباب مستقبلهم بأنفسهم؟ أم أن الحياة تفرض عليهم قوانينها ويرثون مقدرات حياة آبائهم.
تنافس مع ماتيو على الجائزة ثلاثة مؤلفين آخرين؛ هم دافيد ديوب (52 عاما) عن "إخوة بالروح" وبول جريفياك (37 عاما) عن "أسياد وعبيد" وتوما ريفيردي (44 عاما) عن "شتاء الاستياء". وتعطي جائزة جونكور دفعا تجاريا كبيرا لدور النشر، إذ إن الكتاب الفائز بهذا التكريم يباع بأكثر من 345 ألف نسخة.
وعن شعوره بعد فوزه بالجائزة، قال نيكولا ماتيو أمام مجموعة كبيرة من الصحفيين في مطعم "دروان": "أمضيت 18 شهرا منعزلا في غرفة وأشعر الآن وكأني أرنب مذعور بأنوار سيارة". وأكد: "هذه الجائزة ستغير حياتي بطبيعة الحال. أفكر في ابني أوسكار. وفي حالات كهذه نعود إلى الأساس أفكر في عائلتي وأهلي والمدينة التي ولدت فيها (..) والأشخاص الذين أتحدث عنهم في الكتاب".
ورواية "لور زانفان أبري أو" هي الثانية لنيكولا ماتيو البالغ 40 عاما، يتتبع من خلالها مجموعة من المراهقين في أربعة مواسم صيف (1992 و1994 و1996 و1998) في مدينة متخيلة تشبه الكثير من المدن التي تنهشها العولمة مع مصانع مقفلة والملل وغياب الأفق.
ويحلم كل هؤلاء المراهقين بمغادرة المكان يوما ما لكن بانتظار ذلك يفكرون بطرق لتمضية الوقت. وفي حر الصيف يحاولون القضاء على الملل من خلال جذب الفتيات المجتمعات حول البحيرة. أما البالغون فليسوا أفضل حالا. فوالد أحد هؤلاء المراهقين وهو عامل تعدين سابق، يعيش من الاهتمام بحدائق ويغرق في دوامة إدمان الكحول والحقد.
لكن رغم أحلامهم يحكم على المراهقين أن يعيشوا بدورهم الحياة الصعبة التي عاشها ذووهم. فلا يحققون رغباتهم حتى أن شغف الحياة عندهم يتلاشى بعد تكسر أحلامهم على صخرة الواقع. إنها رواية تمس كل إنسان وتذكره بأحلامه وشبابه وفترة مراهقته بكل ما فيها من روح المغامرة وإقبال على الحياة.
ويقول ماتيو: "أردت أن أروي الوسط الذي أتيت منه. إنها محاولة أدبية وسياسية. عندما نتحدث عن الناس وطريقة عيشهم وحبهم نكون قد قمنا بفعل سياسي. في الكتاب شيء مني بطبيعة الحال. أردت ان أستعيد الوقت الحاضر.. الواقع الحقيقي هو ما أهتم به".