سيحمل مسبار الأمل غداً رسالة إماراتية واضحة ومباشرة بقدرة أبنائها على صنع المعجزات في عصر تندر به المعجزات.
ستكون دولة الإمارات والعرب جميعهم، على موعد جديد مع التاريخ غداً، عندما تنطلق من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما اليابانية، رحلة "مسبار الأمل "لاستكشاف كوكب المريخ، الذي كان حلماً مستحيلاً، لكن أبناء زايد حولوه إلى واقع؛ لأنهم لا يعترفون بكلمة "المستحيل"، ولا يوجد لها موقع في قاموسهم أو ثقافتهم.
بانطلاق "مسبار الأمل" غداً، تكون الإمارات أول دولة عربية، وواحدة من بين تسع دول فقط في العالم كله، تتحرك باتجاه استكشاف الكوكب الأحمر، وهو إنجاز لن يحسب فقط للإمارات وأبناء زايد الخير الذين لا تحد طموحاتهم حدود الفضاء، ولكن للعرب جميعاً، الذين لطالما وجدوا أنفسهم على يعيشون على الهامش في ظل سباق عالمي مستعر على امتلاك عناصر القوة والتقدم الإنساني والحضاري، قبل أن يستأنفوا دورهم الحضاري والإنساني العالمي من جديد، بقيادة الإمارات التي أصبحت متواجدة بقوة في كل تطور حضاري وإنساني نافع للبشرية.
وسيحمل مسبار الأمل غداً رسالة إماراتية واضحة ومباشرة بقدرة أبنائها على صنع المعجزات في عصر تندر به المعجزات؛ فالجدول الزمني الذي تم وضعه منذ بداية المشروع قبل نحو ست سنوات، تم التقيد به برغم كل الظروف والتحديات التي مرت بها المنطقة والعالم، وآخرها أزمة وباء "كوفيد-19"، التي شكلت تحدياً للعالم كله وفرضت إجراءات تقييدية كثيرة، لكنها لم تقف حائلاً أمام إصرار أبناء زايد الخير على إكمال المهمة.
كما تجلت قدرة أبناء الإمارات وتميزهم ليس فقط في إدارتهم الوطنية الصرفة لمشروع هذا المسبار بكفاءة واقتدار، وإنما أيضاً في مشاركتهم الفاعلة في صنعه وتركيبه، والذي تم بمعرفة علماء ومهندسين إماراتيين من الجنسين، كان دورهم حاسماً في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية الحاسمة.
سيحمل مسبار الأمل غداً رسالة إماراتية واضحة ومباشرة بقدرة أبنائها على صنع المعجزات في عصر تندر به المعجزات.
نجاح أبناء الإمارات في تحويل هذا الحلم الذي راود زايد الخير قبل عقود إلى واقع نعيش فرحة تحقيقه ونشاهده بأعيننا، هو تجسيد حي لسلامة وتميز النهج الذي تتبعه قيادتنا الرشيدة حفظها الله، في تخطيطها للمستقبل. فهذه القيادة التي خصنا الله عز وجل بها، لا تترك شيئا للصدفة، وإنما تعمل بعزيمة وإصرار لا يلينان على تذليل الصعاب أمام أي هدف تسعى إلى تحقيقيه.
وفي هذا السياق، أنشأت الدولة المؤسسات التي تتولى إدارة وتنفيذ ومتابعة هذا المشروع، وعلى رأسها وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، ومركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015، كما تم تأسيس أول مركز أبحاث للفضاء في المنطقة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء في عام 2019، والإعلان عن العديد من المبادرات المهمة ذات الصلة مثل مبادرة إنشاء "مدينة المريخ العلمية" لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019.
وذلك قبل أن تتوج الإمارات كل جهودها في هذا المجال بإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، لتوجه رسالة أمل وتفاؤل للشباب الإماراتي والعربي مفادها أن كل شيء من الممكن أن يتحقق عندما يتم بذل الجهد المناسب لإنجازه.
مع انطلاق مسبار الأمل إلى المريخ غداً، توجه الإمارات رسالة للعالم كله بأنها أصبحت شريكاً فاعلاً في تحقيق التراكم المعرفي الإنساني، وتوظيفه لخدمة الإنسانية كلها، من خلال هذه المهمة العلمية التي تهدف إلى تعميق الدراسة والفهم لطبيعة الحياة على كوكب المريخ والاستفادة من المعارف والمعلومات التي سيتم الحصول عليها خلالها في خدمة الإنسانية، فالمسبار سينطلق إلى المريخ حاملاً "رسالة أمل بأننا لسنا أقل من شعوب الدول المتقدمة اجتهاداً وابتكاراً وإبداعاً"، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.
سينطلق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ غداً حاملاً رسالة أمل وطموح أبناء الإمارات والشعوب العربية بمستقبل أفضل، وبقدرتهم على استئناف دورهم الحضاري في خدمة الإنسانية، والإسهام في دفع مسيرة المعرفة العالمية في مجال الفضاء، وقبل كل ذلك، تحقيق حلم زايد الخير في ترسيخ مكانة دولة الإمارات ضمن الدول المتقدمة في مجال الفضاء وعلومه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة