كيف أعادت الإمارات الأمل للصومال بعد حرب التسعينيات الطاحنة؟
الصومال في تسعينيات القرن الماضي قُتل فيها ما يقرب من 30 ألف مدني في ظروف مأساوية.
حرب أهلية وشبح مجاعة كبرى خيما على الصومال في تسعينيات القرن الماضي، قُتل فيها ما يقرب من 30 ألف مدني في ظروف مأساوية.
في ظل تلك الأحداث ماذا فعلت الإمارات لضمان استقرار الصومال وحمايتها؟
إعادة الأمل
بعد انهيار الحكومة الصومالية في مطلع التسعينيات قررت دولة الإمارت إرسال كتيبة من قواتها المسلحة إلى الصومال، للمشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن نطاق الأمم المتحدة، اعتماداً على قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان يحمل رقم (814) والمؤرخ بـ4 مايو/أيار 1993.
وصلت الكتيبة الإماراتية في يناير/كانون ثاني عام 1993 وشاركت في عملية إعادة الأمل، وعززت قواتها في الصومال بإرسال كتيبة ثانية في أبريل/نيسان من نفس العام.
الدور الأمني
لم يقتصر دور الإمارات في المشاركة بعملية إعادة الأمل، بل زاد العطاء ليصل إلى تدريب وبناء الجيش الصومالي، ففي 2014 وقّعت الإمارات والصومال مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري، وتدريب قوات حرس القصر الرئاسي، وتمّ حتى الآن تخريج 210 من الجنود والضباط الذين تلقوا تدريبات فائقة في الإمارات.
كما تقوم الإمارات إلى جانب ذلك ببناء معسكرات للجيش والشرطة، حيث تم في الخامس من مايو/أيار 2015 افتتاح مشروع بناء معسكر كبير لتدريب القوات المسلحة الصومالية في مقديشو العاصمة، كما تم بناء مراكز للشرطة في كل من مدينة أفغويي ومركه وبيدواه وجوهر.
المساعدات الأمنية الإماراتية لا تقتصر على الحكومة المركزية الصومالية بل تشمل الإدارات الإقليمية في البلاد، حيث قدمت عدداً من السيارات العسكرية والمصفحات إلى إدارة بونت لندا في شمال شرق الصومال، لمساعدة قوات خفر السواحل ومكافحة القرصنة التابعة للإدارة.
كما قدمت مساعدات مماثلة إلى إدارة جوبا جنوب الصومال، لدعم القوات الأمنية في مدينة كسمايو العاصمة الإدارية لولاية جوبا، كذلك إدارة جنوب غرب الصومال.
عام 2009 نظمت الإمارات مؤتمراً للحد من ظاهرة القراصنة الصوماليين، ونتيجة لهذه المؤتمرات انخفضت أنشطة القرصنة البحرية، كما تحارب الإمارات كل الظواهر التي تهدد أمن المنطقة مهما كان مصدرها، سواء تعلق الأمر بالقرصنة البحرية أو بالإرهاب.