محمود رضا.. رقصة أرجنتينية توجته ملكاً لـ"الفنون الشعبية"
يعد الفنان محمود رضا واحداً من أهم الشخصيات المؤثرة في تطوير الفن الشعبي المصري وجعله ينتقل من النطاق المحلي إلى العالمية.
حرص محمود رضا خلال مسيرته الفنية وتأسيسه لفرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية على إظهار الهوية المصرية في أبهى صورها.
ولد رضا في القاهرة عام ١٩٣٠، وبدأ مشواره الفني بعد تخرجه في كلية التجارة من جامعة القاهرة عام ١٩٥٤.
فرقة رضا
أسس محمود رضا مع شقيقه الأكبر "علي" وفريدة فهمي زوجة أخيه، فرقة رضا للفنون الشعبية، التي قدمت أول عروضها على مسرح حديقة الأزبكية في شهر أغسطس/آب عام ١٩٥٩، وكان عدد أعضائها عند التأسيس 26 راقصاً وراقصة، و13 عازفاً.
وتوالت أعمال الفرقة الناجحة من خلال استعراضات صممها الفنان الراحل من فنون الريف والسواحل والصعيد، مما أدى إلى زيادة شعبية الفرقة داخل وخارج مصر.
وشارك رضا في العديد من الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامه: ساحر النساء، قلوب حائرة، غرام في الكرنك.
وعن بداية فكرة تكوين فرق رضا للفنون الشعبية ، قال محمود رضا في لقاء صحفي نادر: "إن هذه الخطوة جاءت عن طريق الصدفة، وأنه أثناء دراسته في كلية التجارة ذهب للمسرح ليشاهد أحد عروض الرقص الفولكلوري، والذي كانت تقدمه فرقة من الأرجنتين فأعجب بالعرض كثيرًا وبعد انتهاء هذا العرض ذهب خلف أعضاء الفرقة ليسلم عليهم ويعبر لهم عن مدى إعجابه برقصهم".
وأضاف أنه "عندما عرفت هذه الفرقة أنه يرقص جربوه وعجبهم فضموه للفرقة ورقص معهم في القاهرة والإسكندرية، كما سافر معهم إلى روما وباريس، وكان يتقاضى ما يعادل جنيهين مصريين كان ينفقها في دروس الباليه وفي أثناء سفره في باريس خطرت على باله فكرة أنه بدلاً من أن يرقص رقصاً فولكلورياً أرجنتينياً يؤسس فرقة في مصر للرقص الشرقي، والتي تعبر عن الهوية المصرية الأصيلة وتعززها. وهكذا بدأت فكرة تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية، والتي أصبحت لاحقاً رمزاً للفن الشعبي المصري ومنارة له في العالم".
وتميّزت فرقة رضا بأدائها للرقصات الشرقية والفلكلورية المصرية، وتصميمات الأزياء والديكور الفنية الفريدة التي تعبر عن الثقافة والتراث المصري.
وحققت الفرقة نجاحاً كبيراً في مصر وخارجها، وشاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات الدولية، مثل مهرجان كان السينمائي ومهرجان الفنون الشعبية في اليابان ومهرجان تشيلي الدولي.
آخر عمل وآخر ظهور
كان آخر عرض له كراقص في الإسكندرية في عمر 42 عاماً باسم "بابا وأربعين حرامي"، وقتها كان محمود رضا قد أُصِيب بفيروس في الوجه خطير على العين، مما حال دون استمراره في الرقص.
ومع ذلك، لم يُثنِ الحادث الفنان عن تصميم الرقصات، حيث بقي يصمم ويدرب، معتبرًا أنه لا بد لأي راقص من التفكير في تصميم الرقصات وتنفيذها.
وفي الأشهر الأخيرة قبل وفاته، نشرت الفنانة شيرين رضا مقطع فيديو للفنان محمود رضا وهو يرقص مع فرقة رضا على خشبة المسرح، احتفالًا بعيد ميلاده الـ89، وقد أدى رقصته بأداء أثار إعجاب محبيه.
وتوفي محمود رضا في عام 2020 وهو في عمر الـ90 عامًا، ولكن فرقة رضا للفنون الشعبية لا تزال حتى اليوم تحتفظ بإرثه الفني وتواصل عروضها الفنية في مصر وخارجها، مما يؤكد أهمية مساهمته في تطوير الفن الشعبي المصري وإحياء التراث الفني والثقافي للشعب المصري.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjY5IA== جزيرة ام اند امز