زكي رستم.. قصة حب وحيدة في حياة الأرستقراطي «الشرير» (بروفايل)
في مثل هذا اليوم من عام 1903، ولد واحدٌ من عمالقة السينما المصرية، وهو الفنان زكي رستم، الذي أثرى المشهد الفني بأدواره اللافتة وأدائه الرائع.
وُلِد محمد زكي محرم محمود رستم في أسرة أرستقراطية، وكان والده من الشخصيات السياسية المرموقة وصديقاً للزعيم مصطفى كامل، مما منحه بداية حياة مليئة بالأحداث والتحديات.
رغم تميز عائلته بالثراء والنفوذ، إلا أن زكي رستم اختار مسارًا مختلفًا، حيث عاش عاشقًا للفن والتمثيل منذ صغره.
تلقى تعليمه الأولي في مصر، وفي عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا، لكنه رفض الاستمرار في التعليم العالي، مما أغضب والدته التي كانت تطمح له بالالتحاق بكلية الحقوق كمعظم أفراد العائلة، وتسبب في إصابتها بالشلل.
الحياة الفنية
بدأ زكي رستم مسيرته الفنية بالتدرب على المسرح والمشاركة في فرق هواة، رغم اعتراض أسرته التي كانت ترى أن التمثيل ليس مهنة مناسبة لابن الأسرة الثرية.
ومع ذلك، تجاهل رستم هذه الانتقادات وأصر على تحقيق حلمه في عالم الفن.
من أهم الخطوات التي اتخذها زكي رستم في بداية مشواره الفني، كان الانضمام إلى فرق مسرحية هاوية والتدرب معها، حيث أدرك أهمية اكتساب الخبرة قبل دخول عالم السينما بكامل قوته.
وكان لقاؤه بالفنان عبدالوارث عسر نقطة تحول في حياته الفنية، حيث أشرف عسر على توجيهه وتوجيه مواهبه نحو الطريق الصحيح
فيلم صامت
انتقل زكي رستم بعد ذلك إلى عالم السينما، وجاءت فرصته الأولى للتمثيل من خلال دور في فيلم "زينب" الصامت، الذي كان بداية لمسيرة فنية طويلة ومليئة بالإنجازات.
قدم رستم أكثر من 200 فيلم خلال مسيرته الفنية، حيث جسد شخصيات متنوعة وتألق في أدوار الشرير بشكل خاص، مما جعله يحظى بشعبية واسعة في الوطن العربي.
قصة حب مؤلمة
ومع تألقه الفني ونجاحه، كانت حياة زكي رستم الشخصية مليئة بالتحديات والمصاعب، حيث عاش قصة حب مؤلمة مع فتاة ثرية، لم تتم بالزواج بسبب معارضة عائلتها له، مما ألقى بظلال من الحزن واليأس على حياته، حيث انتحرت الفتاة، وكره رستم النساء.
وعاش رستم في الأيام الأخيرة من حياته بعيدًا عن الأضواء، حيث اعتزل الفن وعاش حياة هادئة مع عائلته الصغيرة بعدما ساءت حالته النفسية بسبب إصابته بضعف شديد في السمع، فبات غير قادر على سماع أصوات زملائه الفنانين أثناء التصوير، لذا وقع في العديد من المواقف المحرجة.
وتوفي زكي رستم في عام 1972 بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه ظل شخصية أسطورية في تاريخ السينما المصرية، حيث يتذكره الجمهور بإعجاب وتقدير على مساهمته الكبيرة في تطوير الفن السابع في مصر والعالم العربي.
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA= جزيرة ام اند امز