حلمي بكر.. وداعاً صاحب الـ1500 لحن (بروفايل)
توفي الموسيقار المصري حلمي بكر، الجمعة، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الموسيقي والمعارك والصراعات التي خاضها باسم الفن.
وخلال مسيرته التي امتدت لنحو 8 عقود، قدم حلمي بكر ما يقرب من 1500 لحن، وتعددت إسهاماته بين عدة أجيال، من الرواد إلى المعاصرين.
وفاة حلمي بكر
ولد حلمي بكر في 6 ديسمبر/كانون الأول 1937، في حي حدائق القبة بمحافظة القاهرة، وكان والده عازف ناي، وبدأ مشواره المهني بعد تخرجه في المعهد العالي للموسيقى العربية وعمل مدرسًا للموسيقى العربية.
وسرعان ما استقال الشاب حلمي بكر من وظيفته الحكومية، والتحق بالخدمة العسكرية، وفي تلك الفترة قدمت المطربة وردة الجزائرية حفلًا غنائيًا للجيش، وأعجبت حينها كثيرًا بألحان الجندي حلمي بكر.
وقررت وردة تقديم حلمي بكر إلى محمد حسن الشجاعي، مدير الإذاعة المصرية آنذاك، وبعدها قدم "بكر" لحن أغنية "كل عام وأنتم بخير" وسُجلت الأغنية في الإذاعة بصوت المطرب عبداللطيف التلباني.
وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، وتوالت ألحان حلمي بكر، لكبار المطربين مثل وردة وليلى مراد ونجاة الصغيرة ومحمد الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح، كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية أشهرها "سيدتي الجميلة".
حلمي بكر والنجومية
ذاع صيت حلمي بكر في الوسط الفني بعد نجاح أغنية "لا يا عيوني" التي قدم ألحانها للمطرب ماهر العطار، وتوطدت علاقته بالمطرب عبدالحليم حافظ، إذ جمعتهما صداقة قوية، خاصة في فترة مرض العندليب.
وترجمت صداقة حلمي بكر والعندليب إلى العديد من التجارب الغنائية، لكنها لم تر النور باستثناء أغنية واحدة، وقال حلمي في حديث سابق إن أول أغنية لحنها للعندليب كانت للملك الحسن وآخرها أغنية "فرح".
وأضاف "بكر": "كلها كانت أغنيات لم يحالفها الحظ، وظهرت أغنية واحدة فقط من الأغنيات قدمها العندليب في إحدى المناسبات بمنطقة الخليج وحملت عنوان (الليلة يحلى السهر)، وهي من كلمات محمد حمزة.
وفي السينما، وضع حلمي بكر موسيقى أفلام من بينها "شيء من العذاب" و"المجانين الثلاثة" و"احترسي من الرجال يا ماما" و"لمن تشرق الشمس" وغيرها، واشترك في تلحين فوازير رمضان لأكثر من 15 عاما.
حلمي بكر والمسرح
بجانب إسهاماته الغنائية، قدم حلمي بكر العديد من التجارب للمسرح المصري، بلغت 48 عرضا مسرحيا لعل أبرزها "سيدتي الجميلة" و"حواديت"، المأخوذة عن النص العالمي للكاتب جورج برنارد شو "بجماليون".
وعمل حلمي بكر كمرجع موسيقي ومحلل للعديد من الظواهر الموسيقية، وآخرها صراعه الشهير مع نجوم المهرجانات والأغاني الشعبية في مصر، واشتهر بآرائه الحادة والجريئة، التي نبعت من غيرته على الفن.
وفي حوار سابق، قال حلمي بكر: "العشوائية فى الغناء قضت على كل مساعي إنقاذ الأغنية العربية، والتلحين الآن أصبح مهنة لمن لا مهنة له، والجميع يقوم حاليا بالتلحين والغناء وكتابة الكلمات فى الوقت نفسه".
وأوضح كم تأثره بالأصوات العذبة التي تبرز وسط ما وصفه "العشوائية الغنائية"، قائلا: "أبكي عندما أسمع صوتا جميلا، والأغنية العربية أصبحت تمر بمأزق خطير بعد غوغائية الصوت واللحن الردىء".
وداعا حلمي بكر
وأعلن نقيب الموسيقيين المصريين، مصطفى كامل، وفاة الموسيقار حلمي بكر، مساء الجمعة، عن عمر يناهز 86 عاما، وكانت حالته الصحية تدهورت خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتلقى الرعاية الطبية في المستشفيات.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز