آفاق تغير مناخ العالم.. توقعات صادمة من الأمم المتحدة
وسط تسارع الكوارث الطبيعية والبيئية الناجمة عن تفاقم أزمة تغير المناخ، يبدو أن الآفاق العالمية تحمل الأسوأ للكوكب والبشرية.
سجل تاريخي لفوضى المناخ
إن المظاهر المتعلقة بتغير المناخ كافة، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الأنهار الجليدية، والأمطار الغزيرة، وموجات الحرارة الشديدة، وما ينتج عنها من كوارث إنسانية قد تسارعت بشدة.
هذا ما أكدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير، في أثناء انعقاد قمة المناخ للأمم المتحدة COP27 في مدينة شرم الشيخ المصرية.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "مع انطلاق مؤتمر COP27، يرسل كوكبنا إشارة استغاثة"، واصفًا التقرير بأنه "سجل تاريخي لفوضى المناخ".
أظهر تقرير الأمم المتحدة ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحدوث ما يقرب من نصف هذا الارتفاع في الثلاثين عامًا الماضية.
واجتمعت نحو 200 دولة في مصر، وأنظارها تتجه نحو وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، وهو هدف يعتقد بعض العلماء أنه بعيد المنال الآن.
وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، بيتيري تالاس، "كلما زاد الاحترار، كانت التأثيرات أسوأ".
وأشار التقرير إلى أن 55% من سطح المحيط شهد بشكل عام موجة حر بحرية واحدة على الأقل في عام 2022، مدفوعة بذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، وتضاعفت وتيرة ارتفاع مستوى سطح البحر في الثلاثين عامًا الماضية، ما يهدد عشرات الملايين في المناطق الساحلية المنخفضة.
ووجدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في حالة المناخ العالمي السنوية، أن الغازات الدفيئة التي تمثل أكثر من 95% من الاحترار سجلت جميعها مستويات قياسية، إذ أظهر غاز الميثان أكبر قفزة في عام واحد تم تسجيلها على الإطلاق.
بينما تم إرجاع الزيادة في انبعاثات الميثان إلى تسرب في إنتاج الغاز الطبيعي، وزيادة في استهلاك لحوم البقر.
تدمير المجتمعات حول العالم
فيما أدت سلسلة من الأحوال الجوية القاسية التي تفاقمت بسبب تغير المناخ إلى تدمير المجتمعات في جميع أنحاء العالم، في عام 2022.
وتحمل موجة الحر التي استمرت شهرين في جنوب آسيا في مارس/ آذار، وأبريل/ نيسان، بصمة واضحة لارتفاع معدلات الاحتباس الحراري، وكذلك الفيضانات في باكستان التي تركت ثلث البلاد تحت الماء، إذ مات ما لا يقل عن 1700 شخص، واضطر 8 ملايين إنسان للنزوح عن مواقعهم.
وفي جبال الألب الأوروبية، ذابت الأنهار الجليدية في عام 2022، مع متوسط خسائر بسمك ما بين ثلاثة وأربعة أمتار (بين 9.8 وأكثر من 13 قدمًا)، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. كما فقدت سويسرا أكثر من ثلث حجم أنهارها الجليدية منذ عام 2001.
وكان معدل هطول الأمطار في شرق إفريقيا أقل من المتوسط في أربعة مواسم رطبة متتالية، وهي الأطول منذ 40 عامًا، إذ من المقرر أن يتعمق الجفاف في عام 2022. وشهدت الصين صيفًا جافًا، مع أطول موجة حرارة مسجلة وأكثرها حدة.
كما أدى انخفاض منسوب المياه إلى تعطيل أو تهديد حركة الأنهار التجارية على طول نهر اليانغتسي الصيني، ونهر المسيسيبي في الولايات المتحدة، والعديد من الممرات المائية الداخلية الرئيسية في أوروبا، التي عانت أيضًا من نوبات متكررة من الحرارة الشديدة.
الحاجة ملحة لتنويع أدوات تمويل المناخ
وتعتبر الدول الأكثر فقرًا هي الأقل مسؤولية عن تغير المناخ، ولكنها الأكثر عرضة لتأثيراته الوخيمة، كما أنها عانت أكثر من غيرها، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه، تسعى الدول المعرضة لخطر تغير المناخ للحصول على مساهمات، لمنشأة تمويل تجريبية للخسائر والأضرار.
كما أن هناك بعض الأفكار الأخرى، تتضمن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش لفرض ضريبة أرباح استثنائية على شركات الوقود الأحفوري لجمع التمويل.
وقد وافق المندوبون المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27)، اليوم الأحد، على مناقشة ما إذا كان يتعين على الدول الغنية تعويض الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتضرر من تغير المناخ خلال القمة المنعقدة في شرم الشيخ، بمصر.
في ظل انعدام الثقة بالالتزام بتعويض الخسائر، خصوصًا بعد فشل الدول الغنية في تقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنويًا بحلول 2020، فإن بعض الدول تستكشف طرقًا أخرى.