التنسيق السياسي المميز والعلاقات الاقتصادية والعلمية والسياحية والفضائية أثمر العام الماضي عن الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وروسيا.
في زيارة هي الثانية له منذ العام ٢٠٠٧ يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا زيارة للدولة تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين ونقلها إلى آفاق أرحب.
ولاشك أن توقيت الزيارة يؤكد على حجم التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين الصديقين وهو ما أكد عليه الرئيس بوتين عشية الزيارة بقوله: "لن أكشف سراً كبيراً، إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك، لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها".
لقد برهنت المشاركة الإماراتية الواسعة الفاعلة في قمة "أقدر" التي استضافتها العاصمة الروسية "موسكو" سبتمبر الماضي والتي تمثلت بتواجد 12 مسؤولاً بينهم 8 وزراء؛ على حجم ومستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والذي توج برحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، منطلقا على متن سفينة فضاء روسية، وتؤكد أن أفق العلاقات بين البلدين مثمر ومزدهر ليشمل كذلك مجال الطاقة النووية السلمية.
التنسيق السياسي المميز والعلاقات الاقتصادية والعلمية والسياحية والفضائية كل ذلك أثمر العام الماضي عن إعلان الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين البلدين؛ إذ تنظر روسيا إلى الإمارات العربية المتحدة كما يقول بوتين: "كأحد شركائنا الواعدين، والقريبين جدا، وليس من قبيل الصدفة أن نتوصل إلى توقيع هذه الوثيقة، فهذا يدل على نوعية وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية".
الملفات المشتركة وفي مقدمتها الاقتصادية واحدة من بين أهم الملفات التي ستتطرق إليها الزيارة، بالنظر إلى حجم وثقل اقتصاد البلدين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2018، بنسبة 21 بالمائة، مقارنة بعام 2017، بقيمة 3 مليارات دولار.
وتشهد السياحة الروسية إلى الدولة انتعاشاً ورواجاً، وأصبحت الإمارات تشكل إحدى الوجهات المفضلة للسياح الروس الذين يتصدرون قائمة أكثر الجنسيات زيارة للدولة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وكان البلدان قررا الإلغاء المتبادل للتأشيرات بينهما وذلك اعتباراً من شهر فبراير 2018، وهو القرار الذي أسهم في زيادة عدد السياح الروس إلى الدولة.
ويتجاوز عدد الشركات الروسية التي تعمل في دولة الإمارات 3 آلاف شركة، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليار درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.
لاشك أن إعلان الشراكة الاستراتيجية يمثل إطاراً مؤسسياً لتطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الصديقين في مجالات التجارة والاقتصاد والمالية والاستثمار والثقافة والعلوم والتقنية والفضاء.
لقد برهنت المشاركة الإماراتية الواسعة الفاعلة في قمة "أقدر" التي استضافتها العاصمة الروسية "موسكو" سبتمبر الماضي والتي تمثلت بتواجد 12 مسؤولاً بينهم 8 وزراء؛ على حجم ومستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والذي توج برحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري منطلقا على متن سفينة فضاء روسية، وتؤكد أن أفق العلاقات بين البلدين مثمر ومزدهر، ليشمل كذلك مجال الطاقة النووية السلمية عبر اتفاقية تهدف إلى توثيق التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة النووية السلمية، كما يتعاون البلدان بحثياً بين جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومعهد موسكو لهندسة الطاقة التي تهدف إلى تبادل الخبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي وهندسة الطاقة والقوى الكهربائية.
وسيكون الملف الثقافي حاضرا بقوة خلال الزيارة إذ من المقرر أن تشهد الزيارة انطلاق الأسبوع الثقافي الإماراتي الروسي حافلا بالعديد من الفعاليات الفنية والتراثية.
لاشك أن الزيارة والملفات التي ستناقشها تؤكد على متانة وقوة العلاقات بين البلدين الصديقين وعلى الآمال المعقودة عليها، خاصة أنها تأتي بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى موسكو والتي أرست ركائز صلبة لمسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين ضمن السياسة المتوازنة التي تنتهجها دولة الإمارات في سعيٍ دائم نحو التقدم والنمو والازدهار.
نقلاً عن "وام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة