العلاقات الثقافية بين السعودية وروسيا.. تاريخ ممتد ونمو مستمر
الاهتمام الروسي بالثقافة العربية برز خلال القرن الـ17 حين ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم في مدينة بتراجراد (لينينجراد) حاليًا.
تتسم العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا بالنمو في مختلف المجالات ومنها الجانب الثقافي الذي تتعدد مجالات التعاون فيه.
وبرز الاهتمام الروسي بالثقافة العربية خلال القرن الـ17 حين ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم في مدينة بتراجراد (لينينجراد) حاليًا.
وطبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة نسخة حديثة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الروسية عام 2011، ترجمها الشيخ إلمير رفائيل كولييف.
وكانت الترجمة قاصرة على المعاني العظيمة التي يدل عليها نص القرآن الكريم، وذلك في إطار اهتمام المملكة بنشر القرآن الكريم وعلومه بمختلف اللغات تيسيرًا على المسلمين للتمكن من قراءته وتدبر معانيه.
واتجهت جامعة الملك سعود عبر كلية اللغات والترجمة إلى إدراج اللغة الروسية ضمن برامج البكالوريوس لتخصصات قسم اللغات الحديثة في الكلية.
ويهتم هذا التخصص، الذي يُدرس فيه أساتذة من روسيا ومن دول عربية درست اللغة الروسية في بلد اللغة، بتدريب الطالب على الترجمة بأنواعها الشفوية والتحريرية في مختلف المجالات: القانونية، الأمنية، الدينية، السياسية، الأدبية، والإعلامية.
كما يتلقى المبتعثون من المملكة تعليمهم في 18 جامعة روسية منها: الطب الأولى الحكومية في موسكو، بافلوف سانت بطرسبورج الطبية، موسكو الحكومية التربوية ولومونسوف بموسكو.
واستضافت الأكاديمية الإنسانية الاجتماعية الروسية في موسكو خلال شهر مارس/آذار 2002، مهرجاناً ثقافياً بعنوان "يوم الثقافة السعودية" شاركت فيه مجموعة من الشخصيات الثقافية والاجتماعية العربية الروسية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدين لدى روسيا الاتحادية.
وأقامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة اللقاء الثقافي السعودي الروسي خلال الفترة من 3 إلى 10 سبتمبر/أيلول 2003 بمدينة سان بطرسبورج، بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين في كلا البلدين، وذلك في إطار دعم الحوار بين الحضارات وتعزيز التفاهم والتوافق لإثراء الحوار الحضاري المؤسس على مبادئ الاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات المختلفة.
وهدف اللقاء إلى التعريف بالدور الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية، وجهود المستعربين الروس في خدمة التراث العربي والإسلامي مع إطلاع الشعب الروسي على النهضة الحضارية والثقافية التي تعيشها المملكة، ودعم إقامة صلات تعاونية وثيقة مع العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية بما في ذلك العمل المشترك لإقامة التظاهرات الثقافية في مختلف المناسبات ضمن برنامجها السنوي في التواصل بين الحضارات وجسورها التعليمية والثقافية وتمتين العلاقات مع الهيئات الثقافية.
ونظمت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، عام 2007، فعاليات ثقافية سعودية في 3 مدن روسية هي العاصمة موسكو وقازان وبلغار بجمهورية تتارستان التابعة لروسيا.
ومنحت السعودية عام 2007 رئيس جمهورية تتارستان، التابعة لروسيا، منتيمير شايمييف، جائزة الملك فيصل العالمية لجهوده في خدمة الإسلام.
وضمن التعاون الثقافي السعودي الروسي، استضاف متحف "الأرميتاج" في مدينة سان بطرسبورج، الذي يعد من أضخم وأقدم المتاحف في العالم، خلال الفترة من 16 مايو/أيار إلى 14 سبتمبر/أيلول عام 2011، معرض "روائع الآثار في المملكة العربية السعودية عبر العصور".
واحتوى المعرض على 347 قطعة أثرية تعبر عن الحضارات القديمة التي عاشت على أرض المملكة.
وبلغ عدد زواره أكثر من 530 ألف زائر وزائرة في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المتحف بحسب قول رئيسة قسم الدراسات الشرقية بالمتحف نتاليا كوزولوفا، إذ أكدت أن المتحف لم يسبق أن استضاف في تاريخه معرضًا بهذا الحجم عن آثار الجزيرة العربية.
وشاركت وزارة الثقافة والإعلام في المعرض من خلال عرض أفلام وثائقية عن المملكة، وبمعرض إعلامي مصغر يحوي كتباً إعلامية عن المملكة وصورًا تحكي ماضي المملكة وحاضرها، بينما قدمت الفرق الشعبية ألوانًا فلكلورية من مختلف مناطق المملكة.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA==
جزيرة ام اند امز