أمل جديد لعلاج السرطان
بروتين (LIF) يثبط الجين (CXCL9)، المسؤول عن جذب الخلايا المناعية لمهاجمة السرطان، وبالتالي فإن حصاره يدعم المناعة في مواجهة الأورام.
أظهرت نتائج دراسة أجراها باحثون في معهد "فال دي هبرون" لعلم الأورام (VHIO) في إسبانيا، ونشرتها، الثلاثاء، دورية "نيتشر كومينيكيشن"، أن فرض حصار على أحد أنواع السيتوكينات متعددة الوظائف يسهم في حث الخلايا التائية للجهاز المناعي على استهداف السرطان والقضاء عليه.
و"السيتوكينات" هي بروتينات تستخدم في عمليات نقل الإشارة بين الخلايا، ومنها النوع "LIF"، أن حصاره يزيل الخلايا الجذعية السرطانية، ويمنع تطور المرض وتكراره، وتم تتويج الدراسة بتجربة سريرية في 3 مستشفيات بإسبانيا وكندا وأمريكا.
ويشرح جوان سيوان الأستاذ بمعهد فال دي هبرون، والباحث الرئيسي بالدراسة أهمية هذا الاكتشاف قائلاً: "عندما يتم الكشف عن الأجسام الغريبة أو التغيرات في الخلايا السليمة، ينبه الإنذار البيولوجي الجهاز المناعي للعمل ضدها، ويعطل بروتين LIF هذا المنبه، بما يُمكن السرطان من تفادي الاستجابة الفطرية لنظام المناعة، والأمر يشبه سارق البنك الذي يلغي تنشيط التنبيه هرباً من اكتشاف الشرطة".
ويقوم بروتين (LIF) في هذا الإطار بتثبيط الجين (CXCL9)، الذي يعمل كإشارة لجذب خلايا التائية المناعية لمهاجمة السرطان، وبالتالي فإن حصار هذا البروتين يحث جنود الجهاز المناعي على غزو الأورام ومهاجمتها وتدميرها، كما يؤكد سيوان.
وعن الأسباب التي دفعت هذا البروتين للقيام بهذه الوظيفة، يضيف سيوان في التقرير الذي نشره موقع معهد، فال دي هبرون بالتزامن مع نشر الدراسة: "بروتين LIF مهم في الجسم، فهو يحمي على سبيل المثال الجنين، ويحث على تكاثر الخلايا الجذعية الجنينية، ما يؤدي إلى تطوره الآمن، كما أنه يلعب دوراً مهماً في تكوين الأجنة عن طريق حماية الجنين من الجهاز المناعي للأم، ولكن السرطان يسيطر على الآلية الجزيئية الخاصة بهذا البروتين ويستخدمها لتحقيق مكاسب خاصة به، فيحمي السرطان بنفس الطريقة التي يحمي بها الجنين في بطن الأم".
ويشدد سيوان على أن هذه النافذة العلاجية الجديدة ليست مفتوحة لجميع أنواع الأورام، لكنها قاصرة على الأورام التي تظهر مستويات عالية من هذا البروتين مثل الأرومة الدبقية، وسرطان البنكرياس، والمبيض، وسرطان الرئة والبروستاتا".