لا يفل البروتين إلا البروتين.. نتائج واعدة لعلاج الشلل الرعاش
أعراض المرض تتجلى في الاهتزاز، والتصلب، وصعوبة المشي والتوازن، وتغيرات عقلية وسلوكية، ولا يوجد علاج له، وهذا الدواء قد يقلل الأعراض.
لا يزال السبب الحقيقي لمرض الشلل الرعاش لغزًا محيرا للباحثين، ورغم معرفة العلماء أن بروتين (aSyn) يميل إلى التجمع في خلايا المخ ما يؤدي لظهور أعراض المرض، لكن دراسة جديدة نشرت، الثلاثاء، في مجلة البيولوجيا الجزيئية كشفت أن بروتينًا آخر يسمى (HYPE)، يمكن أن يساعد في إيقاف هذا التجمع.
وعلى طريقة لا يفل الحديد إلا الحديد، وجد العلماء أن بروتين (HYPE) يلعب دورا مهمًا في تعامل الخلايا مع الإجهاد الناتج عن البروتينات الخاطئة، وهو ما دفع الفريق البحثي من جامعة بوردو الأمريكية إلى التساؤل عما إذا كانت الأمراض الناتجة عن اختلال البروتين، مثل مرض الشلل الرعاش، قد تحتاج إلى هذا البروتين.
وكانت الإجابة التي توصل لها الفريق البحثي في الدراسة التي أجريت على نطاق معملي، أن بروتين (HYPE) عدل بروتين (aSyn)، وأن هذا التعديل الجديد الذي تم تسميته بـ (AMPylation) يقلل من التجمع.
والخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي هي اختبار هذه النظرية في نماذج حيوانية قبل الانتقال لمرحلة التجارب السريربة، وهو أمر قد يستغرق فترة تصل إلى 12 عاما.
وتقول سيما ماتو، أستاذة مساعدة للعلوم البيولوجية بجامعة بوردو في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "نحن في المراحل المبكرة، لكن هذه النتائج تمنحنا زاوية جديدة للنظر في العلاجات المحتملة".
وأضافت: "نحاول التوصل إلى عقاقير يمكن استخدامها لمعالجة نشاط بروتين HYPE، بحيث يمكن إعطاؤه للمرضى الذين بدأوا في إظهار علامات مرض باركنسون أو المعرضين لخطر تجميع بروتين Syn، فهذا هو الاتجاه الذي نريد أن نذهب إليه".
ويتم تشخيص إصابة حوالي 60 ألف أمريكي بمرض الشلل الرعاش كل عام، ما يؤثر على ما يقرب من 1٪ من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
وتتجلى أعراض المرض في الاهتزاز، والتصلب، وصعوبة المشي والتوازن، وكذلك التغيرات العقلية والسلوكية، ولا يوجد علاج لهذا المرض، لكن الدواء يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.
ويصعب علاج هذا المرض لأن السبب الحقيقي له غير مفهوم بشكل جيد، ولا أحد يفهم الوظيفة الحقيقية لبروتين (aSyn)، فقط كل ما يعرفه الباحثون أن تجمع هذا البروتين يعزز المرض، ولكن سبب سماح الخلية بتجمعه لم يتم التوصل له إلى الآن.