انقطاع الكهرباء في العراق.. خبير يكشف لـ«العين الإخبارية» أسرار الأزمة
لا تزال أزمة انقطاع الكهرباء في العراق مستمرة بشكل يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين ويثقل كاهلهم، في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
ويعاني الشعب العراقي منذ سنوات انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وأعطالا في المحولات جراء الحصار والحروب المتتالية، ويستمر السكان في الاحتجاج على انقطاع الكهرباء المتكرر، خاصة في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية التي تجاوزت 51 درجة مئوية في 10 مدن بالبلاد.
- أزمة الكهرباء في مصر تتفاقم.. أخر تعديلات جدول تخفيف الأحمال
- 3 ساعات اليوم وغداً.. زيادة تخفيف أحمال الكهرباء في مصر
وتتفاقم حدة أزمة الكهرباء في العراق بسبب عدة عوامل، بما في ذلك نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء وزيادة الاستهلاك اليومي للكهرباء، خاصة في فصل الصيف الحار.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم تزايد حالات سرقة التيار الكهربائي في الضغط على الشبكة الكهربائية وتأثيرها على الموارد المالية لشركات الكهرباء.
ودفعت هذه الأزمة التي استمرت لسنوات رغم الوعود الحكومية بحلها، العديد من الأشخاص لتنظيم مظاهرات غاضبة في مختلف المحافظات للاحتجاج على الوضع.
وفي هذا الإطار، قطع مجموعة من المواطنين طريقا رئيسيا جنوب مدينة الناصرية احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي.
وقطع المئات من سكان محافظة ذي قار، أمس الأحد، طريقا رئيسيا جنوب الناصرية باستخدام إطارات مشتعلة، احتجاجا على سوء الخدمات المقدمة خاصة الكهرباء
وفي السياق ذاته، نظم آخرون مظاهرة أمام مديرية إنتاج الطاقة في وسط الناصرية للمطالبة بتحسين أوضاع الكهرباء في المحافظة.
وبالإضافة إلى ذلك، قطع محتجون طريق بغداد-كركوك احتجاجا على تدهور الخدمات ونقص الكهرباء والمياه في المنطقة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، نظم مئات العراقيين في محافظة واسط مظاهرة غاضبة للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي، فيما هدد المحتجون باقتحام محطة الزبيدية في المحافظة حال عدم تنفيذ مطالبهم من قبل الجهات المعنية.
ومن المتوقع أن يمتد الاحتجاج إلى باقي المحافظات في الجنوب والوسط إذا لم يتم تلبية مطالب المحتجين.
ومن جانبها، لجأت الحكومة العراقية إلى تقليص عدد ساعات العمل في المؤسسات الرسمية إلى 6 ساعات بدلا من 8 حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل، وحدد مجلس القضاء الأعلى أوقات الدوام الرسمي في دوائره والمحاكم والمعهد القضائي بـ5 ساعات ونصف الساعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي إطار الإجراءات الحكومية المتخذة لمعالجة أزمة الكهرباء المتفاقمة، خاصة بعد تراجع ساعات توفر التيار الكهربائي لأقل من 10 ساعات في اليوم، أعلن وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، أمس الأحد، عن إطلاق حملة واسعة لتخفيف الضغط على قطاع التوزيع.
وجاء في بيان الوزير أن المرحلة الأولى من الحملة ستستمر لمدة 15 يوما، وستركز على تحسين جودة الخدمات في المناطق التي تعاني تقلبات في توفر الكهرباء، بهدف تحقيق الاستقرار وتقليل التوقف المتكرر للتيار الكهربائي.
وأكد الوزير أن الإنتاج الكهربائي للوزارة مستقر حاليا، ويبلغ أكثر من 25 ألف ميغاواط، وتوقع أن تشهد ساعات التزويد بالكهرباء استقرارا مع إنجاز المرحلة الأولى من حملة تخفيف الضغط على قطاع التوزيع.
ومن جانبه، أرجع نبيل جبار التميمي، خبير اقتصادي وطاقة عراقي، استمرار أزمة انقطاع الكهرباء في العراق إلى ضعف إنتاج الكهرباء في ظل الكثافة السكانية المرتفعة التي في حاجة إلى ما يزيد على 30 ألف ميغاواط من الكهرباء سنويا، في حين أن ما تنتجه الحكومات منذ عام 2003 نحو 24 ألف ميغاوات فقط، ما نتج عنه عدم توافق بين العرض والطلب.
كما أن فصل الصيف يشكل عبئا كبيرا يزيد من حدة الأزمة، للطلب المتزايد على استخدام الأجهزة الكهربائية والتكييفات في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت في بعض المناطق 50 درجة مئوية، بحسب ما أكده التميمي.
وأشار خبير الطاقة العراقي في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن أحد الأسباب الرئيسية المؤثرة على أزمة الكهرباء في العراق هي البنى التحتية المتهالكة وضعف شبكات التوزيع المتمثلة في منظومة نقل الطاقة الكهربائية عالية الجهد وتوزيعها على المنازل والمحلات التجارية والمساكن، الأمر الذي يؤثر سلباً على اقتصاد الدولة، خاصة العديد من القطاعات الحيوية وعلى رأسها الصناعة والزراعة والصحة.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز