سياسة
العنف القبلي بالسودان.. "الأزرق" الغاضب يصل إلى الخرطوم
تظاهرت حشود من السودانيين، الثلاثاء، بالعاصمة الخرطوم، تنديدا بأحداث العنف القبلي التي شهدتها ولاية النيل الأزرق.
ووصلت المواكب الاحتجاجية التي تسيرها قبائل الهوسا، إلى شارع المطار على بعد بضعة أمتار من مقر قيادة الجيش شرقي الخرطوم، قادمة من مناطق مايو جنوبي العاصمة.
فيما تصدت لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشود.
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن الجيش السوداني سارع بإغلاق كافة الطرق المؤدية لقيادته ونشر دوريات تأمين بمحيطها.
وتمركزت الحشود على امتداد شارع المطار، رافعة شعارات تندد بأعمال العنف القبلي بولاية النيل الأزرق ونبذ العنصرية والجهوية، بحسب المصادر نفسها.
ومنذ أسبوع، تشهد ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي السودان اشتباكات دامية بين قبيلة الهوسا ومكونات أخرى، أبرزها "البرتا"، راح ضحيتها 65 قتيلا على الأقل إضافة إلى إصابة العشرات.
ونشبت الأحداث بسبب مطالبة قبيلة الهوسا بنظام إدارة أهلية خاص بها في النيل الأزرق (إمارة)، لكن قبائل أخرى تتزعمها البرتا رفضت ذلك بحجة أن الهوسا لا أرض لها في المنطقة ويجب أن تبقى تحت قيادة النظام الأهلي القائم حالياً.
وأمس الإثنين، انتقل العنف إلى مدينة كسلا شرقي السودان بعد أن نظمت قبيلة الهوسا احتجاجات غاضبة احتجاجا على أحداث النيل الأزرق، رافقتها أعمال شغب وحرق لمقار حكومية وإغلاق طرق حيوية بالمدينة، مما أدى لسقوط 3 قتلى من المتظاهرين وجرح العشرات.
وعاد الهدوء إلى النيل الأزرق وكسلا بعد إرسال تعزيزات عسكرية وفرض حظر للتجوال والتجمعات، لكن ما تزال تداعيات الأحداث تخيم على عدد من المدن السودانية بينها القضارف وكوستي والتي شهدت مسيرات مماثلة رفضاً للعنف القبلي.
وأمس، أكد رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، أن القوات المسلحة لن تفرط في أمن واستقرار البلاد ولن تتركها تنزلق إلى الفوضى.