نينا "المجنونة".. الجدة التي أينعت في خريف بيلاروسيا
مع خروج نساء المعارضة في بيلاروسيا إلى الشوارع، كل يوم سبت، في أعقاب فوز الرئيس لوكاشينكو أصبحت باهينسكايا الشخصية الرئيسية للاحتجاجات
"عض قلبي ولا تأخذ علمي".. ربما لم تدرك "عجوز" أن دفاعها عن علم بلادها وسط مظاهرات بيلاروسيا سيقودها إلى الاعتقال، قبل احتجاجات واسعة متوقعة اليوم الأحد بالبلاد.
فقبل يوم، تواصلت المسيرات النسائية المطالبة باستقالة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو؛ حيث كانت السيدة نينا باهينسكايا (73 عاماً) أبرز المشاركات بها حتى صارت أيقونة للاحتجاجات وأطلق عليها "الجدة الكبرى".
ومع الاستعداد لمظاهرات جديدة الأحد، فرض رجال يرتدون زيا أخضر وأقنعة سوداء طوقا حول مسيرة للسيدات خرجت السبت فيما توالت صرخاتهن: "الجبناء فقط يضربون النساء!".
من هي عجوز المظاهرات؟
مع خروج نساء المعارضة في بيلاروسيا إلى الشوارع، كل يوم سبت، في أعقاب فوز الرئيس لوكاشينكو، أصبحت إحدى المتظاهرات الشخصية الرئيسية داخل حركة الاحتجاجات هي نينا باهينسكايا.
وحظيت باهينسكايا بشهرة واسعة مؤخراً بعد أن ظهرت وهي تقف أمام إحدى المركبات المدرعة التابعة للشرطة البيلاروسية ، في مشهد ينم عن سيدة "مجنونة بالاحتجاج" بالنسبة للمتظاهرين والسلطات البلاد على حد سواء.
ووثق أحد الفيديوهات مشهداً مثيراً للجدة نينا وهي تحاول مقاومة الاعتقال على يد رجال الشرطة في مظاهرة يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري، فيما كانت تحاول نزع أقنعة أحد الضباط، بحسب يورو نيوز.
وأمام هذا المشهد، ارتفعت مكانة السيدة العجوز وسط الحشود، الذين بدأوا يهتفون: "نينا.. نينا".
لكن هذا المشهد لم يكن الأول للجدة المشاكسة بين المظاهرات، إذ سبق وشاركت في احتجاجات ببيلاروسيا عام 1988 رفضا لهدم موقع تذكاري لضحايا عمليات الإعدام الجماعية في الحقبة السوفيتية.
ولا تتوقف تلك السيدة عن الظهور دائمًا حاملة علم بلادها السابق باللونين الأحمر والأبيض على سارية طويلة؛ حيث تمتد رحلة مظاهراتها لسنوات طويلة.
وقد دفع إعجاب المحتجين بالجدة نينا إلى إطلاق اسمها (باهينسكايا) على أحد الميادين كجزء من مبادرة واسعة شهدت تخصيص أسماء مرتبطة باسم الحركة للشوارع والساحات في العاصمة مينسك.
مظاهرات جديدة
للأسبوع السادس على التوالي، بات من المتوقع خروج احتجاجات حاشدة ظهيرة الأحد ضد ما يعتبرونها انتخابات مزورة.
والسبت، انضم حوالي ألفي شخص، معظمهم من النساء، إلى مسيرة أصبحت مقدمة أسبوعية لتظاهرات حاشدة كل يوم أحد.
ودخلت المحتجات في مشاجرات لفترة قصيرة مع الشرطة التي سدت بعد ذلك طريقهم وبدأت في اعتقال المشاركين واحداً تلو الآخر.
واحتجزت الشرطة عدداً كبيراً من المتظاهرين، ما أدى إلى نفاد أماكنهم في شاحنات صغيرة واضطرت إلى إطلاق سراح بعض النساء، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي 9 أغسطس/آب الماضي، أعلن الرئيس لوكاشينكو الذي حكم بيلاروسيا لمدة 26 عاماً، فوزاً ساحقاً قوبل برفض شعبي زادت وتيرته مع حملة اعتقالات واسعة.
ويتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات جديدة على حكومة لوكاشينكو بسبب قمع الاحتجاجات؛ حيث تقول أرقام الأمم المتحدة إن أكثر من 10 آلاف متظاهر سلمي تعرضوا للاعتقال بينما تم تعذيب أكثر من 500 آخرين.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز