احتجاجات الحجاب.. الإيرانيات يستنجدن بموقف عبدالناصر مع "مرشد الإخوان"
في خضم الاحتجاجات التي تشهدها إيران التي أطلق عليها "مظاهرات الحجاب"، تداول العديد من الإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير مقطعا للرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، يحكي خلاله موقفا مع مرشد تنظيم الإخوان الإرهابي حينما طلب منه فرض الحجاب.
واندلعت الاحتجاجات في 16 سبتمبر/أيلول في إيران، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة لا سيما وضع الحجاب.
وفاة الشابة العشرينية أشعلت احتجاجات غاضبة في مدن إيرانية رئيسية بينها العاصمة طهران، لدرجة وصلت إلى سقوط عشرات القتلى في مواجهات مع قوات الأمن بحسب الإعلام الإيراني الرسمي.
عبد الناصر والإخوان والحجاب
وفي مؤتمر جماهيري، يحكي الرئيس الراحل عن لقاء سابق مع مرشد الإخوان آنذاك، حسن الهضيبي، عرى خلاله محاولات التنظيم الإرهابي في فرض الحجاب على المصريات رغم أن نجلة الهضيبي ذاتها لم تكن ترتديه.
وقال عبدالناصر: "قابلت المرشد العام للجماعة.. كنا مخلصين في إننا نتعاون مع الإخوان، على أن يسيروا في الطريق الصحيح والسليم، وقابلت المرشد العام، وقعد وطلب مطالب، أول شيء طلبه إنه يجب أن نُقيم الحجاب في مصر، ونخلي كل واحدة تمشي في الشارع تلبس طرحة، يا أستاذ أنت ليك بنت في كلية الطب مش لابسة طرحة ولا حاجة، ملبستهاش طرحة ليه؟.. إذا كنت أنت مش قادر تلبس بنتك طرحة، عاوزني أنا أنزل ألبس 10 ملايين طرح في البلد؟".
ويظهر الفيديو سخرية واسعة من الحاضرين للمؤتمر حيث علا صوت أحدهم قائلا: "خليه يلبسها هو"، في إِشارة للمرشد.
فيما دعت الإيرانيات السلطات في بلادها إلى الاقتداء بالرئيس المصري الراحل حينما حاولت الفاشية الإخوانية فرض الحجاب، فيما أكد هو على ترك حرية ارتدائه من عدمه للمرأة ذاتها وعائلتها.
النساء يغضبن
الاحتجاجات في إيران هي الأوسع منذ مظاهرات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالي مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).
وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصا خلال الاحتجاجات المتواصلة منذ عشرة أيام. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، حيث أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقرا، الإثنين، إن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 76 شخصا على الأقل.
أحدثت الاحتجاجات صدعا آخر في الجمهورية الإسلامية رغم خبرتها في التعامل مع الاضطرابات التي سببها الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، حيث فجرت غضب النساء المكتوم.
وتحدت النساء علانيةً قواعد الملبس الإسلامية في البلاد، ولوحن بحجابهن وأحرقنه، وأظهرت بعض مقاطع الفيديو التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، النساء وهن يقصصن شعورهن في بث حي على الهواء مباشرةً، مع دعوة الحشود الغاضبة إلى إسقاط المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، مرددات هتافات "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".
ومن حدة النساء الإيرانيات في التعبير عن غضبهن، يبدو أن قضية أميني لامست وترا حساسا لديهن، وأطلقت العنان لغضب ظل مكبوتا لسنوات إزاء الحجاب الإلزامي.
يقول محللون إن وفاة أميني ستمنح الجرأة للمزيد من النساء على تحدي الحكومة فيما يتعلق بقيود الملبس، حتى لو خفتت شعلة الاحتجاجات التي امتدت إلى معظم أقاليم إيران البالغ عددها 31 إقليما أو تم القضاء عليها.
وقال أوميد معمريان، محلل إيراني مقيم في الولايات المتحدة "لقد أطلقت وفاة مهسا أميني الطاقة المكبوتة منذ عقود وإرادة المقاومة لدى النساء. إنها ليست المرة الأولى، لكن هذه المرة مختلفة"، مرجحا في النهاية أن تبدي السلطات مرونة بشأن هذه القضية.
وقال "لا يمكن أن تقبل الحكومة الإيرانية أبدا المطالبة بإجراء استفتاء على دستور إيران، لكن يمكنها إلغاء فرض الحجاب".
وبموجب دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي فُرض بعد ثورة عام 1979، فإن النساء ملزمات بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، فيما تواجه المخالفات التوبيخ العلني والغرامات والحبس.
ومع أن هذا التحدي شائع، إلا أن الصدمة التي خلفتها وفاة أميني والاحتجاجات التي انتشرت على مستوى البلاد بسببها، زادت من احتمالية مطالبة النساء الإيرانيات بمزيد من الحريات.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز