تخطيط طويل المدى.. سر تفوق باريس سان جيرمان البدني

يواصل لاعبو باريس سان جيرمان تألقهم البدني المذهل، في الوقت الذي تنهار فيه بعض الفرق الأوروبية الكبرى في هذه الجزئية.
هذا الأمر ظهر واضحاً في كأس العالم للأندية 2025، حين لقن الفريق الباريسي نظيره أتلتيكو مدريد درساً قاسياً، وفاز عليه 4-0
هذا الأمر دفع الكثير من المتابعين للتساؤل عن سر هذه اللياقة العالية التي يتمتع بها الفريق الباريسي، رغم الموسم المرهق الذي حقق فيه الرباعية التاريخية.
مباراة تجسد التفوق البدني
لم تكن النتيجة وحدها هي اللافتة في مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد التي أُقيمت يوم الأحد الماضي في مدينة باسادينا الأمريكية ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس العالم للأندية، بحسب صحيفة "ليكيب" الفرنسية.
بل الأهم من ذلك هو الانطباع العام الذي تركه اللاعبون، وتحديداً على الصعيد البدني، حيث ظهر الفريق الباريسي وكأنه في قمة مستواه البدني رغم الموسم الطويل الذي كان بدأ في يوليو/ تموز 2024، وشهد العديد من البطولات التي أنهاها الفريق بتحقيق رباعية محلية وقارية.
ورغم هذا الإرهاق الظاهري، أظهر لاعبو المدرب الإسباني لويس إنريكي لياقة بدنية مبهرة، تفوقوا بها على خصمهم المدريدي الذي بدا متعباً وباهتاً.
إعداد بدني بعقلية علمية طويلة الأمد
هذا التفوق لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة تخطيط دقيق طويل المدى اعتمده الطاقم الفني بقيادة لويس إنريكي، مدعوماً بطاقم بدني متخصص استخدم أحدث ما توصلت إليه علوم الأداء الرياضي.
منذ بداية الموسم، تم اعتماد جدول تدريبي يراعي: التنقلات المكثفة، والتغيرات المناخية، على مختلف فترات الموسم.
وقد حرص الطاقم الفني على تدوير اللاعبين بذكاء، ومنح بعض العناصر فترات راحة مخططة سلفاً، إلى جانب الاعتماد على تكنولوجيا متقدمة في تتبع الأداء، مثل أجهزة GPS الحيوية وتحليل معدلات الاستهلاك العضلي والهوائي.
نظام تغذية واسترجاع متكامل
ومن العوامل الجوهرية في الحفاظ على هذا المستوى، كان العمل الكبير على التغذية والاسترجاع البدني، وفريق باريس خصص طاقماً غذائياً وطبياً لمتابعة اللاعبين فردياً.
كل جاء مع مراعاة: نوعية الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم لتفادي الشد العضلي، وبرامج نوم ومراقبة ساعات النوم العميق عبر أجهزة خاصة، وجلسات استشفاء عبر الثلج والمياه الباردة، وتدليك العضلات باستخدام الموجات الصدمية والتقنيات اليدوية.
إنريكي.. مدرب بدني بامتياز
لا يمكن تجاهل دور لويس إنريكي في هذا الجانب، فبعيداً عن فكره التكتيكي، اشتهر المدرب الإسباني في محطاته السابقة (برشلونة، منتخب إسبانيا) بصرامته في الجانب البدني، فهو يؤمن أن النجاح الذهني والفني لا يتحقق دون تفوق بدني، وهو ما انعكس فعلياً في موسمه الأول مع الفريق.
وباريس سان جيرمان لم يعد فقط فريق النجوم والأسماء اللامعة، بل أصبح نموذجاً في التحضير البدني والاحتراف العالي.
وما أظهره الفريق أمام أتلتيكو مدريد لم يكن مجرد عرض عضلات، بل رسالة إلى العالم مفادها أن التفوق الرياضي يبدأ من غرف التحضير والصالات المغلقة قبل أن يُترجم على أرض الميدان.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز