هل تصبح "أمازون" العدو الأول لتجارة التجزئة بأمريكا؟
العام الجاري يعد الأهم في تاريخ "أمازون"، بعدما أصبحت ثاني شركة تصل إلى حاجز التريليون دولار في السوق، وفي زمن قياسي غير مسبوق.
يبدو أن شركة "أمازون" للتجارة عبر الإنترنت قد نمت بالفعل إلى حد التضخم. فقد أوردت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن رأسمال الشركة التي أسسها رجل الأعمال جيف بيزوس عام 1994 قد بلغ تريليون دولار، وهو ما يعادل نصف تجارة التجزئة التي تجرى داخل الولايات المتحدة عبر الإنترنت.
غير أن ازدهار الشركة وارتفاع قيمتها السوقية أثار سؤالا هاما مفاده: هل تصبح شركة "أمازون" و مالكها، جيف بيزوس، مثل مؤسسة "ولمارت الجديدة"، العدو الأول لتجار التجزئة في الولايات المتحدة بسبب حجم تجارته الضخم، وتأثيره على المشروعات الصغيرة؟
لا تزال شركة "ولمارت"، التي نالها نصيب وافر من الكراهية والحقد من أصحاب المشروعات الصغيرة، تعد أكبر شركة عالمية من حيث حجم العائدات وعدد الموظفين، بالرغم من وصول "أمازون" إلى حاجز التريليون دولار؛ فقد تسبب إحساس الكراهية الذي أوجدته منافسة وإزاحة شركة "ولمارت" للشركات الصغيرة في سعي المدن الكبرى ومنها نيويورك إلى العمل على إزاحتها خارج مدنها، بعد أن قضت على المشروعات الصغيرة وأضرت بالمؤسسات المدنية، بحسب مجلة "نيوزويك".
وتركز غالبية الأخبار والموضوعات المتداولة عن "ولمارت" على محاولات الشركة اللحاق بمؤسسة "أمازون" سريعة النمو والانتشار في التجارة الإلكترونية.
والعام الجاري يعد الأهم في تاريخ "أمازون" بعدما أصبحت ثاني شركة تصل إلى حاجز التريليون دولار في السوق، وفي زمن قياسي غير مسبوق، لكن بدت بوادر هجوم عام على أعمالها، أهمها هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه لإيقاف مسيرتها.
فالرئيس دونالد ترامب ليس من المتحمسين لشركة "أمازون"، ولا لرئيسها بيزوس. فقد بات واضحا أنه اتخذ الشركة ومؤسسها أعداء معلنين، بحسب ما أظهر في تغريداته عبر مواقع التواصل لكيل الاتهامات للشركة العملاقة بإساءة التصرف، ولصاحبها بالانحياز وعدم الحيادية (يمتلك بيزوس صحيفة واشنطن بوست التي دأبت على استفزاز ترامب). لكن لا يستطيع أحد القول بأن الشعور العام بات مناهضا لشركة "أمازون" أو أن عامة الناس باتوا يجارون الرئيس ترامب في كراهيته لها، مثلما كان الشعور العام مناهضا لشركة "ولمارت".
وفي سياق كراهيته المعلنة لأمازون، قال ترمب في تغريده نشرت العام الجاري، "لقد عبرت عن مخاوفي من شركة أمازون قبل انتخابي بفترة طويلة. فعلى عكس غيرها من الشركات، فإن أمازون لا تدفع إلا القليل من الضرائب، وربما لا تدفع على الإطلاق للدولة ولا للولايات التي تعمل بها. ورغم ذلك، فقد دأبت الشركة على استخدام أنظمة البريد الحكومية كعمال لإيصال بضاعتها، مما يتسبب في خسائر فادحة للدولة، ناهيك عن تسببها في بطالة آلاف العمال".
الجدير بالذكر أن "أمازون" باتت تهيمن بالفعل على سوق تجارة التجزئة في الولايات المتحدة، ولا تدفع الضرائب في غالبية الولايات التي تعمل بها، وذلك بسبب التحول إلى التجارة الإلكترونية. وتجني "أمازون" 49 سنتا من كل دولار يجرى تداوله عبر الإنترنت داخل الولايات المتحدة. ويعتقد المراقبون أن الشركة ستستمر في النمو والتوسع إلى آفاق أبعد؛ بسبب سعيها لاكتشاف وسائل جديدة في العمل، منها إيصال البضائع باستخدام طائرات درون، وافتتاحها لفروع جديدة بمختلف أنحاء البلاد.