«بورتوريكو» تشعل الغضب ضد ترامب.. وهاريس تضرب الرئيس السابق بـ«الجزيرة»
من حديقة ماديسون سكوير في نيويورك حشد الرئيس السابق أنصاره في تجمع انتخابي اتسم بـ«التعليقات العنصرية»، في ملاحظات استغلتها حملة منافسته كامالا هاريس لتوجيه سهامها ضد دونالد ترامب.
ذلك التجمع الذي شهد خطابا للرئيس الأمريكي السابق استغرق 78 دقيقة، كان بمثابة «تنفيس عن الغضب ضد النظام السياسي والقانوني الذي عزله واتهمه وأدانه، في عرض وصف بالعنصري»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وطغت الكلمات التي ألقاها عدد من الأشخاص الذين افتتحوا المناسبة على خطابه، بمن في ذلك الممثل الكوميدي توني هنشكليف الذي وصف بورتوريكو التابعة للولايات المتحدة في الكاريبي بأنها «جزيرة عائمة من القمامة»، مما أثار أزمة وانتقادات كبيرة للرئيس الأمريكي السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض مجددا.
فماذا نعرف عن أزمة بورتوريكو؟
يوم الأحد، ظهر الممثل الكوميدي هينتشكليف (40 عاما) في تجمع حاشد لترامب في ماديسون سكوير جاردن، حيث كان المتحدث الأول من بين ما يقرب من 30 كلمة افتتاحية قبل تصريحات الرئيس السابق، وتحدث بشكل فظ عن اللاتينيين والسود وغيرهم.
وبحسب مجلة رولينج ستون فإن هينتشكليف المعروف بكتابة العديد من البرامج الساخرة عن المشاهير على قناة كوميدي سنترال، النكات حول جزيرة بورتوريكو، قائلا: «لا أعلم إن كنتم تعلمون هذا أم لا، لكن هناك جزيرة عائمة مليئة بالقمامة في وسط المحيط الآن، أعتقد أنها تسمى بورتوريكو». وما إن أطلق تصريحاته تعرض الممثل الكوميدي لانتقادات فورية.
بدورها، حاولت حملة المرشحة الديمقراطية استغلال تلك الاتهامات، آملة في أن تمكنها من حصد المزيد من المكاسب، وخصم نقاط من رصيد المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فكيف استغلت حملة هاريس تلك الأزمة؟
وفي وقت سابق من يوم الأحد، زارت هاريس مطعم فريدي آند توني، وهو مطعم بورتوريكي في شمال فيلادلفيا، حيث تحدثت عن التحديات التي تواجه بورتوريكو وناقشت سياساتها التي تركز على الجزيرة.
وقالت «سأعمل على إنشاء فريق عمل للاقتصاد الفرصي لبورتوريكو»، مضيفة أنها تريد التركيز على أمرين: بناء الفرص الاقتصادية للجزيرة وتحسين الشبكة الكهربائية».
بدوره، هاجم المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز الممثل الكوميدي، قائلا: «من هذا الأحمق؟»، مضيفا «الناس في بورتوريكو مواطنون، إنهم يدفعون الضرائب ويخدمون في الجيش، بمعدل أعلى تقريبا من أي شخص آخر».
فيما قالت النائبة ألكساندريا أوساكيو كورتيز (ديمقراطية من نيويورك) «إنه أمر مزعج للغاية بالنسبة لي. عائلتي من بورتوريكو، وأنا بورتوريكية، الشيء الفوضوي للغاية الذي أتمنى أن يفهمه المزيد من الناس هو أن الأشياء التي يفعلونها في بورتوريكو هي أرض اختبار للسياسات والأهوال التي يكشفون عنها في مجتمعات الطبقة العاملة في جميع أنحاء الولايات المتحدة».
البرلمانية الديمقراطية أضافت «عندما يكون هناك شخص ما يصف بورتوريكو بأنها قمامة عائمة، فاعلم أن هذا هو ما يفكرون به عنك».
تأييد المشاهير
وبعد وقت قصير من انتشار تعليقات هينتشكليف أيد الفنان البورتوريكي باد باني كامالا هاريس من خلال نشر مقطع فيديو عن خطتها لبورتوريكو على حسابه على إنستغرام، ثم قام بتحرير الفيديو ليظهر هاريس وهي تقول «لن أنسى أبدًا ما فعله دونالد ترامب».
وشارك المغني ريكي مارتن، وهو أيضا من بورتوريكو، مقطعا من تصريحات هينتشكليف على صفحته الشخصية على «إنستغرام» وكتب بالإسبانية «هذا ما يفكرون فيه عنا».
كما شارك بينيتو أنطونيو مارتينيز أوكاسيو، المعروف باسم باد باني، مقطع الفيديو الخاص بالحملة مع أكثر من 45 مليون متابع له على إنستغرام.
وتقول هاريس في الفيديو الذي أعاد باد باني نشره عدة مرات مع التركيز على ترامب: «لن أنسى أبدًا ما فعله دونالد ترامب وما لم يفعله عندما احتاجت بورتوريكو إلى زعيم مهتم وكفء. لقد تخلى عن الجزيرة وحاول منع المساعدات بعد الأعاصير المدمرة المتتالية ولم يقدم شيئًا أكثر من المناشف الورقية والإهانات».
وتوفي آلاف الأشخاص في بورتوريكو نتيجة إعصار ماريا في عام 2017، بعد وقت قصير من تسبب إعصار إيرما في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في جميع أنحاء الجزيرة.
وفي أثناء مسح الأضرار في بورتوريكو بعد إعصار ماريا، أثار الرئيس ترامب -آنذاك- ردود فعل عنيفة بعد إلقاء الإمدادات، بما في ذلك المناشف الورقية، على سكان الجزيرة.
منشور باد باني كان بمثابة أول إشارة إلى دعم الوسط الفني لهاريس، في الوقت الذي تحاول فيه حملة نائبة الرئيس تعزيز تأييد المشاهير.
وكان مسؤولون في حملة هاريس قد أجروا محادثات مع فريق باد باني، وفقا لمصدر مطلع، على أمل الحصول على دعمه لخطة نائب الرئيس لبورتوريكو، مضيفا «لقد كان هذا نهجا مدروسا ومتعمدا يركز على القضايا».
وقال باد باني لشبكة «سي إن إن» إن إعادة نشره لفيديو هاريس على إنستغرام «ليس تأييدا، لكنه يدعم» هاريس.
وبحسب مصدر مطلع، فإن تأييد باد باني كان على رأس قائمة أمنيات حملة هاريس من المشاهير لشهور، مشيرا إلى أن الحملة تدرك مدى شهرة باد باني داخل المجتمع اللاتيني، وتعتقد أن دعمه يمكن أن يساعد في التأثير على الناخبين اللاتينيين الشباب، وهي الفئة الديمغرافية التي انجذبت نحو ترامب.
كما احتفلت الحملة أيضا بـ«باد باني»، إلى جانب جينيفر لوبيز وريكي مارتن، والذين شاركوا رسالة نائب الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانضم مغني أغنية «ديسباسيتو» لويس فونسي أيضا إلى النجوم البورتوريكيين الذين دعموا هاريس، ونشر على حسابه على إنستغرام الذي يتابعه 16 مليونا، مقطع فيديو لمزحة هينتشكليف مع التعليق: «هل أنت جاد؟».
ولم يكتف بذلك، بل نشر على حسابه على «إنستغرام» صورا تعبيرية تشير إلى أنه سيصوت لصالح هاريس، قائلا «من الجيد أن يكون لديك وجهات نظر مختلفة، وأنا أحترم أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف عني.. لكن السير في هذا المسار العنصري ليس كذلك».
تبييض الصورة
تأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تتنافس فيه حملتا هاريس وترامب على أصوات البورتوريكيين، خاصة في ولاية بنسلفانيا، حيث يعيش نحو 500 ألف بورتوريكي.
وحاول هينتشكليف «تبييض» صورته بالتراجع عن تصريحاته، قائلا في منشور على منصة «إكس»، قائلا إنه يحب بورتوريكو وأنه قضى إجازته هناك.
وكتب هينتشكليف «من الغريب أن يخصص مرشح لمنصب نائب الرئيس وقتا من جدول أعماله المزدحم، لتحليل نكتة انتزعت من سياقها لتبدو وكأنها عنصرية، أنا أحب بورتوريكو وأقضي إجازتي هناك، لقد سخرت من الجميع.. شاهد المجموعة بأكملها.. أنا ممثل كوميدي يا تيم.. ربما حان الوقت لتغيير السدادة القطنية الخاصة بك».
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز