مع تعثر مسار مفاوضات أوكرانيا وروسيا والتلويح بالنووي سبيلا لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها الـ9 دون حسم، حاولت أمريكا تخفيف حدة التوتر.
فصحيفة "وول ستريت جورنال"، تقول إن مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي شارك في "محادثات سرية" مع كبار مساعدي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لمنع الحرب النووية.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة الأمريكية، إن جيك سوليفان التقى يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية لبوتين، ونيكولاي بوتروشيف، للتحذير من تصعيد الحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أنهم لم يناقشوا التسويات المحتملة للصراع، إلا أن العديد من المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة حول مناقشات سوليفان مع المسؤولين الروس، قالوا إن السياسي الأمريكي حاول الحفاظ على خط اتصال مع روسيا، حتى عندما اعتقد الآخرون أنه لن يكون مثمرًا.
وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إن الحفاظ على مستوى معين من الاتصال مع موسكو أمر حتمي لتحقيق مصالح الأمن القومي المشتركة، خاصة بعد أن حذر بوتين من استخدام الأسلحة النووية.
ضغط أمريكي
في الوقت نفسه، تقول "وول ستريت جورنال"، إن المسؤولين الأمريكيين يضغطون أيضًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتخلي عن عدم رغبته في التفاوض مع بوتين على إنهاء القتال.
وتقول "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة تشجع بشكل خاص زيلينسكي على التفاوض مع بوتين لإنهاء القتال، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن طلب إدارة بايدن لا يهدف إلى دفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، لكن ضمان أن تحافظ كييف على دعم داعميها الدوليين.
ويشعر الأشخاص المطلعون على المناقشات بالقلق من أن رفض زيلينسكي المحادثات مع الرئيس الروسي أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي تأثرت بشكل كبير جراء الحرب.
وفيما سعى بايدن إلى إقامة علاقة مع بوتين عندما تولى السلطة، حيث التقى به في قمة بجنيف في يونيو/حزيران 2021، إلا أنه بحلول أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، أشارت المخابرات الأمريكية إلى أن القوات الروسية كانت تستعد لشن عملية عسكرية في أوكرانيا.
عواقب وخيمة
بعدها تحدث الرئيس الأمريكي مع بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021، ومرة أخرى في فبراير/شباط 2022 لتجنب الهجوم الروسي، لكن جهوده فشلت عندما دخلت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
ومنذ ذلك الحين، يقول المسؤولون، إن سوليفان اضطلع بدور قيادي في تنسيق سياسة إدارة بايدن وخططها، ردًا على الحرب وشارك في الجهود الدبلوماسية.
وتقول "وول ستريت جورنال"، إنه عندما ألمح بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي إلى أن روسيا قد تلجأ إلى الأسلحة النووية، قال سوليفان إن إدارة بايدن "أبلغت الكرملين بشكل مباشر وسري وعلى مستويات عالية جدًا أن أي استخدام للأسلحة النووية سيواجه بعواقب وخيمة على روسيا".
وفيما لم يحدد سوليفان كيف تحدثت إدارة بايدن مع المسؤولين الروس، إلا أنه قال خلال لقاء في مارس/آذار الماضي جمعه مع باتروشيف، إنه حذر الكرملين من استخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، وأخبر المسؤول الروسي أن على قوات موسكو التوقف عن مهاجمة المدن والبلدات الأوكرانية.
شروط روسية
وأصدر مسؤولون روس بيانا ردا على ذلك قالوا إن باتروشيف شدد على "ضرورة وقف دعم واشنطن للنازيين الجدد والإرهابيين في أوكرانيا، وتسهيل نقل المرتزقة الأجانب إلى منطقة الصراع، وكذلك رفض الاستمرار في إمداد كييف بالأسلحة".
لكن سوليفان ليس الوحيد في إدارة بايدن الذي يسعى لتحقيق تقدم مع المسؤولين الروس مع تدهور العلاقات بين البلدين؛ فوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والعديد من نظرائه تحدثوا هذا الشهر مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، بعد أن زعمت موسكو أن كييف كانت تجهز لنا ما يسمى بالقنبلة القذرة في الحرب الجارية.
ويقول المسؤولون إن أوستن شدد في ذلك الاجتماع على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في ذلك الوقت، بحسب "وول ستريت جورنال"، التي قالت إن واشنطن العاصمة وموسكو تحرزان على الأقل بعض التقدم في صفقات الحد من التسلح.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فإن الجانبين يلتزمان بمعاهدة ستارت الجديدة، التي تحد من الأسلحة النووية الأمريكية والروسية طويلة المدى، ويخططان لعقد اجتماعات للجنة الاستشارية الثنائية لمناقشة تنفيذها، واستئناف عمليات التفتيش على الأسلحة النووية التي تم تعليقها خلال جائحة كورونا.