بوتين في القاهرة و"مسجد" رواندا.. السر في التاريخ والموقع

الرئيس الروسي في مصر لـ"بحث الحرب في أوكرانيا" وصورة لـ"مسجد بسيط" تستجدي الإعجاب في منشورات يكشف التاريخ والموقع زيفها.

منشورات متداولة بإسهاب بالأيام القليلة الماضية، تتغذى من الصدى الذي أحدثته الحرب الروسية على أوكرانيا، وتستثمر زيادة الإقبال على استخدام مواقع التواصل لحصد الإعجاب والتعليقات.

معطيات لا سند لها سوى صور أو مقاطع فيديو قد تكون قديمة أو لمواضيع مغايرة، لكن يتم توظيفها -عمدا أو جهلا- لجعلها في إطار السياق الراهن المشحون بتطورات متسارعة تتعلق في معظمها بالصراع شرقي أوروبا.

بوتين في القاهرة؟

المنشورات المتداولة في الأيام الماضية عن زيارة لبوتين إلى القاهرة "لمناقشة الحرب في أوكرانيا" غير صحيحة.

ففي ظل الحركة السياسية النشيطة في العالم على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت على صفحات مصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور مصر، مع تحديد الإثنين الماضي أو الذي قبله على أنه موعد الزيارة.

لكن اللافت هو أن التاريخين انقضيا دون أن يهبط بوتين في القاهرة، ومن دون أن يصدر أي إعلان رسمي عن زيارة من هذا النوع.

وبحسب خدمة تقصي صحة الأخبار بوكالة "فرانس برس"، جاء في المنشورات أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور القاهرة الإثنين المقبل" بهدف مناقشة "الأزمة الروسية والأوكرانية ومحاولة الوصول إلى حلّ سلمي".

وبالنظر إلى السياق الملتهب واهتمام الرأي العام العربي بأي تطور بخصوص الصراع الروسي الأوكراني، جرى تداول المنشور بشكل كبير، وظهر عبر موقع فيسبوك الأسبوع الماضي وما قبله، ما يعني أن التاريخ المحدّد لهذه الزيارة المزعومة كان ينبغي أن يكون في 14 أو 21 مارس/ آذار الجاري.

ووفق المصدر نفسه، تأتي المنشورات في ظل الحراك الدبلوماسي الذي أثارته الحرب، حيث زار وزير خارجيّة تركيا مولود تشاووش أوغلو، الأسبوع الماضي، روسيا وأوكرانيا في محاولة لأداء دور وسيط بينهما.

وقبلها بأسبوع، استضافت أنطاليا التركية لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا، فيما عرضت المملكة العربية السعودية من جانبها على بوتين استضافة محادثات وساطة بين موسكو وكييف.

السر في التاريخ

انقضى التاريخان المحددان لزيارة بوتين ولم تصل طائرته إلى مطار القاهرة، كما لم يصدر عن أي جهة رسمية أو مصدر ذي مصداقية إعلانا عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى القاهرة.

وتعود الزيارة الأخيرة التي أجراها بوتين إلى مصر إلى 11 ديسمبر/ كانون أول 2017، حيث تركزت المباحثات حينها على "عدد من القضايا الإقليمية والدولية" إضافة إلى الشؤون الاقتصادية والتجارية، وفق بيانات رسمية.

وسبق ذلك زيارة أجراها بوتين إلى مصر في فبراير/ شباط 2015، تم خلالها توقيع مذكرة تفاهم لبناء محطة الضبعة النووية في شمال غربي مصر على ساحل البحر المتوسط.

"مسجد بسيط"؟

صورة قيل إنها تظهر "مسجداً بسيطاً" بهدف جذب التفاعلات لكنها في الحقيقة لمقر للحكم زمن الملكية في رواندا.

صفحات وحسابات تداولت صورة لبيت صغير من القش قالت إنها لـ"مسجد بسيط"، مرفقة بتعليقات تحثّ المستخدمين على مشاركتها.

لكن هذه الصورة تُظهر في الحقيقة مقرّاً للحكم في زمن الملكية في دولة رواندا الواقعة في الشرق الإفريقي، وفق وكالة "فرانس برس".

فقد أرشد التفتيش عنها على محركات البحث إلى مواقع عدة وخصوصا في أفريقيا وتحديدا في رواندا، أظهرت أن الصورة تعود لقصر في زمن الملكية برواندا، يقع في بلدة نيانزا الجنوبية التي كانت عاصمة البلد الواقع شرق القارة السمراء.

وأمكن العثور على صور لهذا المقر - الذي تحول إلى متحف - على موقع خرائط غوغل.

ويعتبر كيغيلي الخامس آخر ملوك رواندا إلى حين إلغاء الملكية في العام 1961، وقد توفي في العام 2016 بمنفاه في الولايات المتحدة عن عمر 80 عاما، لكن مطلع 2017، نقل جثمانه إلى رواندا حيث جرت مراسم تشييعه.