"تعارض المصالح" يهدد لقاء بوتين وأردوغان
من المستبعد أن يحقق لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان اختراقا يذكر بسبب تعارض مصالح بين الجانبين.
ومن المقرر أن يجتمع بوتين وأردوغان في مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، يوم الأربعاء المقبل، من أجل بحث التصعيد الأخير في التوترات العسكرية بشمال غرب سوريا.
وخلال الأسابيع الماضية، واصل الطيران الروسي حليف الحكومة السورية الرئيسي، دك مواقع مليشيات إرهابية موالية لأنقرة.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا دعمت تركيا مليشيات إرهابية وفصائل معارضة في مسعى لمد نفوذها في جارتها الجنوبية، لكن الجيش السوري نجح في حصار تلك الفصائل في شمال وغرب البلاد.
ويأمل أردوغان في الحصول على دعم روسي لتخفيف الضغط عن المليشيات الموالية له، لكنه يدخل الاجتماع في وضع حرج.
ويرى مارك إيبيسكوبوس، مراسل الأمن القومي لمجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، في تقرير نشرته المجلة الأمريكية، إن قمة سوتشي تأتي في أعقاب ما وصفه أردوغان بالمحادثات الثنائية المخيبة للآمال مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث قال: "في المناقشات التي كنت أتوقعها مع بايدن، لم تكن هناك النتيجة المرغوب فيها".
وأضاف: "نحتاج كدولتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن نكون عند نقطة مختلفة". ومضى أردوغان في انتقاد الدعم الأمريكي المستمر للجماعات الكردية المسلحة بسورية، موضحا أنه يسعى إلى دفع العلاقات التركية الروسية "إلى أبعد من ذلك بكثير" في اجتماعه المقبل مع بوتين.
واعتمدت واشنطن لحد بعيد على قوات كردية على الأرض خلال حربها على تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وأكد الرئيس التركي على التزامه بقرار أنقرة المثير للجدل بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتقدم، "تريومف إس-400"، مؤكدا تقارير سابقة أفادت بأنه يعتزم استيراد وحدة ثانية من نظام "إس-400" بحلول نهاية عام 2021.
ويرى إيبيسكوبوس أنه من غير المتوقع أن يتوصل الطرفان؛ تركيا وروسيا إلى أي نوع من التسوية الدائمة وطويلة الأجل بشأن مصير إدلب.
فيما أشار الخبير السياسي الروسي، فيودور لوكيانوف، إلى أن المصالح الروسية والتركية في المنطقة "متعارضة تماما.
لكنه يضيف أنه على الرغم من المأزق الروسي التركي المستمر بشأن المسائل الأكبر المتعلقة بالدولة السورية، من الممكن أن تكون القمة بمثابة قفزة إلى الأمام بالنسبة للجهود القائمة من أجل تجنب النزاعات، والتي تهدف إلى التخفيف من خطر التصعيد العسكري بين المسلحين المدعومين من جانب تركيا وقوات الحكومة السورية برعاية روسيا.
وبالنسبة للبعض في موسكو، فإن أجندة القمة المتعلقة بالشرق الأوسط اصطبغت بتطورات أكثر قربا من الوطن. وكانت وزارة الخارجية التركية أصدرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بيانا يرفض جزئيا الاعتراف بنتيجة انتخابات الدوما الروسية التي جرت في أيلول/سبتمبر الجاري. كما أكد أردوغان شخصيا موقف حكومته في وقت لاحق، مشيرا في خطابه أمام الأمم المتحدة إلى أن تركيا لا تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وأكد من جديد على التزام أنقرة بـ "الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
ويقول إيبيسكوبوس إن تعليقات أردوغان تسببت في إثارة توبيخ سريع وقوي، إن لم يكن متوقعا، من جانب الكرملين.
ومن جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "تركيا تعرف جيدا أن شبه جزيرة القرم هي جزء يتمتع بسيادة من الاتحاد الروسي، وتعلم جيدا أننا لا نتجاهل أبدا مثل هذه التصريحات".
فيما أضاف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "نحن لا نقبل بمثل هذه التصريحات ونقول ذلك علانية لزملائنا الأتراك... القرم هي قضية تختلف فيها مواقفنا بشكل كبير. إننا نعرب عن أسفنا فيما يتعلق بهذا الموقف، ولكننا نأمل أن تظهر الإرادة السياسية بمرور الوقت وأن تغير تركيا هذا الموقف، وأن تعترف - ببساطة - بالحقيقة والواقع الراهن للأمور".
ويوضح إيبيسكوبوس أن الكرملين وحزب روسيا الموحدة الحاكم، قد كرّسا الكثير من رسائلهما قبل إجراء الانتخابات وبعدها، لتسليط الضوء على المخاطر المزعومة للتدخل الأجنبي في العملية الانتخابية في روسيا.
ويقول إيبيسكوبوس إن تداعيات رفض أردوغان الجزئي للاعتراف بانتخابات الدوما، تسلط الضوء مجددا على العلاقة المعقدة - والمتأرجحة في بعض الأحيان - بين موسكو وأنقرة.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز