بعد تصاعد الكراهية.. الخوف يضرب لاجئي سوريا بتركيا
تقترب المشاعر المعادية للمهاجرين في تركيا الآن من نقطة الغليان، تؤججها المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ومع ارتفاع معدلات البطالة والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والإسكان في تركيا، حوّل العديد من الأتراك إحباطهم تجاه ما يقرب من 5 ملايين مقيم أجنبي في البلاد، لا سيما 3.7 مليون شخص فروا من سوريا، وفقا لتقرير وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية.
وبحسب الوكالة الأمريكية:" تم الترحيب باللاجئين الفارين من سوريا، في تركيا المجاورة، في البداية، بأذرع مفتوحة، لكن المواقف ازدادت صلابة بالتدريج مع تضخم عدد الوافدين الجدد خلال العقد الماضي".
وعزز احتمال حدوث تدفق جديد للاجئين في أعقاب استيلاء طالبان على أفغانستان المزاج العام الرافض للمهاجرين في تركيا.
وأثارت مقاطع الفيديو التي يُزعم أنها تظهر أفغانا يتم تهريبهم إلى تركيا من إيران غضبًا عارمًا وأدت إلى دعوات للحكومة التركية لحماية حدود البلاد.
وفي أغسطس/ آب الماضي، اندلعت أعمال عنف في أنقرة، العاصمة التركية، حيث قام حشد غاضب بتخريب المحلات، والمنازل السورية، رداً على حادث طعن أسفر عن مقتل مراهق تركي.
في أعقاب أعمال العنف المناهضة للاجئين السوريين في منطقة ألتنداغ في أنقرة الشهر الماضي، زار أوميت أوزداغ، السياسي اليميني الذي شكل مؤخرا حزبه الخاص المناهض للهجرة، المنطقة وهو يجر حقيبة فارغة، قائلا إن "الوقت قد حان للاجئين ليقوموا بتجهيز أغراضهم".
وخرج مئات الأشخاص إلى الشوارع وهم يرددون شعارات مناهضة للمهاجرين وخربوا متاجر يديرها سوريون ورشقوا منازل اللاجئين بالحجارة.
وقالت سيدة سورية تبلغ من العمر 30 عاما، وأم لأربعة أطفال، طلبت من وكالة "أسوشيتد برس"، عدم ذكر اسمها، خوفا من الانتقام، إن "عائلتها اضطرت للاختباء داخل حمام المنزل عندما صعد أحد المهاجمين إلى شرفتهم وحاول فتح الباب بالقوة".
وقالت المرأة إن "الحادثة أصابت ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات بصدمة وأن الفتاة تعاني من صعوبة في النوم ليلا".
وأضافت أن "ضباط الشرطة في إسطنبول أبقوها في مركز الشرطة لساعات، بينما تمكن الجار الذي هددها وضربها من المغادرة بعد أن أدلى بإفادة مقتضبة".
ولا تزال بعض المتاجر في المنطقة مغلقة، ولا تزال آثار الاضطرابات ظاهرة على المدينة، فيما نشرت قوات الشرطة التركية عدة سيارات واستخدمت خراطيم مياه في الشوارع لمنع تكرار الاضطرابات.
وقال وزير الخارجية التركي هذا الشهر إن تركيا تعمل مع وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لإعادة السوريين بأمان إلى وطنهم.
ورغم استقرار الوضع الأمني في مناطق واسعة من سوريا بعد عقد من الحرب، لا تزال التقارير تتحدث عن التجنيد الإجباري والاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة "العفو الدولية" إن بعض اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى ديارهم تعرضوا للاعتقال والاختفاء والتعذيب على أيدي قوات الأمن السورية، ما يثبت أن العودة إلى أي من مناطق البلاد غير آمنة.