لهيب الإيجارات يلفح طلاب تركيا.. الحدائق أحن عليهم من حكومة أردوغان

نظم عدد من الطلاب في مدينة إسطنبول التركية، الأحد، وقفة احتجاجية رافضة للارتفاعات الكبيرة في إيجارات المنازل، ورسوم المدن الجامعية.

جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "تي 24" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".

ونظمت الوقفة من قبل "حركة لا نجد مأوى" في منطقة "قاضي كوي" بالجانب الآسيوي من إسطنبول، حيث تمدد الطلاب على مقاعد إحدى الحدائق العامة، تعبيرًا عن عدم قدرتهم على استئجار منازل، ولا السكن بالمدن الجامعية نظرًا لارتفاع الإيجارات والرسوم.

• تركيا تستغل تفجيرات "مطار كابول" الإرهابية.. "صيد ثمين"
• اتهام "خطير" من المعارضة التركية لنظام أردوغان

النائب البرلماني عن مدينة إسطنبول، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، محمود طانال، شارك الطلاب وقفتهم، وتمدد معهم على المقاعد في مؤازرة منه لمطالبهم المشروعة في الحصول على سكن مناسب الأسعار.

وأوضحت الصحيفة أنه من المقرر أن يقضي الطلاب ليلتهم في العراء بالحديقة العامة، غير أن قوات العمليات الخاصة توجهت لمكان احتجاجهم وطلبت منهم المغادرة.

مدير الأمن بمنطقة "قاضي كوي" ذهب إلى الطلاب والنائب البرلماني، وطلب منهم ترك المكان، غير أنهم قالوا له "لا مأوى لنا ولا يمكننا الذهاب إلى أي مكان آخر".

كما أن عناصر الشرطة طلبت منهم المغادرة خلال دقيقتين غير أن الطلاب ردوا قائلين "الشارع هو مقر إقامتنا، وسبنقى هنا".

ونقل النائب طانال عن أحد أولياء الأمور قوله "لقد فاز ابني هذا العام بمقعد دراسي، لكن حالتنا غير ميسورة، ومن ثم لم نرسله للجامعة في ظل ارتفاع الأسعار".

وفي تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر" أثناء مشاركته بالوقفة قال النائب المعارض طانال "هذه المقاعد التي نتمدد عليها أكثر راحة من القصر(في إشارة للمجمع الرئاسي الذي يقيم به الرئيس، رجب طيب أردوغان)".

واستطرد قائلا "على مدار 20 عامًا لم يستطع ذلك النظام حل أزمات هذا الوطن، لذلك كان مصير طلاب الجامعات الشوارع".

ولفت أن "المدن الجامعية الحكومية لا تستوعب 10% من أعداد طلاب الجامعات، ورسوم المدن الجامعية الخاصة، مرتفعة، وإيجارات المنازل وصلت لأرقام فلكية، إذن أين سيمكث هؤلاء الطلاب؟ نحن من من هنا نعلن تمردنا على تلك الأوضاع".

اعتراف رسمي من أردوغان

واعترف الرئيس أردوغان، بارتفاع إيجارات المنازل في بلاده بشكل "فاحش"، وأنه سيتخذ اللازم لرفع "هذا الظلم".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، الأحد، بمطار أتاتورك في مدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى مدينة نيويورك الأمريكية؛ للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".

وبحسب الصحيفة "تطرق أردوغان في تصريحاته إلى ارتفاع الإيجارات بشكل كبير في البلاد، زاعمًا أنهم سيتخذون الخطوات اللازمة لوقف ذلك".

ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله "إن كان هناك سوء استغلال للأمر، سوف نتخذ اللازم، ونصدر التعليمات للوزراء المعنيين لوقف هذا الظلم".

ميزانية التعليم عند أدنى مستوى

هبط نصيب قطاع التعليم من إجمالي الموازنة العامة في تركيا لأدنى مستوياته خلال السنوات الأخيرة،وفق بيانات رسمية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، كشف تقرير لوزارة التعليم التركية تراجعا حادا في نصيب قطاع التعليم من إجمالي الموازنة اعتبارا من عام 2016.

وأوضح التقرير أنه اعتبارا من عام 2021 بلغت نسبة وزارة التعليم من إجمالي الموازنة العامة 10.9%، بينما بلغت النسبة نفسها إلى إجمالي الناتج المحلي 2.6%.

وتعليقا على تراجع نسبة نصيب وزارة التعليم رغم ارتفاع الموازنة العام للدولة، ذكر التقرير أن هذا الأمر يشير إلى عدم انعكاس زيادة الموارد الحكومية على الموارد المخصصة للتعليم بنسبة متساوية.

ومنذ عام 2012 بدأت موازنة التعليم تتراجع لتبلغ أدنى مستوياتها خلال العام الجاري، حيث بلغت نسبتها 15.7%، مقابل 16.2% عام 2020، و16.8% عام 2019، و17.7 عام 2018.

وتضمن التقرير أيضا مقتبسات من تقارير دولية تضمنت بيانات يمكن مقارنتها بعام 2017، حيث أوضح التقرير ارتفاعا ملحوظا لنفقات التعليم الخاص.