بوتين يشجع الروس على الإنجاب بـ8.6 مليار دولار
الرئيس الروسي يعلن عن حزمة إغراءات لتشجيع الروس على الإنجاب في ظل مخاوف من أزمة سكانية رهيبة قد تعصف بالاقتصاد الروسي
قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيادة الدعم الشعبي للعائلات في روسيا، قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يسعى فيها إلى الفوز بولاية رابعة.
وحسب تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، ستنفق الحكومة 500 مليار روبل أو ما يعادل 8.6 مليار دولار على إجراءات لتشجيع الروس على الإنجاب، خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وتشمل هذه الإجراءات إعانات الرهن العقاري، ومدفوعات مالية للعائلات الجديدة والنامية، وفقاً لتصريحات أدلت بها نائبة رئيس الوزراء الروسي، أولجا جولوديتس، الأربعاء، في العاصمة موسكو.
ومن المفترض أن يأتي هذا المال من عائدات الحكومة ولن يتطلب أية تغييرات في ميزانية الدولة، على حد قول وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، في البرلمان.
وكُشف عن هذا البرنامج بعد يوم واحد من إخبار بوتين للمسؤولين في اجتماع بالكرملين عن ضرورة قيام الدولة بمزيد من الجهد والدعم للآباء الجدد، من أجل خلق تحفيزات إضافية لولادة طفل ثانٍ وثالث في العائلات الروسية، ومن ثم مواجهة أزمة ديموجرافية تلوح في الأفق.
ويتزامن تصرف بوتين اللطيف مع الشباب الروسي مع فشل الحكومة في زيادة المعاشات التقاعدية وغيرها من استحقاقات الدولة على خلفية التضخم في السنوات الأخيرة، حيث تم تخفيض النفقات وسط هبوط أسعار البترول والمعاناة من ركود هو الأطول هذا القرن.
وبالرغم من عدم إعلان بوتين بعد عن الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن جميع التوقعات تشير إلى أنه سيسعى في مارس المقبل إلى ولاية جديدة تمنحه حكم روسيا 6 سنوات أخرى.
ويسعى هذا الإعلان المتعلق بالآباء أيضاً إلى مواجهة انحدار ديموجرافي طويل المدى ربما يقلل من عدد الروس في سن العمل إلى 600 ألف سنوياً على مدار الست سنوات المقبلة.
وتعاني روسيا من انحدار في معدلات المواليد بسبب الفوضى التي ظهرت في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويصل الجيل الذي ولد في هذا التوقيت إلى سنوات الإنجاب الأول حالياً.
وحدثت 12.9 ولادة بين كل ألف روسي العام الماضي، وهو المعدل الأقل منذ عام 2011، وفقاً لدائرة الإحصاءات الاتحادية الروسية التي تتوقع أن يهبط هذا المعدل إلى 9 ولادات فقط بحلول عام 2035 في أسوأ الظروف.
وفي الاجتماع الوطني لاستراتيجية الأطفال، قال بوتين: "يجب أن نتبنى حزمة إجراءات تسمح لنا بتثبيت عدد السكان والحد من انخفاضه في العقد المقبل. يجب أن نعيد تعيين سياستنا الديموجرافية".
وبدءاً من يناير المقبل، ستقدم الحكومة الروسية مصروفاً شهرياً للعائلات الفقيرة مقابل ولادتها للطفل الأول، وسيتسمر صرفه لمدة 18 شهراً. وعلى مدار ثلاث سنوات، ستبلغ تكلفة هذا البرنامج 144 مليار روبل، حسب الرئيس الروسي.
ومن المنتظر أن يتم تمديد العمل بالسياسة الشعبية تقدم 453 ألف روبل دفعة واحدة للأمهات اللاتي يرزقن بطفل ثانٍ أو أكثر، حتى نهاية عام 2021. أما بالنسبة للعائلات التي سترزق بطفل ثانٍ أو ثالث بعد يناير المقبل، فستكون مستحقة للاستفادة من برنامج رهن عقاري خاص تدعم فيه الحكومة معدلات الفائدة السنوية فوق 6%. وربما تستفيد حوالي 500 ألف عائلة على مدى خمس سنوات مقبلة.
وأخيراً قالت بلومبرج إن بوتين أعلن الإجراءات الجديدة في خطاب غير مترابط يتشابه إلى حد ما مع آراء فريدريك إنجلز حول الزواج وفضائل الدودة الشريطية، التي يقول الرئيس إنها قادرة على التكاثر ذاتياً، لأنها تحمل صفات ذكرية وأنثوية.