ما الهدف الحقيقي وراء عملية روسيا في أوكرانيا؟ التاريخ يكشف عن أسرار
فيما دخلت الحرب الأوكرانية شهرها التاسع دون حسم بعد، ووسط تصعيد روسي، أثيرت أسئلة حول الهدف الحقيقي خلف عملية موسكو العسكرية.
إلا أن الإجابة عن تلك الأسئلة كانت بين صفحات التاريخ؛ فصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، قالت في تقرير لها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لتنفيذ حلم الإمبراطورة كاثرين الثانية بإنشاء "نوفوروسيا" أو "روسيا الجديدة".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "نوفوروسيا"، أو روسيا الجديدة، كانت تشكل المنطقة التي أصبحت فيما بعد الجزء الجنوبي من دولة أوكرانيا، والتي تضم مدينة خيرسون، التي تمكنت كييف من إعادة بسط سيطرتها عليها.
الصحيفة البريطانية، قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخفِ رغبته في إعادة بناء روسيا الجديدة، مشيرة إلى أنه جعل من "نوفوروسيا" هدفًا قبل نحو عقد، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
ذلك الهدف أفصح عنه الرئيس الروسي، في خطاب ألقاه في أبريل/نيسان الماضي، ملمحاً إلى خططه تجاه أوكرانيا في السنوات القادمة، قائلا: "سوف أذكّركم: هذه نوفوروسيا"، في إشارة إلى مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، التي تشمل جميع مناطق البحر الأسود المطلة على الساحل والتي تقطنها أعداد كبيرة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
ماذا نعرف عن "نوفوروسيا"؟
- تعرف المنطقة الساحلية الجنوبية من أوكرانيا تاريخياً باسم "نوفوروسيا، وشكلت جزءا تاريخيا من الإمبراطورية الروسية على طول البحر الأسود.
- دخل المصطلح حيز الاستخدام الرسمي عام 1764، عندما سيطرت روسيا على أراضي القرم، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى عام 1917، عندما ضمت أوكرانيا المنطقة بأكملها - تمهيدًا لما سيصبح جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية.
- كان مقررا في الأصل تسمية "نوفوروسيا" تيمنا باسم الإمبراطورة كاثرين العظيمة، التي تمكنت روسيا في عهد من ضم أراضي واسعة، لكنها أمرت بتسميتها نوفوروسيا.
- يرى المؤرخون أن الاسم يتوافق مع التسميات التي كانت دائرة في ذلك العصر، عندما بدأت الدول الأوروبية في استعمار أجزاء أخرى من العالم، مثل إسبانيا الجديدة، وفرنسا الجديدة، ونيو إنجلاند.
ما أهمية المنطقة؟
- مجلة "إيكونومست" البريطانية، قالت إن لهذه المنطقة أهمية كبيرة في التخفيف من نقص المياه في شبه جزيرة القرم.
- تتمتع موانئها بأهمية استراتيجية لموسكو التي تسعى لاستعادة تواجدها على البحر الأسود.
هل هناك أوجه شبه بين بوتين وكاثرين؟
- في كتابه "ذا كونفرسيشن" (المحادثة) يقول البروفيسور كرابفل، إن أيديولوجية كاثرين وبوتين في هذه المناطق تبدو متطابقة بشكل كبير.
- البروفيسور كرابفل يقارن جهود كاثرين في بولندا بأفعال بوتين في أوكرانيا، قائلا: "زعم بوتين أنه يدافع عن الروس في أوكرانيا، مثلما فعلت كاثرين في بولندا حينما زعمت حماية المسيحيين الأرثوذكس".
- كان لكاثرين معجبون في الغرب وافقوا على خضوع الرعايا البولنديين لحكمها "المستنير"، كما "آمن" بعض الغربيين بمزاعم بوتين بشأن " إزالة النازية" في أوكرانيا والدفاع عن القيم"الأوروبية.