روسيا والغرب وأوكرانيا.. طاولة بوتين الضخمة تُثير التكهنات
في Game of Thrones كان مقعد القوة المرعب كرسيا حديديا شاهقا مصنوعا من سيوف ذائبة للأعداء المهزومين، وفي سلسلة جيمس بوند، اشتهر الأشرار بتزيين مقارهم بأحواض أسماك القرش.
لكن في الحياة الواقعية، هناك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطاولته البيضاء الطويلة المثيرة للتساؤلات والتكهنات، والتي ظهرت خلال لقائه الأخير مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في موسكو.
فما هي قصة تلك الطاولة وهل من رسالة؟
يوم الإثنين الماضي، سافر ماكرون إلي روسيا، متحمسا للقاء بوتين من أجل إيجاد "حل تاريخي" للتهديد الوشيك بالحرب بين روسيا وأوكرانيا.
لكن بعد خمس ساعات من المحادثات على الطاولة البيضاء، فشل ماكرون في انتزاع أية تنازلات كبيرة من بوتين، رغم المؤشرات الإيجابية التي أعقبت اللقاء والتي أظهرتها تصريحات مسؤولين في كل من كييف وموسكو.
وفيما غابت الرواية الرسمية لتلك الطاولة التي يبلغ طولها خمسة أمتار ومثبتة بثلاثة أعمدة سميكة وتتوسطها باقة من الأزهار، ارتفعت التكهنات والتساؤلات بشأن ما إذا كانت استعراضا للقوة، أم التزاما بإجراءات التباعد التي فرضها فيروس كورونا، ويتبعها الرئيس مع أقرب المقربين له في الكرملين.
إحدى التكهنات التي رصدتها "العين الإخبارية" في محركات البحث على الإنترنت، تقول إن الرئيس الفرنسي رفض إجراء اختبار Covid-19 الذي تطلبه روسيا بسبب مخاوف من وصول موسكو إلى حمضه النووي.
مصدران فرنسيان تحدثا لوكالة رويترز، قالا إن موسكو أبلغت ماكرون أنه بحاجة إلى إجراء اختبار PCR من السلطات الروسية من أجل الاقتراب من بوتين خلال الاجتماع بشأن الأزمة الأوكرانية.
غير أن الرئيس الفرنسي رفض ذلك، وقال أحد المصدرين "لا يمكننا قبول أن يضعوا أيديهم على الحمض النووي للرئيس".
مصدر آخر ذكر أن ماكرون أجرى اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل في فرنسا، مشيرا إلى أن روسيا أخبرت الرئيس الفرنسي والشركة أن متطلبات تفاعل البوليميراز المتسلسل الإضافية كانت بسبب إقامة بوتين في "فقاعة صحية صارمة".
لكن في وقت سابق من هذا الشهر، استضاف بوتين رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، على نفس الطاولة، وحينها كانت الرسالة التي سعت موسكو إلى تصديرها -بحسب مراقبين- هي العلاقات الوثيقة والودية بين الزعيمين، حتى لو كانا جالسين يتناقشان على مسافة بعيدة.
وسبق للرئيس الروسي أن اتبع إجراءات تجاوزت نظرائه حول العالم في التباعد الاجتماعي، وكذلك في المؤتمرات الصحفية، والاجتماعات مع مسؤولي حكومته، الذين يخضعون للحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل لقاء الرئيس.
بوتين ليس الوحيد
لم يكن بوتين الوحيد بين قادة العالم عندما يتعلق الأمر بالمفروشات المبهرجة، فزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لديه خزائن كتب كافية لمنافسة مكتبات كبيرة.
وخلال جائحة كورونا، لجأ الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى استضافة مكالمات فيديو أمام لوحة مهيبة لسور الصين العظيم.
وكذلك العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كانت لديه اجتماعات مع قادة آخرين في خيمة كبيرة مزخرفة جال بها ونصبها في دول حول العالم، بما في ذلك في حديقة فيلا دوريا بامفيلي في روما وعقار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ضواحي نيويورك.
وكان لرئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أيضا مكتب مثير للإعجاب به مكتبة كبيرة للغاية، على الرغم من أن ذلك قد يكون لأسباب أخرى، قيل إنه كان يأخذ قيلولة بعد الظهر تحتها.