«صفر تخصيب».. بوتين يدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا

فيما يعد تحولا لافتا في موقف روسيا، نقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل مباشرة إلى كل من واشنطن وطهران، مفادها دعمه لاتفاق نووي جديد يُلزم إيران بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم.
وكشف موقع «أكسيوس» الأمريكي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومسؤولين إيرانيين، بأنه يدعم فكرة التوصل إلى اتفاق نووي تُحرَم إيران بموجبه من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم، وفقًا لما أفاد به أربعة مصادر مطلعة على فحوى هذه المحادثات.
تغير في موقف روسيا التقليدي
ولطالما كانت روسيا الحليف الدبلوماسي الأبرز لإيران في ملفها النووي، واعتادت موسكو الدفاع علنًا عن «حق إيران في التخصيب»، إلا أن تقرير «أكسيوس» يشير إلى أن الرئيس الروسي بات يتبنى موقفًا أكثر صرامة خلف الكواليس، خاصة بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران.
ووفقًا للمصادر، فإن موسكو حثّت طهران على قبول اتفاق يقوم على أساس «صفر تخصيب»، وهو تحول جذري في موقفها التقليدي. كما أبلغ الروس الحكومة الإسرائيلية بهذا الموقف الجديد لبوتين. ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله: «نحن نعلم أن هذا ما قاله بوتين للإيرانيين».
وأعرب بوتين عن موقفه هذا أيضًا خلال مكالمتين هاتفيتين أُجريتا الأسبوع الماضي مع كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي هذا الإطار، أكد اثنان من المصادر أن موسكو شاركت واشنطن وتل أبيب موقفها الجديد بخصوص رفض تخصيب إيران لليورانيوم.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة عن أضرار جسيمة في منشآت إيران النووية، لكن وفقًا للتقرير، لم يتم تدمير كل كميات اليورانيوم عالي التخصيب. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية قد نجت من الضربات.
في المقابل، أوضح التقرير أن الرئيس ترامب أعلن عن رغبته في التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. وإذا ما استؤنفت المفاوضات، فسيكون من أبرز المطالب الأمريكية فرض حظر تام على أي نشاط لتخصيب اليورانيوم داخل إيران.
إيران ترفض وموسكو تواصل الضغط
ولطالما أعلنت إيران أنها تحتفظ بحقها السيادي في تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق نووي. ولكن وفقًا لمسؤول أوروبي مشارك بشكل مباشر في المحادثات، فإن روسيا تعمل على إقناع إيران بالعدول عن هذا الموقف.
وقال المصدر: «بوتين يدعم فكرة صفر تخصيب. لقد شجّع الإيرانيين على السير في هذا الاتجاه لجعل المفاوضات مع الأمريكيين أكثر سهولة». وأضاف: «لكن الإيرانيين قالوا إنهم لن ينظروا في الأمر».
وأشار التقرير إلى وجود شعور بخيبة الأمل في طهران من الموقف الروسي خلال الحرب مع إسرائيل، حيث لم تتعدّ مساندة موسكو حدود البيانات الإعلامية، ولم تقدم أي دعم عسكري مباشر.
وهذا الموقف أثار استياء الإيرانيين، خاصة وأن إيران قدمت دعمًا عسكريًا كبيرًا لروسيا خلال حربها في أوكرانيا، شمل مئات الطائرات المسيّرة الهجومية وصواريخ أرض-أرض.
لا تعليق من الأطراف
وبحسب «أكسيوس»، امتنع كل من الكرملين والبيت الأبيض عن التعليق على هذه المعلومات. كما رفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الإدلاء بأي تصريح بشأن ما ورد في التقرير.
ورغم هذا الموقف المتشدد، كشف التقرير أن موسكو عرضت في المحادثات العلنية والسرية استعدادها للتعاون على صياغة اتفاق يشمل التزامات تقنية محددة، منها:
- إخراج كميات اليورانيوم عالي التخصيب من إيران بالكامل.
- تزويد إيران بيورانيوم مخصب بنسبة 3.67% لاستخدامه في تشغيل مفاعلات الطاقة الكهربائية.
- تقديم كميات صغيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران، وإنتاج النظائر الطبية.
المفاوضات المقبلة
وأشار التقرير إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كان يُجري محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشأن استئناف المحادثات النووية. وكان من المقرر عقد لقاء بينهما في العاصمة النرويجية أوسلو، إلا أن الطرفين قررا التراجع عن الفكرة، ويجري حاليًا البحث عن مكان بديل لعقد اللقاء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز