بعد يوم من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ضحكة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وجه مسؤول بالاستخبارات الأمريكية اتهاما لموسكو.
وقال مسؤول بارز في الاستخبارات الأمريكية، اليوم الجمعة، إن شبكة آر.تي الإعلامية الحكومية الروسية شكلت شبكات من أمريكيين وغيرهم للتأثير على الناخبين لدعم المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب على حساب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وجاءت تصريحات المسؤول خلال إفادة بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، وفي ظل بذل الحكومة الأمريكية لجهود على نطاق واسع لمكافحة ما يقال إنها مساع من روسيا وإيران والصين للتأثير على الناخبين الأمريكيين قبل التصويت.
ووجهت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، اتهامات لاثنين من موظفي شبكة آر.تي بالتورط في مخطط لتكليف شركة أمريكية بإنتاج محتوى عبر الإنترنت للتأثير على التصويت.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "أظهرت جهود الحكومة الأمريكية هذا الأسبوع أن روسيا تستخدم" شركات روسية خاصة وشبكة آر.تي "لتضخيم وإذكاء الانقسامات الداخلية في الخفاء والدفع لصالح النتائج التي تفضلها روسيا للانتخابات".
وأضاف المسؤول "شكلت آر.تي شبكات من شخصيات أمريكية وغربية أخرى استخدمتها لإنتاج ونشر سرديات مؤيدة لروسيا.. يدعم هؤلاء وآخرون جهود موسكو للتأثير على تفضيلات الناخبين لصالح الرئيس السابق (ترامب) وتقليص فرص نائبة الرئيس" هاريس.
وردت قناة آر.تي على الاتهامات يوم الأربعاء بالسخرية من ذلك، وقالت لرويترز "ثلاثة أشياء مؤكدة في الحياة: الموت والضرائب وتدخل آر.تي في الانتخابات الأمريكية".
وقال المسؤول الأمريكي إن روسيا هي الخصم الأجنبي الأكثر نشاطا في محاولة التأثير على الانتخابات، بينما تركز الصين أكثر على التأثير في انتخابات المناصب السياسية الأقل أهمية.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقا إنهم لا يعتقدون أن الصين تسعى للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال مسؤول المخابرات إن إيران أصبحت أكثر نشاطا مقارنة بالدورات السابقة، وكثفت جهودها للتأثير على الناخبين في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة والكونغرس.
ولم ترد بعد السفارة الروسية في واشنطن على طلب للحصول على تعليق، ولم ترد أيضا السفارة الصينية والبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بعد على طلبات التعليق.
ونفت روسيا والصين وإيران من قبل التدخل في الانتخابات الأمريكية.
وأضاف المسؤول أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يعزز استخدام التحذيرات لأهداف عمليات التأثير الأجنبي.
وقال مسؤولون في وزارة العدل، يوم الأربعاء، إن موظفي شبكة آر.تي استخدموا شركات وهمية وشخصيات مزيفة لدفع 10 ملايين دولار لشركة لم يُكشف عن هويتها في ولاية تنيسي لإنتاج مقاطع مصورة على الإنترنت تستهدف تضخيم الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أمريكيون أمام لجنة في مجلس الشيوخ في مايو/أيار الماضي إن عددا متزايدا من الأطراف الأجنبية، من بينها جهات غير حكومية، تسعى للتأثير على الانتخابات الأمريكية، وإن روسيا والصين وإيران ليست وحدها التي تفعل ذلك، لكنها الأبرز.
كان بوتين قد قال خلال مقابلة أمس الخميس إنه يفضل هاريس على دونالد ترامب، مشيرا إلى أن ضحكتها "التي تنشر البهجة" هي السبب الذي ربما يجعلها أقل ميلا نحو توقيع عقوبات على روسيا.
وكان بوتين يبتسم وهو يدلي بتعليقه، وهو واحد من بين عدة تعليقات ساخرة على ما يبدو أدلى بها فيما يتعلق بالحملة الأمريكية.