20 عاما في حكم روسيا.. محطات بارزة برئاسة بوتين
في السابع من مايو/أيار من عام 2000 تولى فلاديمير بوتين منصب الرئاسة لأول مرة، وخلال تلك الفترة برزت عدة محطات في مسيرة بوتين
قبل عشرين عاما وتحديدا في السابع من مايو/أيار من عام 2000 تولى فلاديمير بوتين منصب الرئاسة لأول مرة، وخلال تلك الفترة برزت عدة محطات في مسيرة بوتين على رأس الدولة العظمى.
فلاديمير بوتين سياسي روسي وضابط مخابرات سابق شغل منصب رئيس روسيا لأربع ولايات بينها ولايتان منذ عام 2012، وأخريان سابقتان من عام 2000 حتى 2008، وبينهما تولى رئيس وزراء روسيا تحت رئاسة أحد المقربين منه وهو ديمتري ميدفيديف، كما أنه من المرجح بشدة أن يترشح لولاية خامسة عقب إقرار تعديلات على الدستور الروسي.
ولد بوتين في لينينغراد، روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، ودرس القانون في جامعة ولاية لينينغراد، وتخرج في عام 1975.
كان بوتين ضابط مخابرات في المخابرات السوفيتية لمدة 16 عامًا، وارتقى إلى رتبة ملازم أول قبل استقالته عام 1991 لدخول السياسة في سانت بطرسبرغ. انتقل إلى موسكو في عام 1996 وانضم إلى إدارة الرئيس السابق بوريس يلتسن حيث شغل منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهي الوكالة التي حلت محل الـ(KGB)، ثم رئيسا للوزراء، وأصبح القائم بأعمال الرئيس في 31 ديسمبر 1999، عندما استقال يلتسن.
حفل التنصيب الكبير
في قصر الرئاسة الروسية الكبير المعروف بـ"الكرملين" في 7 مايو عام 2000 جرت مراسم حفل التنصيب الكبير، والتي شملت قسم بوتين أمام علم روسيا ونسخة خاصة من الدستور، ليعلن رئيس المحكمة الدستورية بحضور رموز السلطة.تولي بوتين منصب الرئيس، خلفا للرئيس السابق بوريس يلتسن.
الحرب الشيشانية الثانية 1999
حمـَّلت روسيا الانفصاليين الشيشان تفجيرات إرهابية عديدة شهدتها البلاد واستهدفت مواقع مدنية وسقط خلالها ضحايا خاصة أن الحرب في الشيشان المستقلة وقتئذ حديثا عن روسيا جذبت عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب وتنظيمات متطرفة، فكانت الحرب الشيشانية الثانية خلال تولي بوتين.
واجه الجيش الروسي وقوات موالية لروسيا في الشيشان الانفصاليين في معارك مفتوحة، وطوقوا عاصمة الشيشان غروزني بعد حصار شتائي استمر من أواخر 1999 إلى فبراير 2000، وحينها أسست روسيا قاعدة مباشرة في الشيشان في مايو 2000.
رغم تمكن الانفصاليين الشيشانيين من تكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة لكن الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الروس اعتبرت انتهاكا لحقوق الإنسان وأدت إلى إدانة دولية.
استطاعت روسيا ومع تصعيد المواجهات منذ 2005 في ضبط الأوضاع في الشيشان إلى حد كبير حيث تولت في الشيشان حكومات تدين بالولاء لروسيا فيما تشير التقديرات غير الرسمية إلى أكثر من 250 ألف قتيل أو مفقود خلال تلك الحرب الطويلة، ولا توجد إحصائية واضحة للخسائر الروسية.
أزمة القرم
في عام 2014 وعقب الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، اندلعت أزمة القرم حين تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضًا على الأحداث الجارية في كييف وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا.
على الجانب الآخر تظاهرت جماعات إثنية أخرى لتأييد الثورة، لتعلن روسيا في مارس/آذار ضم جزيرة القرم إليها مجدداً، عقب الاستفتاء العام الذي جرى في نفس الشهر والذي صوت اكثر من 96% من الناخبين في جمهورية القرم، ونسبة مقاربة من سكان مدينة سيفاستوبول، لصالح الانضمام إلى روسيا.
قرار روسيا وحسمها العسكري للأزمة أثار حفيظة الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال للقضية تداعياتها حتى اليوم وصلت لحد فرض عقوبات على موسكو.
وعارض الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما التحركات الروسية بينما دعا الاتحاد الأوروبي الجميع احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها بشكل دائم"، ودعت موسكو إلى "التعبير عن وجهة نظرها بوسائل سلمية"
بوتين وكيم وجها لوجه لأول مرة
عقدت أول قمة تجمع فلاديمير بوتين، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في ربيع عام 2019 في مدينة فلاديفوستوك الروسية، واستغرقت المحادثات ثلاث ساعات ونصف الساعة.
وخلال المحادثات تطرق الجانبان إلى تطوير العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين، وكذلك الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
جاء اللقاء بعد دعوات متكررة وجهها بوتين منذ أن بدأ كيم حملته الدبلوماسية في 2018 في وقت تسعى فيه بيونج يانج إلى تمتين العلاقات مع حليفها الروسي بعد وصول المحادثات النووية مع واشنطن إلى مأزق.
محطة قطار فلاديفوستوك تمثل نقطة تاريخية للعلاقات بين البلدين حيث كان والد كيم وجده قد توقفا في هذه المحطة أيضا في رحلاتهما، حيث يوجد مبنى خشبي صغير يُعرف باسم بيت كيم إيل سونغ يحيي ذكرى الصداقة الروسية الكورية.
بوتين وسيادة سوريا
بدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في سبتمبر 2015، استجابة لطلب الرئيس السوري بشار الأسد كدعم عسكري من موسكو من أجل كبح قوى الإرهاب وعلى راسها تنظيم داعش في ذلك البلد الذي يمثل حليفا قويا لروسيا.
كما تم الإعلان عن تشكيل مركز معلوماتي في بغداد تشارك فيه روسيا وإيران والعراق وسوريا لمحاربة تنظيم داعش.
وزار فلاديمير بوتين في 11 ديسمبر عام 2017، قاعد حميميم الجوية في سوريا وأعلن وقتها انسحاب عدد كبير من القوات الروسية، مؤكدا أنه بفضل القوات الجوية الروسية تم الحفاظ على سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة.
بوتين وترامب
"لم يكن أحد قاسيا مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين كما كنت. وهو يعرف هذا أفضل من أي شخص آخر. انظروا إلى العقوبات، انظروا إلى ما فعلته مع خط أنابيب الغاز (السيل الشمالي) إلى أوروبا.. ولكن في نفس الوقت لدي علاقات جيدة للغاية مع بوتين."
هكذا صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علاقات بلاده مع روسيا وتحديدا عقب توليه الرئاسة، وبعد ما شاب علاقات البلدين من فتور خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ورغم عدم استقرار منحنى العلاقات الروسية الأمريكية خلال فترة ترامب، لكنها تظل الأفضل من سابقاتها مع الرؤساء الأمريكيين السابقين.
اتهامات الحزب الديمقراطي الأمريكي بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها ترامب على المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتأثير على نتائج تلك الانتخابات كانت أبرز القضايا التي مست علاقات البلدين في السنوات الأخيرة ولكنها انتهت بتحقيق رسمي انتهى إلى تبرئة ترامب من تلك الاتهامات ليبدو أن منحنى العلاقات بين البلدين أخذ طريقه في الصعود.
وفي يوليو/ تموز 2018 أهدى الرئيس الروسي نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، كرة قدم تحمل شعار كأس العالم لكرة القدم، على خلفية استضافة روسيا لكأس العالم في نسخة 2018، وأعلنت وكالة "بلومبرج" الأمريكية حينها أن الكرة مجهزة بشريحة اتصالات، اتضح فيما بعد أن جميع الكرات تحمل هذه الشريحة ولا تنقل أية معلومات.
أزمة كورونا
تمكنت روسيا من الحد من أزمة فيروس كورونا لكن ذروة انتشار المرض لم تأت بعد، حسبما صرح الرئيس الروسي بوتين.
وتعمل الحكومة الروسية على اتخاذ تدابير مختلفة لدعم قطاعات اقتصادية متعددة في ظل جائحة كورونا والتدابير التي تم اتخاذها للحد من انتشار الفيروس ما أثر على الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
ورغم الإجراءات الحكومية باتت روسيا، الأربعاء، خامس دولة أكثر تضررا بوباء كورونا في أوروبا مسجلة حوالي 10 آلف حالة إضافية لليوم الرابع على التوالي ، فيما ترأس الرئيس فلاديمير بوتين، اجتماعا لبحث البدء بتخفيف إجراءات العزل تدريجا.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للإصابات في البلاد 165 ألفا و929 مع 1537 وفاة حيث أصبحت البلاد بؤرة جديدة للفيروس في الأيام الماضية مع تسجيل أعلى عدد إصابات جديدة في أوروبا.