بوتين وترامب.. شهر عسل لن يدوم طويلا
خبراء يرون أن العلاقة الغرامية بين بوتين وترامب، التي ظهرت بعد إعلان فوز ترامب، قد تتغير بعد عام أو عام ونصف
فرح مؤيدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بفوز دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية، إلى حد كبير لما شهدته العلاقات الروسية مع واشنطن من تدهور ملحوظ خلال إدارة باراك أوباما.
وعلى الرغم من أن سياسة إدارة ترامب لا تزال غير واضحة، إلا أنها ستكون مختلفة، وستغير السياسة الأمريكية تجاه روسيا إلى الأفضل، وهذا سبب كافٍ لجعل ترامب الخيار الأفضل للروس، الذين يعتقدون أن رئاسة أمريكية بقيادة هيلاري كلينتون كانت ستصبح مجرد "4 سنوات إضافية من الحدة".
صحيفة "يو إس إيه توداي" قالت في تقرير بعنوان "هل تستمر العلاقة الغرامية بين روسيا وترامب؟"، إن النخبة السياسية الروسية تشارك المواطنين الروس هذه المشاعر، مشيرة إلى أن مجلس الدوما الروسي صفق بشدة، وتبادل النائب القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي، أنخاب الشمبانيا مع زملائه النواب، فور سماع خبر فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية. وفي الواقع، رأى العديد من النواب الروس فوز ترامب كفوز جزئي لهم.
ترامب، في النهاية، دعا بوضوح إلى تحسين العلاقات مع روسيا. وفي حملته الرئاسية أعرب عن دعمه للعديد من المواقف التي يتخذها الكرملين حول قضايا مهمة للمصلحة الوطنية الروسية، ومنها التحالف الروسي مع بشار الأسد في سوريا، والتشكيك في دور حلف الناتو في أوروبا الشرقية.
وحسب محللين، تشير هذه التصريحات وردود الأفعال الروسية إلى حلم الكرملين ليس فقط بحليف في البيت الأبيض، بل نهاية العقوبات الغربية التي عمقت المشكلات الاقتصادية الروسية وسط تراجع أسعار النفط العالمية.
تقول ماريا ليبمان، محررة في كاونتربوينت جورنال، في تصريح ليو إس إيه توداي: "إذا لم يعد الأمريكيون مصرين على العقوبات، ستكون هذه المعجزة التي يتوق إليها الاقتصاد الروسي".
وتضيف: "إذا لم يساعد هذا على نمو الاقتصاد الروسي، فعلى الأقل سيساعد على وقف انحداره".
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، كان أيضا من بين السياسيين الروس الذين فرحوا باحتمالات الانفراجة في العلاقات الروسية الأمريكية، ففي العديد من التصريحات التي أدلى بها عبر التلفزيون الروسي الرسمي، أشاد بيسكوف بالتشابهات بين اتجاهات بوتين وترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وبالنسبة لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، فهي تعكس التغيير المفاجئ في النبرة، كما ذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها.
وأضافت أنه إذا كانت معاداة أمريكا قد ارتفعت إلى مستويات هائلة لم تحدث منذ الحرب الباردة، خلال حكم أوباما، فإن حوالي 70% من الروس يرغبون الآن في علاقات أفضل مع الغرب.
ونقلت الصحيفة عن فلاديمير فرولوف، محلل السياسة الخارجية، قوله إن الروس كانوا يعتبرون إدارة أوباما قليلة الاحترام مع الآخرين. لافتا إلى أن الرئيس أوباما سمم العلاقات مع روسيا بطريقة لا يمكن إصلاحها.
وأوضح أن الكرملين يرى روسيا كدولة تسعى إلى الحصول على مكانتها كقوة عالمية تحت حكم بوتين. محذرا من أن أي شراكة ناشئة بين بوتين وترامب ينبغي أن تكون بحدود، نظرا لطموحات روسيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وأردف قائلا: "امنحهم عاما أو عاما ونصف العام من العلاقة غير العقلانية نسبيا بينهما. لكن، بعد مرور هذه الفترة، ربما تجد أحدهم غزا دولة ما، ثم يبدأ كل شيء من جديد".
وفي الواقع، ينتاب البعض الشك حيال أهمية السياسة الخارجية للتصورات الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ومع تعثر الاقتصاد الروسي، تحول بوتين نحو المغامرات العسكرية الأجنبية مثل ضم شبه جزيرة القرم، والتدخل العسكري في سوريا، على سبيل المثال، لإضفاء الشرعية على حكمه وإخفاء الإنجازات المحدودة في بلاده.
وحتى المعارضة المحاصرة في روسيا ترى جانبا مضيئا في بيت أبيض بقيادة ترامب، حسب قول يو إس إيه توداي.
يقول ديمتري ستيبانوف، عضو المعارضة الروسية الجديدة، إن بوتين بدأ بالفعل حملة دعائية بأن ترامب ليس عدوا لروسيا بل مثالي. وتابع أن الكرملين كان يلقي بلائمة مشكلات الروس على الولايات المتحدة، لكن الآن حيث يبدو التقارب بين بوتين وترامب، لن تكون الولايات المتحدة "بعبع" بالنسبة للروس بعد الآن، وسيدرك الشعب الروسي أن بوتين وفريقه هم المسؤولون عن جميع مشكلاتهم.