مظهر ومزاج بوتين.. هل غيرته حرب أوكرانيا الطويلة؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن الحالة النفسية للزعيم الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا، مشيرة إلى أنه أصبح مرتاحا وصبورا وأكثر ثقة.
ورصد محللون للصحيفة الأمريكية ما قالوا إنه تغيير طرأ على مظهر ومزاج الرئيس الروسي خلال الفترة الأخيرة، مشيرين إلى أنه كان في الفترة السابقة يبدو وكأنه متوتر وغاضب وحتى مرتبك، حتى إنه أمضى أيامًا بعيدًا عن الأنظار، وهدد الغرب بضربات نووية، وهاجم المناهضين للحرب ووصفهم بأنهم "حثالة".
لكن الرئيس الروسي الذي بدأ أول جولة خارجية له منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر، ظهر بمظهر يشبه إلى حد كبير صورته قبل الحرب، مرتاحا وصبورا وواثقا في نفسه.
وقال التحليل، إن بوتين يمكنه الصمت لأسابيع في فترات الضغط العالي، ففي الأسابيع التي تلت بدء الحرب مر عدة أيام دون أن يظهر أمام الكاميرا، لكن في حالات أخرى، يمكن لبوتين الشروع في سلسلة من الأحداث الحرة، كما فعل هذا الشهر عندما أمضى أكثر من 90 دقيقة في جلسة مجلس المدينة مع رواد الأعمال الشباب، وبعد أسبوع، عندما ظهر لمدة أربع ساعات تقريبًا على خشبة المسرح في منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي.
رسائل جولته الخارجية
ووصف التحليل الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، بدقة كيف أن الرئيس الروسي سار الأربعاء مبتسما عبر مدرج مطار تغمره أشعة الشمس في تركمانستان، وخلع سترته قبل أن ينزل إلى سيارته الليموزين المدرعة للتوجه لحضور اجتماع قمة يضم خمس دول.
والرحلة، بحسب الصحيفة الأمريكية، يبدو وكأنها جزء محسوب من التحركات المضادة لقمة الناتو، حيث كانت الدول الغربية تعلن عن رؤية استراتيجية جديدة مع موسكو، خصمهم الأساسي، في حين بعث بوتين برسالة إلى الروس والعالم مفادها بأنه رغم القتال في أوكرانيا، فإن الكرملين يستقر على الروتين مرة أخرى.
وكانت رحلة بوتين، أحدث خطوة في تحول أوسع أصبح واضحًا في الأسابيع الأخيرة، فقد بات الزعيم الروسي يعتقد من داخله بشكل راسخ أنه نجح في تحقيق الاستقرار لجهوده الحربية، ونظامه الاقتصادي والسياسي، بعد الإخفاقات العسكرية الأولية لروسيا وسيل من العقوبات الغربية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن عباس جالياموف، كاتب الخطابات السابق لبوتين، وهو الآن مستشار سياسي يعيش في إسرائيل، قوله، إن رسالة بوتين هذا الأسبوع هو أن عزلة روسيا العالمية بعيدة عن أن تكون كاملة، والتصريحات في قمة الناتو، والتصميم على دعم أوكرانيا ليست مثيرة للقلق.
لكن اجتماعات بوتين الخارجية كانت أيضًا ذات أهمية رمزية لجمهور الرئيس في الوطن، حيث قدمت صورة منقسمة على الشاشة للنشاط الدبلوماسي والقوة الناعمة الروسية في الوقت الذي اجتمع فيه قادة الغرب في مدريد يعبئون بلادهم ضد موسكو.
ووجه بوتين رسائل هامة للغرب الذي يتعرض لآثار جانبية مؤلمة للحرب، وأصر مرة أخرى على أنه ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب، قائلا عن القتال: "العمل يسير بسلاسة وإيقاع، ليست هناك حاجة للحديث عن التوقيت، ثم قال اليوم مرة أخرى "إنه لن يتراجع".
تغير خطابات الرئيس الروسي
وقال التحليل في الآونة الأخيرة، خفف بوتين من حدة التهديدات الخطيرة، وعاد إلى شخصية عامة أكثر استرخاءً، وفي مقابلة غير رسمية، قارن الزعيم الروسي معركته بحروب بطرس الأكبر للاستيلاء على القرن الثامن عشر، موضحًا أنه رأى نفسه كشخصية تاريخية في سعيه الذي استمر لسنوات لاستعادة الأراضي المفقودة.
ويبدو أن استراتيجية بوتين الآن هي انتظار انتهاء الأمور، وتوقع أن تتعثر العزيمة الغربية تحت الضغط الاقتصادي وانهيار حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بينما تحشد روسيا قواتها ومدنها، ويرى المحللون أن بوتين يعتقد أن الرئيس بايدن يضع قيودًا على حجم مساعدته لأوكرانيا لتجنب اندلاع حريق أوسع.
ولم يذكر بوتين أوكرانيا أو مواجهته مع الغرب في خطابه الذي دام ثماني دقائق في تركمانستان الأربعاء الماضي، وهي علامة أخرى على كيفية توقع عودته إلى العمل كالمعتاد، وبدلاً من ذلك، تحدث عن الجهود الروسية لتحسين النقل والسياحة في المنطقة ومعالجة التلوث ومصايد الأسماك المستنفدة.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز