لغز في أزمة أوكرانيا: أين سفير الولايات المتحدة؟
وسط معارك دبلوماسية تقودها واشنطن ضد التهديد الروسي لأوكرانيا، ظهر لغز جديد يرتبط بعدم تسمية الرئيس جو بايدن سفيرا أمريكيا لدى كييف.
وطرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سؤالًا حول سر عدم تسمية بايدن سفيرًا أمريكيا جديدا لدى أوكرانيا، رغم مرور أكثر من عام على وصوله للبيت الأبيض.
ووصفت الصحيفة الأمريكية هذا الأمر بأنه "لغز" في قلب أزمة التهديدات الروسية بغزو أوكرانيا.
وأكدت أن إدارة بايدن والحكومة الأوكرانية لم تقدما تفسيرا واضحا لهذا التأخير، فيما يقول دبلوماسيون إنه "محير وغير مبرر" حتى في الظروف العادية، رغم أن علاقة واشنطن بكييف تحظى حاليا بأهمية أكثر من أي وقت مضى.
ويرى الخبراء أن وجود سفير متفرغ يمكنه المساعدة في تسوية العلاقات الحرجة التي ظهرت بين إدارة الرئيسين جو بايدن وفلاديمير زيلينسكي، على الرغم من اعتماد أوكرانيا الكبير على واشنطن في دفاعها ضد روسيا.
لكن لم يتضح كذلك مدى استعداد الأوكرانيين لاستقبال مبعوث من بايدن، الذي قدم مرشحا إلى كييف للموافقة عليه منذ أسابيع.
وضع يفرض بدوره بمزيد من الإثارة، بالنظر إلى أنه ظل شاغرا منذ عام 2019، عندما أزاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب آخر شاغل للمنصب وهو ماري إل يوفانوفيتش.
وساهم هذا الإجراء في المساءلة الأولى بحق ترامب التي أجراها الكونجرس، في اتهامات إساءة استغلال نفوذه في السياسة الخارجية بشأن أوكرانيا لأغراض سياسية.
ولا يشكك المسؤولون الأمريكيون في التقارير التي ظهرت منذ شهرين، وتفيد بأن بايدن ينوي ترشيح الدبلوماسية المخضرمة، بريدجيت برينك، لتصبح سفيرة لدى أوكرانيا. وبرينك تتولى حالية سفارة سلوفاكيا.
وأرسلت الولايات المتحدة اسم برينك إلى الحكومة الأوكرانية الشهر الماضي من أجل المراجعات المعتادة وموافقة الحكومة المضيفة، في تقليد دبلوماسي يعرف بالمصطلح الفرنسي "الاعتماد agrément"، ويتوق مسؤولو بايدن للحصول على موافقة كييف حتى يتمكنوا من تقديمها إلى مجلس الشيوخ للتصديق عليها.
وخلال زيارة إلى كييف في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه "يتوقع أن يكون الترشيح قريبًا جدا".
ولم يتضح السبب وراء عدم موافقة الحكومة الأوكرانية على برينك.
وفي حين أنه من غير المعتاد أن تقضي حكومة مضيفة بضع أسابيع في التدقيق بشأن سفير محتمل، يكون الجدول الزمني أقصر في كثير من الأحيان.
ويقول الدبلوماسيون إنهم يتوقعون أن ترحب أوكرانيا بمزيد من الاهتمام الأمريكي رفيع المستوى.
ولم يرد ممثلو وزارة الخارجية الأوكرانية وسفارتها في العاصمة واشنطن على طلبات التعليق.
والأسبوع الماضي، أفادت قناة تليفزيونية أوكرانية بأن وزير خارجية البلاد ديمترو كوليبا أكد أن حكومته تنظر في ترشيحها.
وإذا بدأت روسيا غزوا شاملًا لأوكرانيا من شأنه أن يهدد كييف، فمن الممكن، بالطبع، أن يتم إجلاء موظفي السفارة الأمريكية من البلاد.
وتدير السفارة الأمريكية في كييف القائمة بالأعمال كريستينا كفين. وقال دبلوماسيون مخضرمون إن كفين تحظى بتقدير كبير في السلك الدبلوماسي بأوكرانيا، لكن بحكم التعريف فإنها تفتقر إلى صفة المبعوث الذي عينه البيت الأبيض ووافق عليه مجلس الشيوخ.
وقال إريك روبين، رئيس رابطة الخدمة الخارجية الأمريكية، وهو المجموعة النقابة والمهنية التي تمثل الدبلوماسيين الأمريكيين، إن وجود سفير سيساعد العاصمتين في تنسيق رؤاهم ورسائلهما العامة.
وأضاف روبين: "أن عدم وجود ليس فقط سفير أمريكي إلى أوكرانيا بل حتى مرشح لأن يكون سفيرًا إلى أوكرانيا في وقت الأزمة أمر مقلق ومؤسف"، لافتا إلى أن "عدم إرسال سفير إلى البلاد يمكن اعتباره مؤشرا على أننا لا نبالي".
ولم يرشح بايدن بعد سفراء إلى عدة دول، لكن القليل منهم إن وجدوا بنفس أهمية أوكرانيا، ويقول دبلوماسيون وخبراء إنهم في حيرة من أمرهم حول سبب استغراقه وقتا طويلا في اتخاذ القرار بشأن مرشح مفترض.
ويتكهن بعض الدبلوماسيين والخبراء أن البيت الأبيض ليس لديه رغبة كبير في جلسة موافقة مجلس الشيوخ التي قد تتحول إلى نقاش بشأن "نورد ستريم 2"، خط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا الذي انتقد أعضاء الحزبين الرئيس بايدن لعدم معارضته بقوة أكبر.
فيما لم يتضح كذلك السبب وراء عدم موافقة أوكرانيا فورا على برينك، التي تعمل بالسلك الدبلوماسي منذ أكثر من عقدين من الزمان، وأرسلت إلى جمهوريتين سوفيتين سابقتين: أوزباكستان وجورجيا.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA=
جزيرة ام اند امز