"ضوء أحمر".. روسيا تخفض بعثتها الدبلوماسية في أوكرانيا
أعلنت روسيا، السبت، خفض طاقمها الدبلوماسي بأوكرانيا في قرار يفاقم المخاوف من احتمال غزو الجارة؛ الطرح الذي يخشاه الغرب بشدة.
تعديل على تواجدها الدبلوماسي في أوكرانيا تؤكد موسكو أنه يأتي "تحسبا لاستفزازات محتملة" من قبل كييف أو "دول أخرى"، مشيرة إلى أن سفارتها وقنصلياتها في هذا البلد ستستمر في أداء مهامها الرئيسية، وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ردا على سؤال حول تقارير إعلامية تفيد بأن موسكو خفضت بشكل ملموس عدد موظفي سفارتها في كييف وقنصلياتها العامة في مدن لفيف وأوديسا وخاركيف، إن عددا من وسائل الإعلام الغربية، منها صحيفة "نيويورك تايمز"، أوردت قبل شهر تقريبا مزاعم عن "إجلاء دبلوماسيين روس من أوكرانيا" وذلك خلال عطلة عيد رأس السنة عندما توجه عدد من أطفال الدبلوماسيين الروس من أوكرانيا إلى الوطن لزيارة عوائلهم.
وأضافت: "نفهم الآن أن هذه الافتراءات جاءت بهدف توفير تغطية إعلامية لشروع الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ودول أخرى بإجلاء دبلوماسييها وعوائلهم من سفاراتها في أوكرانيا، ويوم أمس أعلنت إسرائيل أيضا عن بدء الإجلاء".
وذكرت أن روسيا خلصت، مع مراعاة التأثير الذي تحظى به واشنطن ولندن على كييف ودورهما في إدارة العمليات في أوكرانيا عموما، خلصت إلى استنتاج مفاده أن "الزملاء الأمريكيين والبريطانيين يملكون معلومات على الأرجح عن خطوات ما قائمة على استخدام القوة يجري التحضير لها في أوكرانيا ومن شأنها تعقيد الوضع الأمني بشكل ملموس".
وتابعت: "في هذه الظروف تبنينا بالفعل قرارا بتعديل عدد موظفي مؤسساتنا الدبلوماسية في أوكرانيا، تحسبا لاستفزازات محتملة من قبل نظام كييف أو دول أخرى".
ولفتت زاخاروفا إلى أن قنصلية روسيا وقنصلياتها في أوكرانيا ستستمر في أداء مهامها الرئيسة.
الفصل الأخير؟
تطورات حثيثة تطوق الأزمة الأوكرانية وسط تعزيزات روسية على الحدود، ومخاوف غربية من أن تقدم موسكو على اجتياح الدولة السوفيتية السابقة تماما كما فعلت حين ضمت جزيرة شبه القرم في 2014.
ومع أن روسيا تنفي بشدة نيتها التوغل إلى ما وراء حدودها مع جارتها، إلا أن الحيثيات على الأرض تمنح انطباعا بأن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات نحو الأسوأ.
واليوم السبت، اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية أنه "من المهم للغاية التحلي بالهدوء" وعدم الاستسلام للهلع في وجه التهديد بحصول غزو روسي.
وقالت الوزارة في بيان: "في هذه المرحلة من المهم للغاية التحلي بالهدوء وتعزيز البلاد داخليا وتجنب التصرفات التي تزعزع استقرار الوضع وتزرع الذعر".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه سيتحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، السبت، في محاولة أخيرة لتجنب غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي عقده في فيجي "لا نزال نرى مؤشرات مقلقة جدًا لتصعيد روسي بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا".
واعتبر أنه "إذا كانت روسيا مهتمة فعلا بحل الأزمة التي افتعلتها بنفسها، من خلال الدبلوماسية والحوار، فنحن مستعدّون للقيام بذلك"، قبل أن يستطرك: "لكن يجب أن يحصل ذلك في إطار تخفيف التصعيد. حتى الآن، لم نرَ إلا تصعيدا من جانب موسكو".
وتابع أنها "لحظة مفصلية"، معربا عن استعداد واشنطن لما سيحصل، دون أن يغفل الإشارة إلى العقوبات التي ستفرضها بلاده على موسكو حال غزوها لأوكرانيا.
وحول توقيت الاجتياح المحتمل، قال إنه قد يحصل "في أي وقت. لا نعلم ما إذا كان الرئيس بوتين اتّخذ هذا القرار، لكننا نعلم أنه أوجد القدرة على التحرك خلال فترة قصيرة جدا".
العالم يستنفر
حالة استنفار تسود العالم في ظل سيناريو يشي بغزو محتمل وشيك لأوكرانيا، خصوصا عقب تداول تقرير سابق يتحدث عن وصول أكياس الدم للجنود الروس على الحدود.
وفي الولايات المتحدة، لا يبدو الأمر أقل توترا، حيث قال مسؤولون أمريكيون، السبت، إن واشنطن تعد خطة لإخلاء سفارتها في كييف تحسبا لأي غزو روسي لأوكرانيا.
وأشاروا إلى أن الخارجية الأمريكية ستعلن اليوم خطة إجلاء دبلوماسييها من السفارة بكييف، مع احتمال نقل عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين غرب أوكرانيا عند الحدود البولندية.
أيضا سفارة الإمارات في كييف أوصت مواطنيها بتأجيل السفر إلى أوكرانيا حاليا.
وبالتزامن مع ذلك، قال مصدر مطلع لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن دبلوماسيين وموظفين قنصليين روس بدأوا بمغادرة أوكرانيا.
وانضمت كل من كندا وأستراليا ونيوزيلندا وفنلندا إلى الدول التي دعت مواطنيها لمغادرة أوكرانيا في أسرع وقت وسط توتر الوضع ما يرسم في الأفق "ضوءا أحمر" ينذر بحرب قد تكون من أروع ما يشهده العالم بالسنوات الأخيرة بعد فيروس كورونا.