واشنطن وسيؤول.. محاولة للتوافق حول المعضلة الكورية
أكدت واشنطن وسيؤول ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية المنسقة لتحقيق تقدم ملموس نحو هدف نزع السلاح النووي لبيونج يانج بشكل كامل.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج بسحب بيان وزارة الخارجية في كلا البلدين.
وشدد بلينكن وبونج على مساعي التواصل مع كوريا الشمالية، بما في ذلك الجانب المتعلق بالمساعدات الإنسانية.
وعلى الرغم من أن الحليفين يريدان من بيونج يانج التخلي عن أسلحتها النووية وإنهاء برنامجها للصواريخ، فإنهما اختلفا أحيانا بشأن الأسلوب، إذ يميل رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن إلى بناء علاقات اقتصادية بين الكوريتين، في حين تصر الولايات المتحدة منذ أمد طويل على التحرك لنزع السلاح النووي كخطوة أولى.
وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، في بيان بشأن الاتصال الهاتفي بين بلينكن وتشونج، إنهما اتفقا على إجراء مناقشات تفصيلية عن سبل التعاون مع كوريا الشمالية، بما في ذلك التعاون الإنساني ومواصلة بذل جهود للحوار معها.
وأضافت الوزارة، في بيانها، أن الوزيرين اتفقا على مواصلة الجهود الدبلوماسية المنسقة، لتحقيق تقدم ملموس نحو هدف نزع السلاح النووي بالكامل وإحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.
بدوره، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن بلينكن أكد دعم بلاده للحوار والتعاون بين الكوريتين.
والأسبوع الماضي، أعادت الكوريتان تشغيل الخطوط الساخنة التي قطعتها كوريا الشمالية قبل عام، وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية إن مون وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يسعيان لإصلاح العلاقات المتوترة واستئناف الاجتماعات بينهما.
والشهر الماضي، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إن وزير الخارجية الكوري الجنوبي جونج أوي-يونج، ونائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان اتفقا على العمل الوثيق لإعادة كوريا الشمالية إلى محادثات نزع السلاح النووي.
وجاء ذلك خلال زيارة مجاملة قامت بها "شيرمان" لـ"جونج" في سيؤول.
وأدانت كوريا الشمالية، مؤخرا، إنهاء واشنطن للمبادئ التوجيهية التي تحد من مدى الصواريخ الكورية الجنوبية، متهمة إياها بانتهاج "سياسة عدائية" و"التعامل المزدوج المخزي".
وتوصلت سيؤول وواشنطن في وقت سابق إلى اتفاق يمنح كوريا الجنوبية مزيدًا من الاستقلال فيما يتعلق بنطاق ترسانتها الصاروخية.
وكجزء من اتفاق يعود تاريخه إلى عام 1979، وافقت كوريا الجنوبية على ألا يزيد مدى أي من صواريخها المصنعة محليا على 180 كيلومترا، مقابل الحصول على الصواريخ وتكنولوجيا الصواريخ الأمريكية.
وعدلت الدولتان اتفاق 1979 عدة مرات في ضوء التهديد النووي القادم من كوريا الشمالية. وفي الآونة الأخيرة سُمح لكوريا الجنوبية باستخدام صواريخ يصل مداها إلى 800 كيلومتر برؤوس حربية يصل وزنها إلى 500 كيلوجرام.
كما ألغت الدولتان العام الماضي القيود التي تمنع كوريا الجنوبية من استخدام الوقود الصلب، والذي يجعل الصواريخ أسرع. ويمكن أن يمهد التغيير في السياسة الطريق لكوريا الجنوبية لإطلاق أقمار التجسس الخاصة بها.