الأهرامات.. كيف وصلت درة الآثار المصرية إلى الأراضي الألمانية؟
الأهرامات الألمانية تستخدم كمصيدة لرصاص المتدربين في النادي ويستغلها هواة الدراجات النارية والطيران الشراعي بشكل غير قانوني
يعرف الجميع في كل بقاع الدنيا "أهرامات الجيزة"، إحدى عجائب الدنيا السبع، ويأتي إليها السياح من كل مكان، وتملأ صورها وسائل الإعلام، والأفلام، والملصقات الإعلانية، وباتت مصدر إلهام لكثر حول العالم.
وفي قلب ألمانيا، يوجد أكثر من هرم على طريقة "أهرامات الجيزة"، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة هذه الكيانات، وسبب تشييدها، والقصص التاريخية المثيرة المرتبطة بها.
"العين الإخبارية" ترصد هذه الأهرامات والقصص المتداولة حولها في التقرير التالي.
الأهرامات السوداء
في المنطقة الحدودية بين ولايتي تورينجن وساكسونيا أنهالت، وبالتحديد في بلدة زينجرهاوزن، وسط ألمانيا، توجد منطقة غامضة تعرف بـ"الثقب الأسود" في التاريخ الألماني، وتتميز بـ"الأهرامات السوداء" التي يضاهي حجمها أهرامات الجيزة.
وتتواجد هذه الأهرامات التي يبلغ ارتفاع بعضها إلى 150 مترا، في قلب الخضرة والطبيعة الخلابة، وفي منطقة اعتبرت لعقود مركزا للطاقة والمناجم.
وترتبط هذه المنطقة بالعديد من القصص التاريخية والأساطير وتقع على مقربة من منطقة أيسليبن، محل ميلاد ووفاة مارتن لوثر الراهب والقس الألماني ومهندس الإصلاح الديني في أوروبا.
وفي أسفل الأهرامات السوداء يوجد ناد للرماية، ومساحات خضراء ومناطق سكنية كبيرة، لكنها لا تحجب الأهرامات الضخمة، ويمكن للمشاة رؤيتها من أي مكان.
وفي هذا الإطار يقول هيربرت لانجه، مدير نادي الرماية "كنت في مصر قبل سنوات ونشأت بيني وبين بعض المصريين صداقة قوية، وأخبرتهم أننا لدينا أهرامات أكبر من أهرامات الجيزة، وأرسلت صورها إليهم".
لكن الأهرامات الألمانية تستخدم في الوقت الراهن كمصيدة لرصاص المتدربين في النادي، ويستغلها هواة الدراجات النارية والطيران الشراعي في أنشطتهم بشكل غير قانوني.
غير معروف على وجه الدقة متى تشكلت هذه الأهرامات السوداء، لكن المعروف أنها بنيت من تراكم مخلفات مناجم النحاس التي اشتهرت بها المنطقة.
ووفق راديو "اس إر أف" السويسري "خاص"، فإن أحد الأهرامات السوداء الذي يبلغ ارتفاعه 3 أمتار فقط، يعود إلى زمن والد مارتن لوثر، في العصور الوسطى، إذ كان لوثر نشطا في مجال التعدين والمناجم، ويعتبر هذا الهرم الصغير أهم كومة حجارة في التاريخ الألماني.
ويفسر الجيولوجي كلاوس فريدريش ذلك قائلا: "أعتقد أنه بدون هذه الكومة من الحجارة التي صيغت على شكل هرم، لما حدث الإصلاح الديني في أوروبا"، مضيفا "هذه الكومة علامة على نشاط والد مارتن لوثر في مجال المناجم، وهو النشاط الذي مكنه من جمع الأموال اللازمة لتعليم ابنه".
وتابع: "ذلك التعليم هو ما حفز ومكن مارتن لوثر من إطلاق الإصلاح الديني".
ورغم هذا التاريخ الكبير لا يعرف الناس في المنطقة قصة كومة الحجارة الأهم في تاريخ ألمانيا.
وقال أحد السكان للراديو السويسري: "أسكن هنا منذ 1961، ولا أعرف أين يقع هرم لوثر".
هرم لافس
وفي مدينة هول، في ساكسونيا السفلى، أقصى شمال ألمانيا، يقف هرم يبلغ ارتفاعه 11 مترا، منذ عام 1893، وسط حديقة كبيرة، شاهدا على مدى تأثير الحضارة المصرية في العالم.
وفي 1893، شيد المهندس المعماري جورج ليدفيج فريدرش لافس الهرم ليكون قبرا غير عادي لدوق مدينة ديرنبرج، الكونت إرنست زو مونستر.
ووفق الموقع الرسمي لبلدة هول الواقعة في مدينة ديرنبرج، فإن لافس نسخ فكرة الهرم من أهرامات الجيزة المصرية التي كان مولعا بها منذ دراسته، وكان يحلم بتقليد أحدها.
ويبلغ ارتفاع هرم هول 11 مترا فقط، وتبلغ زاوية ميله 61 درجة، وصمم مدخله ليشبه مداخل المعابد الفرعونية القديمة، فيما ينتصب أمامه صليب كبير الحجم.
ويضم الهرم مقابر الدوق إرنست وزوجته وبناته، ويوجد في وسط حديقة كبيرة، تضم الكثير من الأشجار، وتوجد توابيت تضم جثامين العائلة متراصة بجانب بعضها، داخل الهرم.
ويقع الهرم في طريق معروف بـ"مسار لافس"، الذي شيدته بلدية هول، ويربطه بمبان تاريخية في البلدة، وفي مقدمتها قصر ديرنبرج.
هرم جوتا
وفي البلدة القديمة في مدينة جوتا، وسط ألمانيا، يوجد هرم آخر شيد على الطريقة المصرية، والذي بناه الجنرال هانز آدم فون ستودنيتز كمقبرة لعائلته.
ويعتبر هذا الهرم المشيد في عام 1770 أقدم هرم في أوروبا، ويعود الفضل في تأسيسه للمهندس المعماري فريدريش فيلهلم دول، لكنه هرم صغير لا يتعدى ارتفاعه بضعة أمتار.