بينها ضربة نووية.. بوتين قد يصل لخيارات قاسية بأوكرانيا
قال مجلة "ناشيونال إنترنت" الأمريكية إنه في حال استمرار تعثر القوات الروسية في أوكرانيا فسوف يواجه بوتين قريبًا خيارات قاسية.
وأشارت المجلة إلى أنه عقب فشل خطته الأولى في أوكرانيا، قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السيطرة على شرق أوكرانيا. لكن الفشل في تحقيق هذه المهمة أيضا يثير سؤالا بالغ الأهمية، وهو: ماذا سيفعل بوتين بعد ذلك وماذا يجب أن نفعل؟
وزعمت المجلة أن فشل بوتين تجلى بوضوح في ساحة المعركة، حيث تحول صمود المقاومة الأوكرانية في ماريوبول إلى مصدر إحراج لروسيا، وغرق الطراد موسكفا، ناهيك عن الضغط الأوكراني الناجح لتحرير خاركيف.
وأشار التقرير إلى أن أنظمة الأسلحة الحديثة مثل مدافع هاوتزر عيار 105 ملم و 155 ملم أثبتت فعاليتها بشكل خاص في صد القوات الروسية في المناطق المسطحة. كما تعمل المساعدة الفنية والتدريب من الغرب على زيادة القدرة الأوكرانية على الدفاع عن أنفسهم وتكبد القوات الروسية تكاليف باهظة. وكل هذا يساهم في إبطاء التقدم الروسي بشكل ملحوظ في دونباس. وظن بوتين خطأ أن المساعدات الغربية لن تحدث فارقًا نوعيًا في الحرب.
وأضافت المجلة أنه في حال استمرت الاتجاهات الحالية للحرب، فمن المرجح أن يواجه بوتين، قريبًا 3 خيارات قاسية:
الخيار الأول: يتمثل في الالتزام بالنهج الحالي في العمليات خلال المستقبل القريب أملا في تداعي الروح المعنوية للأوكرانيين ويأس الغرب من دعم أوكرانيا.
ومن غير المرجح أن يؤدي هذا النهج "القائم على الأمل" إلى تحول في مسار الحرب لصالح روسيا، بل سيجعل روسيا عالقة في مستنقع أوكراني، على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي في أفغانستان. وسيزداد الاستياء من الحرب مع زيادة الخسائر وامتداد العبء على الاقتصاد الروسي.
ومن شأن هذا المسار أن يفرض تكاليف كبيرة على بوتين، لا سيما بالنظر إلى العزلة الاقتصادية التي يواجهها في ضوء نظام العقوبات الدولية المتنامية.
الخيار الثاني: قد يقرر بوتين، التصعيد بضم دونباس للاتحاد الروسي على غرار شبه جزيرة القرم، وإعلان الحرب دفاعًا عن الأراضي الروسية، والأمر بتعبئة عامة. وقد يعتقد بعد ذلك أن مثل هذه الخطوة الجريئة ستؤثر على الدعم الغربي لأوكرانيا وتقسم التحالف الغربي.
وربما يفكر بوتين في تنفيذ ضربة تقليدية ضد دولة مجاورة تابعة للناتو، بهدف تقويض تقديم المزيد من الدعم المادي لأوكرانيا.
وسيكون أخطر شكل من أشكال التصعيد هو توجيه ضربة نووية محدودة تستهدف أوكرانيا أو دولة من دول الناتو، فهناك مؤيدون داخل الدائرة المحيطة ببوتين، لمثل هذا الإجراء لإرهاب أوكرانيا، فهل هذا ممكن؟ يعتقد البعض أن الروس قد يفكرون في استخدام سلاح نووي ضد هدف عسكري أوكراني معزول. وسيكون الهدف من مثل هذه الضربة الاستراتيجية هو إرهاب أوكرانيا، والأهم من ذلك ، تخويف الأوروبيين للاعتقاد بأن الحرب أصبحت خطيرة للغاية، وجعل جميع الأطراف على استعداد للسعي إلى إنهاء الحرب بشروط مواتية لروسيا.
الخيار الثالث: وهو يمكن لبوتين قبول تسوية سياسية، لكن عقليته وتقييماته غير واضحة، من غير المعروف ما إذا كان يبحث عن استراتيجية خروج ويفكر في الخيارات للبحث عن اتفاق مع الحكومة الأوكرانية أو الولايات المتحدة.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح مرارًا بأنه يفضل تسوية دبلوماسية، لكن الضرر الواسع اللاحق ببلده، وتزايد التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان، واستمرار الأداء الجيد للجيش الأوكراني، قد يجعل الموقف الأوكراني أكثر صلابة.
أما الخيار الرابع والأقل خطورة لإنهاء الحرب والعودة إلى الوضع السابق، دون أن تتخلى أوكرانيا عن سيادتها أو استقلالها أو أراضيها، هو أن تتلقى روسيا تطميمنات دولية بشأن مخاوفها الأمنية المشروعة، بما في ذلك التزام أوكرانيا المعلن بالفعل بعدم السعي للحصول على عضوية الناتو، والإلغاء التدريجي للعقوبات التي فرضت مؤخرًا. وقبل البدء في مناقشة شروط إنهاء الحرب مع روسيا، يجب على الولايات المتحدة أن تفعل ذلك مع الأوكرانيين وحلفائها والتوصل إلى تفاهم. كما يجب أن يكون هناك التزام دولي كبير بإعادة إعمار أوكرانيا وأمنها في المستقبل.