الحرب الأوكرانية.. واشنطن تكشف تطورا جديدا بشأن القوات الروسية
كشفت واشنطن عن تطور جديد في سياق العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الروسية تراجعت قرب مدينة خاركيف.
وقال مسؤول أمريكي دفاعي بارز الإثنين، إن القوات الأوكرانية أجبرت قوات روسية على التقهقر قرب خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، إلى منطقة تبعد عن الحدود مع روسيا مسافة تتراوح ما بين ثلاثة وأربعة كيلومترات.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن القوات الأوكرانية والروسية اتفقتا على إجلاء المقاتلين المصابين من مصنع آزوفستال للصلب المحاصر في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية وذلك بعد أيام من المفاوضات.
وقالت الوزارة في بيان لها في موسكو، إن وقف إطلاق النار أصبح ساري المفعول وإنه سيتم إنشاء ممر إنساني للسماح للمقاتلين المصابين بمغادرة مصنع الصلب.
الوضع الميداني
وأضافت الوزارة في بيانها أن المقاتلين الأوكرانيين سيتلقون الرعاية الطبية في مدينة نوفوازوفسك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا.
يشار إلى أن حكومة كييف طالبت مرارا بنقل هؤلاء المصابين من قواتها إما إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا أو إلى دولة ثالثة.
وأفاد انفصاليون موالون لروسيا في وقت سابق اليوم، بأن أول دفعة من المقاتلين الأوكرانيين استسلمت وغادروا مصنع الصلب وهم يلوحون بأعلام بيضاء، فيما نفى الجانب الأوكراني ذلك في وقت لاحق، ولكنه لم يؤكد بعد إعلان موسكو أنه تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
وعلى الصعيد الميداني أيضا، قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك إن ما لا يقل عن 10 مدنيين قُتلوا في قصف روسي على مدينة سيفيرودونتسك بشرق أوكرانيا اليوم.
وكان جايداي قد ذكر في وقت سابق اليوم أن القصف العنيف تسبب في اندلاع حرائق في مناطق سكنية.
وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا خلال اجتماع في بروكسل، بسرعة حظر استيراد النفط والغاز من روسيا.
وعلى هامش مشاورات لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال كوليبا اليوم:" أريد أن أذكركم بأن هناك دولا أوروبية لا تزال تنفق كل يوم ملايين اليورو على النفط والغاز الروسي وأن هذه الأموال تمول بعد ذلك "آلة الحرب الروسية وأعمال العدوان والفظائع".
الغاز الروسي
وأوضح كوليبا قائلا:"الاتحاد الأوروبي يدفع بالأساس مرتين"، منوها إلى أن التكتل يدفع مرة لروسيا ثم يدفع مرة أخرى لدعم أوكرانيا وإصلاح الدمار الذي سببته الأسلحة الروسية " ولا ينبغي أن يسير الأمر على هذا النحو".
وأعرب كوليبا عن اعتقاده بأن العقوبات على الغاز والنفط الروسي ليست فقط لصالح أوكرانيا وحدها بل لصالح الاتحاد الأوروبي أيضا.
وبالإضافة إلى ذلك، حث كوليبا على منح بلاده صفة مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "ونعتقد أنه حانت اللحظة لهذا"، مشيرا إلى أن بلاده ستتعاون مع كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك مع المفوضية الأوروبية من أجل التوصل إلى نتيجة إيجابية ومن أجل جعل أوروبا أقوى وأكثر أمانا وأكثر رخاء على المدى الطويل.
يشار إلى أن هناك خططا للاتحاد الأوروبي لفرض حظر على استيراد النفط من روسيا موجودة بالفعل منذ أوائل الشهر الجاري، لكن تعذر إقرارها بسبب تحفظات المجر على وجه الخصوص.
ومن غير المتوقع فرض حظر على استيراد الغاز قبل أن تقلل الدول التي تعتمد حاليا بشكل كبير على الغاز الروسي، من اعتمادها على هذه الواردات؛ ومن هذه الدول ألمانيا.
الناتو
وتعتزم دول الاتحاد الأوروبي مناقشة انضمام أوكرانيا إلى التكتل في حال طرحت المفوضية توصية بهذا، ومن المتوقع أن تقدم المفوضية على مثل هذه الخطوة في يونيو المقبل.
يأتي ذلك فيما، اعتبرت السويد أن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" "حقبة جديدة" لهذا البلد الاسكندينافي.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن، الإثنين، إن بلادها ستطلب الانضمام إلى الحلف.
وكانت السويد وفنلندا قد أعلنتا رغبتهما في تقديم ترشيحيهما في الوقت نفسه.
وتوقعت رئيسة الحكومة السويدية الاشتراكية-الديمقراطية ألا يستغرق الانضمام أكثر من سنة" مع المصادقة اللازمة من قبل الأعضاء الـ30 في الحلف.
كان هذا الإعلان متوقعا بعد التغير التاريخي في موقف الحزب الحاكم الأحد لتاييد الانضمام وضمان غالبية واسعة في البرلمان.
وتشكل هذه الانعطافة بالنسبة لهلسنكي وستوكهولم، وهما دولتان لم تنضما أبدًا إلى الحلف حتى في ذروة الحرب الباردة، نتيجة مباشرة للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون دعمه "بشكل تام" قرار السويد الانضمام إلى حلف الأطلسي .
وقال بيان لقصر الإليزيه إن الرئيس ماكرون يدعم انضمام السويد سريعا إلى حلف "ناتو".
وسبق أن رحب ماكرون بقرار مماثل اتخذته فنلندا في 12 مايو/أيار.
وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يشكل "تهديدا" في حد ذاته، لكن موسكو سترد على عمليات الانتشار العسكري.