القاعدة والحوثي والإخوان.. ثالوث يفتك بالصحفيين اليمنيين
ثمن باهظ يدفعه الصحفيون اليمنيون خلال بحثهم عن الحقيقة، انطلاقا من مسؤولياتهم في كشف جرائم المليشيات الحوثية، والتنظيمات المتطرفة.
ولا تكاد تخلو أية عملية إجرامية ينفذها المتمردون الحوثيون أو جماعة الإخوان، أو تنظيم القاعدة من ضحايا في أوساط الصحفيين، الذين يجتهدون لكشف جرائم هذه الجماعات.
ولعل محاولة الاغتيال التي تعرض لها موكب وزير الزراعة اليمني ومحافظ عدن مؤخرا، بتفجير سيارة مفخخة، أكدت تضحيات الصحفيين اليمنيين، عقب سقوط اثنين من أبرز الإعلاميين في مدينة عدن.
وأسفر تفجير الأحد الماضي عن مقتل السكرتير الصحفي للمحافظ الإعلامي المخضرم أحمد بوصالح، الذي تتلمذ على يديه الكثير من إعلاميي عدن، والمصور الصحفي الشاب طارق مصطفى، المعروف في الأوساط الإعلامية بالمدينة.
نماذج من الضحايا
وما زال اليمنيون يتذكرون اغتيال المصور الصحفي نبيل القعيطي بمدينة عدن على أيدي خلايا إرهابية، رجحت مصادر أمنية أنها "إخوانية"، بعد كشف كاميرا القعيطي لجرائم مليشيات الإخوان في عدن وأبين.
وهجمات مليشيا الحوثي الصاروخية على مطار عدن الدولي لحظة وصول حكومة الكفاءات في ديسمبر/كانون أول 2020، أسفرت عن مقتل الصحفي أديب الجناني، وإصابة عدد من الإعلاميين.
وهي ممارسات درج الانقلابيون الحوثيون على استهداف الصحفيين، على غرار الإعلاميين الذين تعتقلهم المليشيات بصنعاء والمحكوم عليهم بالإعدام، رغم مناشدات الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الحقوقية والمعنية بالحريات للإفراج عنهم، هذا بالإضافة إلى الصحفيين المعتقلين في سجون شبوة، ومعتقلات تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين، وجميعها تشهد على استهدافٍ ممنهج للصحفيين من قبل الانقلابيين الحوثيين ومليشيات الإخوان وتنظيم القاعدة الإرهابي.
مطالبات بالحماية
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين نعت الزميلين أحمد بوصالح، عضو النقابة والسكرتير الصحفي لمحافظ عدن، والمصور طارق مصطفى اللذين قتلا في التفجير الأخير.
وأدانت النقابة، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية" الجريمة، وطالبت بحماية الصحفيين وتجنيبهم الصراعات، وتعويض ورعاية أسر الضحايا، والعمل على مكافحة العنف وتطويق أسبابه وآثاره الكارثية.
وفي ذات السياق، أدان مرصد الحريات الإعلامية في اليمن حادثة التفجير التي راح ضحيتها السكرتير الصحفي لمحافظ عدن الصحفي أحمد بوصالح، والمصور الإعلامي طارق مصطفى.
وطالب المرصد بسرعة التحقيق في الحادثة لينال مرتكبوها الجزاء العادل، مجددا مطالبته بالتحقيق في كافة الحوادث السابقة التي استهدفت العشرات من الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي في عدن، وحماية الصحفيين.
وعبر المرصد عن أسفه لاستمرار دفع الصحفيين اليمنيين الثمن الباهظ جراء الحرب والاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد.
داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية بحرية الرأي والتعبير إلى إدانة هذه الممارسات التعسفية، ومساندة الصحفيين والتضامن معهم في هذه الظروف العصيبة.
إحصائيات مرعبة
ويقبع اليمن في المرتبة 169 من أصل 180 بلدا على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بالدفاع عن حريات الصحفيين، في وقت سابق هذا العام.
فيما وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين 1400 انتهاك منذ اندلاع الحرب في 2015 وحتى منتصف عام 2021.
ومطلع يوليو/تموز الماضي أعلنت النقابة رصد 36 حالة انتهاك منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية يونيو/حزيران طالت صحافيين ومصورين ومؤسسات إعلامية.
كما وثقت النقابة 12 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة ومضايقة، و4 حالات تهديد وتحريض ضد الصحفيين، و5 حالات اعتداء على صحفيين ومقار إعلامية وممتلكات خاصة، و18 حالة منع من التغطية ومصادرة لصحف، و7 حالات لمحاكمات ومساءلة لصحفيين.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز