اتحاد الريسوني.. تصريحات وفتاوى تحت الطلب بأجندات مشبوهة
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه الإرهابي الإخواني يوسف القرضاوي هاجم معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.
يواصل ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان)، ومقره قطر، تحريضه وهجومه على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، محاولا الإيهام عبر فتاوى وتصريحات قياداته بأنه نظام الحمدين من الداعمين والمناصرين للقضية الفلسطينية.
وعلى لسان رئيسه أحمد الريسوني، هاجم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، زاعما كذبا وافتراءً أنها "مكافأة للاحتلال بالقدس الشريف."
كما دأب الريسوني على إطلاق تصريحات تهاجم السعودية والإمارات ومصر إرضاء لنظام الحمدين، بما يعكس استمرار النهج القطري في دعم الإرهاب والأنشطة التخريبية في العديد من دول المنطقة.
ويقول مراقبون إنه في الوقت الذي يهاجم فيه الاتحاد الإخواني معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، والتي حققت انفراجة في القضية الفلسطينية، تغافل أن دولة قطر التي تحتضن وتأوي الاتحاد وقياداته، تربطها بتل أبيب علاقات قوية تعود لعام 1995.
وبدأت الدوحة علاقاتها مع تل أبيب عقب مؤتمر مدريد، حيث كان أول لقاء قطري إسرائيلي بين حمد بن خليفة آل ثان وشيمون بيريز حيث كان رئيسا للوزراء حينها عام 1996.
وخلال زيارة بيريز للدوحة، جرى افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي، وتوقيع اتفاقيات تصدير الغاز القطري إلى إسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
وعلى مدار سنوات طويلة، اشتكت السلطة الفلسطينية مراراً وتكراراً من الاتصالات التي تجريها قطر مع إسرائيل وحركة حماس.
ظاهرها ليس كباطنها
الدكتور أحمد قنديل، الخبير المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ظاهرها الغيرة على القدس الشريف والقضية الفلسطينية، لكن في حقيقتها توظيف الدين لأغراض سياسية، وخدمة أجندات معينة.
وقال قنديل في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن "ما يصدر عن اتحاد القرضاوي من فتاوى وتصريحات لخدمة أهداف وأجندات النظام القطري، حيث يتلقى الاتحاد تعليمات لإصدار مثل هذه التصريحات".
وشدد على أن عالم الدين دوره الحقيقي تعريف الناس بأصول العقدية والدين والعمران، ولا يتدخل في السياسة، لا سيما أن معاهدة السلام ترتبط بتقديرات وتقييمات سياسية واستراتيجية عديدة لا تدخل مطلقا في نطاق عملهم".
خطوة تاريخية
وصف الخبير بمركز الأهرام معاهدة السلام بـ"التاريخية والجريئة والشجاعة" من دولة الإمارات، من أجل تحريك المياه الراكدة لعملية السلام.
وأضاف: "معاهدة السلام بادرة يجب أن يتبعها خطوات عملية وحقيقية من إسرائيل، لا سيما أن الاتفاق يسهم في وقف ضم أراض من الضفة الغربية".
ووفق خبراء فإن العديد من المكاسب تحققت للفلسطينيين من وراء المعاهدة التي تكللت بإعلان إسرائيل وقف خطة ضم أراض الضفة كخطوة مهمة ومتقدِّمة لتعزيز "فرص السلام في منطقة الشرق الأوسط" وقطع الطريق على المتاجرين بالقضية.
ومن بين المكاسب إنقاذ 30% من الأراضي الفلسطينية وأكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد وإنهاء 6 سنوات من الجمود، وبث الروح في المسار التفاوضي للوصول السلام العادل والشامل بعد نحو 3 عقود من المفاوضات غير ذات جدوى.
مراهقة سياسية
وبين قنديل التناقض الواضح بين هجوم لنظام القطري عبر منبره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومنصاته الإعلامية على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، فيما ترتبط الدوحة بعلاقات قوية مع تل أبيب، معتبرا أن التناقض يعكس عدم الثقة بتنظيم الحمدين التي تمارس مراهقة سياسية".
ونبه إلى التعارض بين الأقوال المعلنة والأفعال لنظام الحمدين، تساءل مستنكرا: "كيف تريد الدوحة العودة للصف الخليجي، وتتعاون مع إيران، وكيف تريد أمن وسلام المنطقة، وهم يدعمون بشكل مستمر الإرهاب والمنظمات الإرهابية؟!".
وكان إيلي أفيدار، عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس سابق لمكتب التمثيل التجاري في العاصمة القطرية، أشار إلى أن الدوحة تنتهج أسلوب الخداع والكذب في طبيعة علاقاتها القوية مع تل أبيب، التي تعود لعام 1995، كاشفا في الوقت ذاته طبيعة وتفاصيل العلاقة بين الطرفين.
ومع انتقاد الأذرع الإعلامية القطرية لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، أكد أفيدار في حوار مع "سكاي نيوز عربية" مؤخرا، أن قطر تنتهج أسلوب الكذب والخداع في التصريح بعلاقاتها مع إسرائيل"، مضيفا: "الدوحة لها علاقات مع تل أبيب ليس من اليوم، لكن من قبل عام 1995".
عضو الكنيست الإسرائيلي أشار إلى أنه "في عام 2000، كذبت قطر على الدول التي شاركت بمؤتمر القمة الإسلامية، قائلة إنها أقفلت مكتبنا، لكنني كنت هناك، وطلبوا مني أن أصمت، وألا أغادر البيت لمدة أسبوعين.. هذا أسلوب قطر، أسلوب الخداع والكذب وإخفاء علاقاتها بإسرائيل".
كانت دراسة أمنية أمريكية في 2019، قد وصفت يوسف القرضاوي بـ"مهندس علاقات" قطر مع تنظيم الإخوان الإرهابي، ومدير شبكة دولية من الناشطين الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية لصالح "الحمدين".
وأرجعت الدراسة، الصادرة عن الباحث الأمني في الجماعات الإسلامية المتطرفة كايل شيديلر، الدعم القطري للإرهابيين في الشرق الأوسط والعالم، إلى رغبتها المستميتة للحصول على نفوذ في الدول الإسلامية والغربية، عبر بوابة المتطرفين.
أما اختيار الإخونجي أحمد الريسوني لتولى الاتحاد المزعوم خلفاً لرئيسه المؤسس الإرهابي يوسف القرضاوي، فقد كان جليا أنه تم للحفاظ على نهج قطر في دعم للإرهاب، ودعم الأنشطة التخريبية ضد الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، الذي دائماً ما كان يهاجمهم إرضاء لنظام الحمدين، خصوصاً أنه أحد المقربين من دائرة الحكم والأجهزة الأمنية في الدوحة.
والإخونجي أحمد بن عبدالسلام بن محمد الريسوني، ولد في قرية أولاد سلطان بإقليم العرائش، شمال المغرب عام 1953، وهو اسم معروف لدى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية في المغرب العربي.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA==
جزيرة ام اند امز