بالبنوك والمساجد والمعاهد.. كيف نشرت قطر "فيروس القرضاوي" عالميا؟
دراسة أمنية أمريكية تؤكد أن الدعم القطري للقرضاوي نابع من محاولاتها المستميتة للحصول على نفوذ عالمي عبر بوابة التطرف.
وصفت دراسة أمنية أمريكية، يوسف القرضاوي، بـ"مهندس علاقات" قطر مع تنظيم الإخوان الإرهابي، ومدير شبكة دولية من الناشطين الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية لصالح "الحمدين".
وأرجعت الدراسة، الصادرة عن الباحث الأمني في الجماعات الإسلامية المتطرفة، كايل شيديلر، الدعم القطري للإرهابيين في الشرق الأوسط والعالم، إلى رغبتها المستميتة للحصول على نفوذ في الدول الإسلامية والغربية، عبر بوابة المتطرفين.
- كاتب أمريكي: تصنيف القرضاوي إرهابيا أفضل سبيل للضغط على قطر
- من القرضاوي للراوي.. تجنيس الأجانب فيروس ينهش في أجساد القطريين
وبات واضحًا أن القرضاوي عقدة مركزية في شبكة تنسيق علاقة تنظيم الحمدين مع التنظيمات المتطرفة حول العالم، ففي الوقت الذي توفر فيه قطر التمويل ووسائل الإعلام العالمية لنشر الأفكار المتطرفة، يتولى الأب الروحي للتنظيم شرعية فكرية وأيديولوجية.
وأعادت دراسة شيديلر التذكير بما تؤديه الدوحة من دور في إيواء المتطرفين، كقيادات الإخوان وحماس، رغم تصنيفها "إرهابية" في أغلب دول العالم، حتى صارت قطر إمارة سيئة السمعة.
مؤسس التعليم الديني
وتتبعت الدراسة نشأة الداعية المتطرف، يوسف القرضاوي، منذ ولادته في مصر عام 1926، ثم عضويته في الإخوان، قبل سجنه خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم بعد خروجه توجه إلى الدوحة، حيث منح الجنسية القطرية، كما يعيش كضيف شخصي ومعلم روحي للأمير القطري.
ورغم إقامته في قطر، إلا أن القرضاوي ظل داعياً قوياً للإخوان ومارس أنشطة سياسية وشبه عسكرية، ولا يزال يؤدي دوراً رائداً في إدارة التنظيم الإرهابي، وعُرض عليه مرتين أن يكون مرشداً للجماعة؛ لكنه رفض وما كان يتحقق له كل ذلك دون دعم تنظيم الحمدين.
في ستينيات القرن الماضي ذهب القرضاوي إلى الدوحة، ولم يكن لدى قطر مؤسسات دينية كبيرة، وأمام ذلك صار رجل الدين الوحيد البارز هناك، ومنذ ذلك الحين، أدى مفتي الإرهاب دوراً مهماً في تأسيس النظام التعليمي في الإمارة؛ حيث قاد معهد الأديان هناك، ثم عمل عميداً في جامعة قطر.
وبعمق شديد، يشارك هذا الرجل في مؤسسة قطر الدولية، والتي تعد أداة لتعزيز أهداف سياسة الحمدين وتأثيرها على العلامة التجارية للمتطرفين عبر مركز القرضاوي للخطاب الإسلامي في الدوحة، بحسب الدراسة نفسها.
اقتصادي يمتلك مليارات
لم تكتف قطر بهذا الدعم لمفتي الإرهاب؛ بل سارعت إلى تمويل العديد من المنتديات الإعلامية التي تشكل النطاق العالمي ليوسف القرضاوي، بما في ذلك الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين وموقع إسلام أون لاين، الذي ظل يروج لفتاوى رجل الدين وينشر أعماله.
كما زودت الدوحة القرضاوي بمنصة بارزة بقناة الجزيرة الفضائية التي يديرها تنظيم الحمدين، واستغلها في الترويج لبعض خطاباته المعادية للغرب ونشر الكراهية والأفكار العنيفة؛ بما فيها الحث على الهجمات الانتحارية، وغيرها من الأفكار التي تحض على الكراهية.
- الريسوني.. باعث الإخوان بالمغرب يخلف القرضاوي في "اتحاد العلماء"
- برعاية القرضاوي ويوسف ندا.. "المعهد الدولي للفكر" ذراع الإخوان
اقتصادياً كان لافتًا للنظر الصعود المخيف للقرضاوي في عدة بنوك، إذ صار مستشاراً لبنك قطر الإسلامي (QIB) وبنك قطر الدولي الإسلامي (QIIB)، وبنك قطر الوطني (QNB)، ما تسبب في وضع تلك البنوك تحت المراقبة عالميًا لارتباطها باسمه وبتنظيم الإخوان، وفقًا للدراسة.
وبكشف عن مزيد من الأوراق، اتضح سيطرة يوسف القرضاوي الكاملة على بنك (QIIB)، الذي يدير عدة حسابات لصالح جمعية قطر الخيرية، والتي تعد أكبر منظمة إنسانية غير حكومية مقرها الدوحة، ولديها تاريخ طويل من دعم الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة.
وتكمن خطورة القرضاوي الدينية في إنتاجه الديني الذي يعمل على محاولة تكييف الأحكام الإسلامية لصالح الإخوان الذين يعيشون في الدول الغربية، ولذلك أنشأ هيئات قضائية للإشراف على الفقه الإسلامي لتعزيز وتطبيق تفسيره الخاص بالشريعة، وفي عام 2004 أسس ما يُسمى بـ"الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين-IUMS" في دبلن بإيرلندا؛ بهدف الإشراف وتوحيد مجالس الفقه التي أنشئت في كل من الشرق الأوسط ونظيرتها في الغرب.
وبعيداً عن العمل كمجرد مؤسسة دينية، استخدم هذا الاتحاد كغطاء لنشر أفكار تنظيم الإخوان الإرهابي، في كل من الشرق الأوسط والغرب، وبمرور الوقت أصبح القرضاوي المحرض الأول للاحتجاجات في العالم الإسلامي في أعقاب أزمة الرسوم الكرتونية الدنماركية، والتي أدت في النهاية إلى وفاة العديد من الأشخاص حول العالم.
أداة "بناء المساجد"
رغم منع يوسف القرضاوي من دخول الولايات المتحدة، منذ عام 1999، إلا أنه أدى -بتمويل من الدوحة- دوراً نشطاً في الجهود الرامية إلى نشر النسخة القطرية من "التفسير الإسلامي" بأمريكا، وأشرف بنفسه على افتتاح الجمعية الإسلامية في بوسطن، وظل خطيبا في مسجد تلك المدينة، عبر خاصية فيديوكونفرانس حتى عام 2002 على الأقل.
وتورطت جمعية بوسطن في عدد من العمليات الإرهابية، وارتبطت مع عضو تنظيم القاعدة عبد الرحمن العمودي، وشاركت في إعداد نصف دستة إرهابيين على الأقل، تم في وقت لاحق ترحيلهم أو سجنهم أو قتلهم على يد قوات إنفاذ القانون بعد ذلك، بحسب ما رصدته الدراسة.
ولا يختلف اثنان على أن فتوى القرضاوي باستخدام أموال الزكاة لتمويل بناء المساجد في الغرب، ساعد في تسهيل الترويج لمواده بأمريكا؛ حيث يعتمد البعض على فقهه لتبرير توجيه الأموال لعمليات البناء الخاصة بمواقع الصلاة.
وهنا توصي الدراسة بضرورة اتخاذ الدول الغربية لإجراءات كافية للحيلولة دون انتشار الأفكار المتطرفة بين مواطنيها، ما يعرض سلامتهم وأمن بلادهم للخطر، محذرة من أن مؤسسة قطر الدولية وقناة الجزيرة ليستا سوى أداتين للنفوذ القطري والإرهابي.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز