الريسوني.. باعث الإخوان بالمغرب يخلف القرضاوي في "اتحاد العلماء"
اختيار الإخونجي الريسوني يكشف عن خطة التحرك المستقبلية جغرافيا لهذا الاتحاد والمناطق المستهدفة بأنشطته الداعمة والداعية للإرهاب.
استمراراً للنهج القطري في دعم وتصعيد الجماعات الإرهابية، يتجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف إرهابياً لدى الرباعي العربي لمحاربة الإرهاب، تعيين الإخونجي أحمد الريسوني خلفاً لرئيسه المؤسس الإرهابي يوسف القرضاوي.
- برعاية القرضاوي ويوسف ندا.. "المعهد الدولي للفكر" ذراع الإخوان
- "القرضاوي" مفتي الحمدين.. يسقط "الركن الخامس" للإسلام
هذه الخطوة تحمل العديد من الدلالات والمعاني، التي تتجاوز مجرد نقل السلطة في هذا التنظيم الإرهابي، إلى ما يمكن اعتباره تجديداً لأنشطة هذا الكيان، وذلك بعد تراجع تأثير القرضاوي، لا سيما مع فضح مواقفه الداعية إلى إثارة الفتن والحروب في الدول العربية والإسلامية.
وبالنظر إلى تصريحات الإخونجي أحمد الريسوني، يتضح أن قطر لن تحيد عن دعمها للإرهاب، ودعم الأنشطة التخريبية ضد الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، الذي دائماً ما كان يهاجمهم إرضاء لنظام الحمدين، خصوصاً أنه أحد المقربين من دائرة الحكم والأجهزة الأمنية في الدوحة، فضلاً عن كونه نائباً لرئيس اتحاد العلماء الإرهابي.
ويكشف اختيار الإخونجي الريسوني تحديداً، عن خطة التحرك المستقبلية جغرافياً لهذا الاتحاد، والمناطق المستهدفة بأنشطته الداعمة والداعية للإرهاب.
سيرة ذاتية إرهابية
الإخونجي أحمد بن عبدالسلام بن محمد الريسوني، ولد في قرية أولاد سلطان بإقليم العرائش، شمال المغرب عام 1953، وهو اسم معروف لدى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية في المغرب العربي.
فالمتابع لصعوده حركياً، يرى أنه تولى رئاسة رابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب في الفترة من 1994 – 1996، ثم رئاسة حركة التوحيد والإصلاح المغربي في الفترة من 1996 – 2003، وهي النظير الدعوي لحزب العدالة والتنمية المغربي، الذراع السياسية لإخوان المغرب.
وحركة التوحيد والإصلاح، هي نتاج دمج بين تنظيمين هما: حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي المغربيتين، كما أن المراقب لديناميكية الحركات التي تنتهج الأفكار المتطرفة في المغرب، يكتشف أن جميعها خرجت من رحم حركة "الشبيبة الإسلامية" المتطرفة، التي أنشأها عبدالكريم مطيع الحمداوي في عام 1970.
فحركة الشبيبة كانت امتداداً طبيعياً لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وتشير العديد من الأدبيات إلى أنها كانت أكثر راديكالية، وذات نزعة ثورية تصعيدية تجاه مؤسسات الدولة المغربية، وهو ما يعود للخلفية السياسية اليسارية السابقة لزعيمها عبدالكريم مطيع.
باعث تنظيم الإخوان الإرهابي في المغرب
رغم أن الإخونجي الريسوني في البداية لم يكن عضواً في "حركة الشبيبة"، لكنه تأثر بأفكارها التنظيمية، خصوصاً أنها وضعت النواة الأساسية لحركية الجماعات المتطرفة في المغرب، حيث أسس "الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير" في عام 1976، أي بعد عام من حل وملاحقة قيادات "الشبيبة الإسلامية" في عام 1975، بعد اغتيالها السياسي اليساري عمر بن جلون، فكانت بمثابة إحدى آليات إنقاذ الفكر المتشدد بالمغرب.
ولم يكتف الرئيس المرتقب لاتحاد العلماء الإرهابي (أحمد الريسوني) بهذه الخطوة الحركية، بل اتخذ قراراً تنظيمياً بالاندماج مع جمعيات أخرى عام 1994، تحت مسمى "رابطة لمستقبل الإسلامي"، وهي: "جمعية الدعوة بفاس" التي تأسست في العام 1976 على يد الدكتور عبدالسلام الهراس مع مجموعة من الإسلاميين، وجمعية الشروق الإسلامية ومجموعة التوحيد، والأخيرتان كانتا قد انفصلتا عن "حركة الشبيبة الإسلامية"، الجناح الإخواني في المغرب.
وفي عام 1996، قرر الإخونجي الريسوني الاندماج مع حركة "الإصلاح والتجديد"، التي كان من قادتها محمد يتيم وعبدالإله بن كيران، في خطوة استغرقت عامين، لاستكمال الدمج على مستوى القواعد وإعداد اللائحة الداخلية، وتوحيد الرؤى التنظيمية والفكرية.