من يعرف حقيقة جماعة الإخوان، ومن يعرف الدور الذي يقوم به النظام في قطر منذ انقلاب «حمد وحمد». لن تفاجئه تصريحات السفير الروسي السابق
من يعرف حقيقة جماعة الإخوان، ومن يعرف الدور الذي يقوم به النظام في قطر منذ انقلاب «حمد وحمد». لن تفاجئه تصريحات السفير الروسي السابق في الدوحة فلاديمير تيتورينكو عن نفوذ الإخواني يوسف القرضاوي في توجيه الإعلام القطري، ولا ما قاله عن الإطاحة بحكام قطر باعتبار أن دورهم سيأتي حتماً وأن الشعب فيما بعد سيطيح بهم.
نفوذ القرضاوي في الدوحة ليس سراً، وهو تعبير عن التحالف بين تنظيم «حمد وحمد» الحاكم وبين جماعة الإخوان الإرهابية.. وهو التحالف الذي يقوم على تكامل المصالح بين حكم يبحث عن دور أكبر منه، أو يؤدي مهمة موكولة إليه تحتاج لغطاء إخواني، وبين جماعة إرهابية تمثل المدرسة الأساسية للخوارج على الدين والوطن، وتملك تاريخاً من الانتهازية والتآمر على مدى تسعين عاماً منذ نشأتها في ظروف مشبوهة وتحت رعاية لم تنقطع من قوى خارجية لم تضمر يوماً خيراً.. لا للعروبة ولا للإسلام.
أما التآمر والخيانة فهما طبع أصيل في الجماعة الإرهابية، كما هما طبع أصيل لدى تنظيم «حمد وحمد» الحاكم!! وهو ما يرجح أن الفريقين يؤديان «الدور» المكلفان به في «لعبة» أكبر منهما.
وأن كلاً منهما يعرف أن مصيره مرتبط بالآخر.
تنظيم «حمد وحمد» جاء للحكم عن طريق الخيانة والمؤامرة، وقاد قطر لتكون قاعدة نشر الفوضى في العالم العربي، ومساندة كل قوى الإرهاب ودعمها مالياً وعسكرياً وإعلامياً.
والقرضاوي (وهو المرشد الروحي لجماعة الإخوان) هو الوارث لكل أفكارها التي أنتجت كل جماعات الإرهاب الأسود التي تتاجر بالدين الحنيف.. وهو الوارث أيضاً لتاريخ طويل من التآمر والانتهازية والخيانة من جماعة الإخوان التي نشأت في مصر برعاية أجهزة المخابرات الأجنبية واستمرت وانتشرت برعايتها، وكان مخططاً لها أن تحكم المنطقة لتدمر دولها وتسلم مصيرها لأعداء الأمة!!
على مدى تسعين عاماً من عمر الجماعة الإرهابية لم تكن يوماً جزءاً أصيلاً من الحركة الوطنية، بل كانت على الدوام خنجراً في ظهرها، وأداة لحصارها.
يدرك الإخوان أنهم في الدوحة يؤدون إحدى المهام القذرة التي تعودوا على أدائها منذ نشأتهم. قطر ـ بالنسبة لهم هي مجرد قاعدة ارتكاز لنشاطهم التآمري، أما «الوطن» فلا مكان له عند القرضاوي وجماعته الإرهابية التي لا ترى في الوطن إلا «حفنة من تراب عفن»
وعلى مدى تسعين عاماً كانت الجماعة تعطي دروساً في الانتهازية والتآمر والخيانة. قبل ثورة يوليو 52 وقفت الجماعة مع الملك فاروق ثم انقلبت عليه، وبعد الثورة وقفت مع عبد الناصر ثم حاولت اغتياله، وتحالفت بعد ذلك مع السادات ثم قتلته، ورفضت ـ في البداية ـ التحرك مع الشباب في 25 يناير 2011.
ثم شاركت عندما أيقنت أن النظام في طريقه للسقوط وسرعان ما تآمرت على الجميع لتستولي على الحكم لعام أسود فتحت فيه الأبواب لحلفائها من جماعات الإرهاب لتحكم معهم مصر «والمنطقة العربية» لخمسمائة عام، كما صرح زعماؤهم قبل أن يسقطهم الشعب حين تحركت ملايينه في 30 يونيو، وحين انحاز الجيش لإرادة الملايين فكان إنقاذ مصر.
والمهم في كل ذلك أن الإخوان لم يكونوا يوماً جزءاً من الحركة الوطنية، كانوا مع مؤسسهم حسن البنا يرفضون الديمقراطية، ويعتبرون الحديث عنها خروجاً على صحيح الدين، وكانوا ـ مع مفكرهم الأساسي سيد قطب يحتقرون الجميع ويدعون لقتال كل من ليس منهم، ويدعون احتكار صحيح الإسلام ليكون الآخرون جميعاً عرضة للتكفير ومطلوبين للقتل.
يدرك حكام الدوحة ذلك كله جيداً، ومع ذلك يصبح الإخوان شركاءهم في الحكم وفي التآمر على الأشقاء، وفي تنفيذ مخططات إشاعة الفوضى وهدم الدول العربية .
ويدرك الإخوان أنهم في الدوحة يؤدون إحدى المهام القذرة التي تعودوا على أدائها منذ نشأتهم. قطر ـ بالنسبة لهم هي مجرد قاعدة ارتكاز لنشاطهم التآمري، أما «الوطن» فلا مكان له عند القرضاوي وجماعته الإرهابية التي لا ترى في الوطن إلا «حفنة من تراب عفن»، كما علمهم صاحب الفكر الأسود.
في ظل تحالف الخيانة بين الفريقين لأداء «المهمة» المطلوبة.. كان طبيعياً أن نرى الحديث الكاذب عن «الثورة» من الذين لا يؤمنون إلا بحكم المرشد أو استبداد الحاكم .
وكان طبيعياً أن نرى الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من تحالف من يزرعون الكراهية، ويحتقرون المرأة، ويدعون لقتل كل من يخالفهم الرأي، ويدعون لنصرة جماعات الإرهاب التي تذبح على الهوية، ولا تبني إلا السجون والمقابر الجماعية.
وكان طبيعياً أن نراهم يعرضون بأنهم «على القدس رايحين.. شهداء بالملايين» ثم نرى منصاتهم الإعلامية تقيم الاحتفالات، لأن أنصارهم من الإرهابيين الجبناء وجهوا رصاصات الغدر لجنود مصريين بواسل.
وكان طبيعياً أن يستمر القرضاوي في التجارة بدماء الشهداء من على منصة الإرهاب الدعائية «الجزيرة».. بينما الجاسوسة الإسرائيلية التي تولت القيادة في إسرائيل تفتش على العاملين داخل استوديوهات القناة التلفزيونية العميلة، ولتمنحهم شهادة الصلاحية في أداء «مهمتهم» الخائنة والشائنة.
حديث السفير الروسي ليس إلا مناسبة جديدة لكشف طبيعة العلاقة بين تحالف الخيانة الذي استولى على القرار في الدوحة، ليس خافياً بالتأكيد على الحكم هناك أن القرضاوي يمثل الجماعة التي رضعت الخيانة وعاشت على التآمر منذ نشأتها، وليس خافياً أن الجماعة طوال تاريخها لا تخلص لحكم ولا تؤمن بوطن، ويؤدي الطرفان دورهما في «المهمة» القذرة التي أوكلت لهما. ولا يدركان أن «اللعبة» شارفت على الانتهاء. وأن قطر لا يمكن أن تبقى في قبضة تحالف الخيانة والتآمر أكثر من ذلك.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة