الأذان والتلبية بحفل موسيقي في قطر يفضحان الإخوان والمتشددين
حفل فني نظمته وزارة الثقافة القطرية بمشاركة 30 عازفا تركيا، تضمن عزفا موسيقيا مع الأذان والتلبية، وأثار حملة استياء واسعة
أثار حفل فني نظمته وزارة الثقافة القطرية، بمشاركة 30 عازفا تركيا، وتضمن عزفا موسيقيا مع الأذان والتلبية التي تعد شعيرة من شعائر الحج، حملة استياء واسعة على موقع "تويتر"، كما عكس تناقضات حلفائها المتشددين وعلى رأسهم تنظيم الإخوان.
واعتبر مغردون ما قامت به قطر فيه امتهان لشعائر الإسلام، داعين إلى محاسبة المسؤولين عن الحفل.
تناقضات الإخوان
كما فضح صمت الجماعات المتشددة الموالية لقطر وعناصر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المدعومين من قطر، عما جرى في الحفل وعدم التعليق عليه كونه جرى في الدوحة، تلك الجماعات وأهدافهم الخبيثة.
واعتبر مراقبون أن تلك الجماعات تتاجر بالدين لتحقيق مآربهم فقط، مشيرين إلى أن هذا الحفل لو كان جرى في إحدى الدول التي تعتبرها الجماعات مناوئة لها ما صمتت.
وأبرزوا تناقضات تلك الجماعة، لافتين إلى قيام موقع "إسلام ويب" التابع لوزارة الأوقاف القطرية، التي سبق أن أكدت المعارضة القطرية أن جماعة الإخوان تسيطر على تلك الوزارة، بتحريم خلط الأذان والتكبير بالموسيقى، متسائلين عن سر صمت فقهاء الوزارة عما جرى في بلادهم.
ورغم اختلاف الفقهاء حول حكم الموسيقى بشكل عام، وحكم استخدام الموسيقى مع الابتهالات والأناشيد الدينية بشكل خاص، فإن موقع "إسلام ويب" التابع لوزارة الأوقاف القطرية، أكد أن "خلط الموسيقى بذكر الله تعالى أشد حرمة منها وحدها".
وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت نغمة الأذان أو تكبيرة العيد على الهاتف المحمول حراما أم لا؟ فجاء رد الموقع إنه "إذا كانت هذه النغمة موسيقى فهي حرام، بل أشد حرمة من الموسيقى العادية، لأن ألفاظ الأذان والتكبير من ذكر الله عز وجل، وخلطها بالموسيقى قبيح وشنيع، وقديما شنع العلماء على منحرفي الصوفية حين خلطوا الذكر بالرقص والمعازف، واعتقدوا ذلك قربة نسأل الله العافية".
استياء واسع
وكان مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة القطرية قد نظم قبل أيام حفلا موسيقيا على مسرح المدينة التعليمية بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية وبمشاركة 30 عازفا تركيا، وبحضور صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة القطري.
وشهد الحفل تقديم ما قالت وزارة الثقافة إنه رؤية سيمفونية جديدة للمقطوعة الشهيرة (الثلاثية المقدسة) التي ألفها الملحن الراحل رياض السنباطي، وقام بإعداد وتوزيع الرؤية السيمفونية الجديدة لها الفنان التركي إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو بقيادة الملحن والقائد الموسيقي أورهان سالييل.
ونشر مغردون مقاطع فيديو من الحفل الموسيقي ظهر خلالها أفراد الفرقة وهم يعزفون الموسيقى، بينما يردد فريق الكورال ابتهالات دينية خاصة بموسم الحج، ومن بينها التلبية "لبيك اللهم لبيك".
وشن مغردون قطريون ومن مختلف الدول العربية بدا أغلبهم متبنين للموقف الرافض ذاته لترديد الابتهالات الدينية على أنغام الموسيقى، هجوما لاذعا على وزارة الثقافة، لسماحها بتقديم ابتهالات دينية على أنغام الموسيقى.
وتصدر هاشتاق #قطر_تمتهن_شعاير_الله (قطر تمتهن شعائر الله)، ترند الأعلى تغريدا في قطر حتى اليوم السبت.
واعتبر مغردون أن ما أقدمت به الفرقة الموسيقية غير متوافق مع الشريعة الإسلامية، وأن السكوت عنه سيجعله نهجا يتكرر.
ومن أبرز هؤلاء المغردين القطرية فاطمة الكواري التي تساءلت "كيف مر هذا على وزير الثقافة.. الوكيل.. المساعد.. الموظفين.. انتهاك صريح للدين".
في السياق نفسه، قالت المغردة القطرية شيخة بنت علي: "حينما يتم دمج تلبية الحج الروحانية مع الموسيقى بحجة الثقافة والإبداع فحينها يحق لنا أن نتساءل: إلى أين يا وزارة الثقافة؟".
وتابعت "مجال الإبداع واسع ولكن بعيدا عن المخالفات الشرعية. وأي إبداع يستفز المواطنين فلا خير فيه".
بدوره قال المغرد عادل عسيري:"#قطر_تمتهن_شعائر_الله لا حول ولا قوة إلا بالله ليس إلى هذه الدرجة بأن يستهان بشعائر الدين الإسلامي وعزف تلبية الحج على آلات موسيقية في المسارح!!!".
وأعربت ريم عن تبرؤها مما قامت به وزارة الثقافة، قائلة: "حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.. اللهم إنا نبرأ إليك منهم اللهم إنا نبرأ إليك منهم!! الله يحفظنا ويحفظ بلادنا من شركم".
غضب من سيطرة الأتراك
وإضافة إلى تلك الانتقادات، وجه مغردون آخرون انتقادات للحكومة القطرية على خلفية سيطرة الأتراك على مقاليد الأمور في البلاد وإعطائهم الفرص على حساب المواطنين.
وفي هذا السياق قال المغرد القطري عبدالله الملا: "بغض النظر عن الجدل الدائر حول الأغنية ولكن أين دعم الشباب القطري؟! هذه مهمتكم الرئيسية وليس دعم فرق أجنبية"، في إشارة إلى أن الفرقة قطرية والعازفين أتراك.
بدوره قال ماجد الأسمري: "قطر كل يوم والثاني يسوون شيئا غريبا لكن الشعب القطري بريء من هذه الأفعال تركيا تحكمت في قطر خلاص تبي حتى تغير الثقافة الدينية عند الشعب".
ولم تعلق وزارة الثقافة القطرية على الانتقادات التي وُجهت ضدها بشكل مباشر، لكنها لمحت في بيان أعقب تلك الانتقادات أنها تُجري تقييما لما جرى.
وقالت الوزارة عبر تويتر: "كل الشكر لكل من تفاعل مع حسابنا بخصوص سمفونية الثلاثية المقدسة. والوزارة دائما تتابع وتقيم جميع الملاحظات على فعالياتها وأنشطتها الثقافية والرياضية والشبابية لتطوير عملها إلى الأفضل إن شاء الله".