في اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر تميم آل ثاني كانت الكلمات المتبادلة كاشفة للزيف ناسفة للوهم
في اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر تميم آل ثاني كانت الكلمات المتبادلة كاشفة للزيف ناسفة للوهم.
عجبي.. هذه السياسات الغرائبية و«المال السايب» في قطر هي نتيجة تفكير عليل وأوهام سوداء، ولو أنفق هذا المال على قضايا التنمية والسلم والتعليم بقطر والخليج لكانت قطر اليوم حقّاً مصدر إلهام للجميع، عوض أن يرتبط اسمها بكل ما له علاقة بالفوضى والخراب والفتن
يقدم الإعلام القطري وشبكات «الإخوان» العالمية، ونشطاء الحلف التركي القطري الإخواني الإيراني، ترامب الأمريكي فارض «الجزية» على السعودية من خلال عقود التسليح، وأتذكر عنوان «بي بي سي» البريطانية -وهي تدور في فلك «الجزيرة» وأخواتها- عن لقاء ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة العشرين بأوساكا اليابانية، وتم اختزال كلمة الرئيس ترامب عن ولي العهد والسعودية بأن ترامب مبسوط من جني المال من السعودية بصفقات التسليح، مع أن ترامب تحدث كثيراً عن دور السعودية العالمي في مكافحة الإرهاب، وأشاد بالتحول السعودي الإصلاحي الكبير، خاصة في مجال المرأة، وتحدث عن قضايا أخرى كثيرة.
قارن ذلك بحذف قناة «الجزيرة» من لقاء ترامب-تميم، حين قال ترامب بصراحته المعهودة إنه يثني على جهود قطر في تعزيز الحضور الأمريكي العسكري في قواعدها بقطر، بل توسيع ذلك الحضور مع خلال إنفاق 8 مليارات دولار، من المال القطري وليس الأمريكي.
جماعة «الجزيرة» حذفوا ترجمة هذا الجزء للعربية، بوصفه محرجاً لحكام قطر.
يظل السؤال الأهم من هذه «المراهقات» الإعلامية هو: ما هدف حكام قطر من استثمار هذه المليارات في تطوير القواعد الأمريكية القطرية، وأيضاً صفقات السلاح والطائرات الهائلة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟
نعم.. لا يلام ساسة تلك الدول في الترحيب بقطر، فهي تشغل مصانعهم، وتوفر الوظائف، وهذا بدوره يتحول إلى أوراق انتخابية جماهيرية لدى هذا الحزب أو ذاك، يعني بعبارة أخرى.. مال قطر يغذّي الماكينات الحزبية الانتخابية الغربية.
أيضاً لا غضاضة في ذلك، ولن نقول إن الغرب يفرض «الجزية» على قطر، فمن حق أي دولة تشعر بالخطر الحقيقي على أمنها ووجودها أن تحمي نفسها، وتجلب أحدث الأسلحة وتدرب «أولادها» عليها.
السؤال الذي لا جواب له، ممن تخاف الدوحة حتى تجلب كل هذه الأسلحة الباهظة، والكثيرة، والقواعد الضخمة، والإنفاق عليها؟
هل تخاف من إيران «المفلوتة» والضخمة المساحة والعدد والعصابات مثلاً؟ أو من تركيا العصابية العصمنلية الجديدة المتوغلة في شؤون العرب؟
كيف نفهم الود القطري الإيراني التركي، وهاتان في حالة حرب أو شبه حرب مع واشنطن؟
عجبي.. هذه السياسات الغرائبية و«المال السايب» في قطر هي نتيجة تفكير عليل وأوهام سوداء، ولو أنفق هذا المال على قضايا التنمية والسلم والتعليم بقطر والخليج لكانت قطر اليوم حقّاً مصدر إلهام للجميع، عوض أن يرتبط اسمها بكل ما له علاقة بالفوضى والخراب والفتن.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة