منذ البداية سعت معظم التنظيمات والأحزاب التي حظيت بدعم مشبوه من قطر لإيقاف أي شكل من أشكال المقاطعة للدوحة
لا شك أن أكثر ما ميز النظام القطري خلال أزمته الحالية هو الدقة في التشويش والتشويه والتمويه والتنكر للحقائق، والدس والتلفيق والكذب الصفيق، لقلب الحقائق والأحداث وخلق القصص والأزمات وافتعال المواقف والتمثيليات الإعلامية التنكرية، للتضليل والتطبيل من على شاشتها الصفراء النازفة، وفي بقية منصات كومبارس دعايتها الزائفة.
إعلام التهييج والتهريج والإرهاب الذي خدم قطر في تنفيذ خططها للإطاحة ببعض النظم وتخريب بعض الدول العربية، ونشر الإرهاب والفوضى وشلالات الدم، هو نفسه الذي دعم «الدواعش»، وجعل منهم قوة هلامية ترعب بعض الشعوب الآمنة في المنطقة.
فقطر حينما وضعت ثقلها كله في «الجزيرة»، كانت تخطط لأجندات تخريب وضعتها نصب عينيها، ونفخت في مسرح خيال ظل هذه الشاشة الصفراء، لكسب العقول والقلوب واستعطاف الشعوب، وفكرت أن بإمكانها افتعال المشكلات من لا شيء، وأن في مقدورها اختلاق أي خبر مكذوب وبيعه للرأي العام، ونشر ما يحلو لها فيما وراء الخبر أيضاً من دس وكيد رخيص.
ومن هذه الزاوية فليس إعلام الدوحة ببعيد من حيث الغايات والوسائل، عن إعلام «الدواعش»، الذين تعلموا منها رذائل «بروبوغندا» الإرهاب والإرعاب على أصولها، وقد اعتمدوا في بداياتهم على تصوير المشاهد الإجرامية المرعبة التي نشرت الذعر والخوف بين أوساط الشعوب في المنطقة، حتى أنها جعلت سكان بعض المناطق يهجرون بيوتهم وبلداتهم ومدنهم ذاتياً خشية من وصول «الدواعش» إليهم، وبالتالي سقطت في أيديهم عدة مناطق دون أدنى مقاومة، أو ردة فعل مؤثرة من أهاليها.
وإعلام التهييج والتهريج والإرهاب الذي خدم قطر في تنفيذ خططها للإطاحة ببعض النظم وتخريب بعض الدول العربية، ونشر الإرهاب والفوضى وشلالات الدم والدمع في المنطقة كلها، هو نفسه الذي دعم «الدواعش»، وجعل منهم قوة هلامية ترعب بعض الشعوب الآمنة في المنطقة.
وخلال عمليات نشر العنف والتطرف وإشعال النيران في هشيم المنطقة ظل تنظيم الحمدين القطري وتنظيم «الدواعش» يسيران جنباً إلى جنب، حذو النعل بالنعل، في نفس الاتجاه، ولذات الغايات، وبنفس الوسائل، ومع مرور الأيام جاء الوقت المناسب لـ«الدواعش» لرد «الجميل» والدَّين لنظام الحمدين الذي عمل على تمويل الإرهاب وملء جيوب الدواعش حتى ينفذوا مخططهم المشؤوم الملغوم الوالغ في سفك الدماء، وإزهاق أرواح الأبرياء. فشراذم وفلول «أصدقاء قطر» من التنظيمات السرية، الذين تربطها بهم العلاقات المشبوهة، يسعون منذ بداية الأزمة لرد «جميل» قطر، وأياديها الحمراء الملطخة بالدماء.
ومنذ البداية سعت معظم التنظيمات والأحزاب التي حظيت بدعم مشبوه من قطر لإيقاف أي شكل من أشكال المقاطعة للدوحة، حتى لا تنشغل بنفسها وتترك «أصدقاء قطر» من الإرهابيين والقتلة، وحدهم دون تمويل أو توجيه، ولذلك بذلوا قصارى جهدهم لمنع التحرك الإقليمي والدولي لتجفيف منابع البقرة الحلوب القطرية الممولة للإرهاب.
وقد تحرك «أصدقاء قطر» كل على طريقته، فتارة «حماس» تختلق القصص، وأحياناً إسرائيل تضاعف من عمليات استيطانها في القدس حتى تجذب انتباه الدول الإسلامية بعيداً عن حقيقة قطر، وأحياناً تلعب دور المتضرر من «الجزيرة» وتنشر خبر طردها حتى يظن الشارع العربي أن هذه القناة المفضوحة المقبوحة لا تنفذ أجندة «ليكودية»، لتخريب المنطقة العربية، من الخليج إلى المحيط.
ولم يتفاجأ أحد طبعاً في العالم كله بأن «داعش» تعهد في بيانه بالوقوف مع قطر ضد دول المقاطعة، وأنه بصدد رد الدَّين للنظام القطري، مندداً ومهدداً كل من يختلف مع قطر. ولعل الحادث الأخير في مترو لندن، الذي أعلن «الدواعش» مسؤوليتهم عنه جاء أيضاً كخدمة «رفاق إرهاب» يقدمها «داعش» لحلفائه في تنظيم الحمدين، بهدف تشتيت الانتباه عن مؤتمر المعارضة القطرية المقام في لندن، والذي حظي بقبول واسع من الدول المحاربة للإرهاب.
وحتى مليشيات «الحوثي» في اليمن تضررت هي أيضاً من جراء مقاطعة قطر، وتكبدت تراجعاً كاسحاً في عدة مناطق، وهو ما جعلها تدخل مرحلة الجنون والسُّعار الجماعي مهددة على لسان زعيمها بتوجيه صواريخها ضد دول المقاطعة لقطر. وكذلك تنظيم «القاعدة» في اليمن تأخرت عليه هو أيضاً قطر بالتمويلات والعطايا المغذية لأفعاله والداعمة لإرهابه، والمزعزعة للاستقرار في دول الجوار.
وكل تلك الفئات الضالة والشراذم المجرمة تقف مع حليفتها قطر، وتوعدت من يخالفها، وبالتالي فلا بد من مواصلة الجهود لمنع قطر من نشر فتن وشرور مشروعها الخطر القذر الذي لا يضمر سوى الحقد والحسد والشر لجميع دول المنطقة وشعوبها الآمنة.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة