أساءت قطر لسندها الأول منذ نشأتها، وأنكرت المواقف السعودية معها قبل استقلالها وبعده
ينظر العالم إلى مجلس التعاون الخليجي باحترام وتقدير، وأخذ قراراته الجادة نماذج للتقارب والتعاون بين الدول المتشابهة والمتجاورة, فقد أسفرت القمم الخليجية عن أعمال هي أساس التمازج والتعاون بين بعضها، وإيصال ما يمكن أن يساهم في رقي العالم, ففي فورة التقارب الخليجي، وظهور النماذج الإيجابية في شتى المجالات التعليمية والاقتصادية والسياسية التي كان بعضها يمثل صداً وردعاً لإيران المتنمرة والحاقدة على دول الجوار، وخاصة منطقة الخليج العربي, حتى ظهر -مع الأسف- من بين الجسم الخليجي المتكامل عضو يظهر ما لا يبطن, فهو كمرض خفي يسري في الجسم اكْتُشِفَ بعد الفحص بمواقفه السلبية المتمثلة في تبني العداء، وتسهيل مهمة المناوئين بتبني الخط الفارسي المتربص بالعرب من قديم, وفي مكابرة ينكر الدور السلبي الذي يمثله كعضو مريض, ولكن ما يفعله واضح وجلي بمصادر تغذيته المعلنة على (قناة الجزيرة) التي تُسَيِّرُ الدولة عكس ما هو في العالم, حيث الدولة هي التي توجِّه القنوات والإعلام التابع لها، والممثل للبلد عالمياً, ولكن الجزيرة هي التي تقود بواسطة مد(الإخوان المسلمين) التي تلقفت أقطاب حزبه المتمرسين في إشعال الفتن والتفريق, وأدوارهم معروفة في مصر خاصة التي عانت منهم ومازالت، ولكنها وصلت ما يشكّل الشلل في مناوراتهم وما تبين من كره يحملونه لما يؤلف ويجمع العرب, وأردفت بذلك اللجوء وأخذ الأوامر وتنفيذ ما يأمر ويوجه به المرشد.
أساءت قطر لسندها الأول منذ نشأتها، وأنكرت المواقف السعودية معها قبل استقلالها وبعده، وما ساهمت به في ضمها لمجلس التعاون الخليجي, وأرادت أن تجعل من حجمها ندا لكيان كبير, وكانت مسألة الاختراق التي كابرت ولم تعترف, إذ أخذت تناور وتراوغ وتظهر بأنها مساوية وند, ولكن عندما جاءت المواقف الجادة ومثلت على الواقع كانت أول من أخل وأول من تخبط وأخذ يبحث عن كبير يحميه، ويمرر كذبه وادعاءته، ولما جاء الموقف الخليجي والعربي القاضي بالمقاطعة بسبب تبني الإرهاب, وإيواء ممثليه, ومجنديه, والصرف على العملاء, وتمويل الحركات والأفعال الإرهابية في الجوار, ومازال حكام قطر يكابرون ويناورون على أنهم مظلومون بالمقاطعة والمحاصرة, فكان اللجوء لمحاولة تسييس الحج تأسيا بمغذيتهم (إيران) التي فشلت ليس لمرة واحدة وإنما لعدة مرات, فمنذ (خيمنتها) وحلم تصدير الثورة, والأفعال الإرهابية تطال القريب والبعيد, وفي مجملها أو معظمها دائما ما تسفر التحقيقات وتتوصل إلى أن لقطر صلة بها.
المملكة بأمر خادم الحرمين الشريفين ومعاضدة سمو ولي عهده, وما حصل من لقاءات ممن يهمهم تقارب البلدين الشقيقين والعيش بنقاء وصفاء آمن، سهلت الطريقة التي تمكن الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج, وساعدت في المرور, وأرسلت أسطولها الجوي لنقل الحجاج, ولكن هناك من يمثل ما يؤمر به من مريدي توسعة الشقة بين الأشقاء من حكام قطر المنفذين لأوامر المرشد والآخذين بتوجيهاته, ومع هذا فالمملكة تصرح علناً وعلى جميع المنابر داخلياً وخارجياً بالفعل والواقع الواضح أنها تستقبل واستقبلت بعضا من الحجاج القطريين الذين عوملوا معاملة خاصة، قوامها الترحيب والاحترام لتسهيل أدائهم للمناسك مكرمين معززين، فهم إخوة وأشقاء وسيستمرون أشقاء, وما يحدث من (الحمدين) المسيَّرين وما صاحب مناوراتهما بقيادة الشيخ تميم من فشل متتابع لن يخرج قطر ويعفيها من المطالب، الخليجية العربية، الثلاثة عشر ، لأن من شأن تلك المطالب أو الشروط أن تجنب المنطقة, والعالم الإرهاب, لكي يتفرغ الإنسان في كل موطن لخدمة أخيه الإنسان، والتعاون معه في تبادل المصالح ذات المردود الإيجابي للكيان العام, فهل تعي قطر –هي تعي وتتجاهل – أن لا قيمة لها بدون أشقائها من الخليجيين العرب, وتتخلى بأن تكون مخلب قط للدولة (الفرس) التي تشهر وتعلن العداء للعرب والمسلمين، ولو أنها تتسمى بالثورة الإسلامية, وهي تمد العون وتعمل على كل ما يمكّن دولة الاحتلال الصهيوني من التوغل في الدول العربية، وغرس ورعاية الفرقة بين العرب أجمع, وتتبجح بأنها ستقضي على (إسرائيل) وهي من سهل لها ما تريد, بجنودها وحرسها الثوري ومدها الإرهابيين والمخربين من المرتزقة وشذاذ الآفاق, في اليمن, وسورية, ولبنان, وليبيا, وهي اليوم بدأت تعاني وتظهر العلامات التي تشير إلى الفشل في كثير مما كانت تحلم به.
قطر من دول مجلس التعاون الخليج العربي, وقيمتها في نسيجه المتماسك, فهي منه وإليه حتما.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة